الوطن

بكالوريا 2015 .. الهاجس

رغم تطمينات الوزارة ونقابات القطاع

 

مع التوتر الذي شهده قطاع التربية الفترة الماضية أصبح امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2015  بمثابة هاجس للتلاميذ وأوليائهم حيث  تخوف الكثيرون من الظروف التي سيجري فيها هذا الامتحان المصيري في ظل التأخر الموجود في الدروس فرغم تطمينات وزيرة التربية نورية بن غبريط بأن أسئلة الامتحانات ستكون  من الدروس الملقنة فقط  لا يزال عدد كبير  من التلاميذ يطالبون الوصاية بتحديد العتبة وإعطاء أشبه بالضمانات للنجاح وهو ما رفضته الوزيرة وترفضه نقابات القطاع.

لا يزال تلاميذ الاطوار النهائية متخوفون من امتحانات نهاية السنة حيث يواصل طلبة البكالوريا عبر مواقع التواصل الإجتماعي مطالبة الوزيرة بن غبريط بتحديد العتبة بصفة قطعية مهددين بالخروج للشارع مباشرة بعد العطلة كما حمل التلاميذ الغاضبون مسؤولية ما يحدث للأستاذة الذي أضربوا لمدة شهر كامل. أما وزيرة التربية فقد بدت واضحة وصارمة في هذا الموضوع مؤكدة أن لا عتبة هذه السنة ولا وجود لنظام الإنقاذ ولا الدورة الإستدراكية ما يعني أن من يدرس بجد سينجح وغير ذلك فالوزارة ليست ملزمة لتقديم شهادة البكالوريا للتلاميذ على طبق من ذهب.

تدابير جديدة هل ستعطي "الباك" مزيدا من المصداقية !

ويبلغ عدد المترشحين لاجتياز امتحان البكالوريا هذه السنة حسب تقديرات الوزارة  مليونا و71 ألف مترشح من ضمنهم المترشحين الأحرار،  وقد اتخذت وزيرة التربية نورية بن غبريط ومنذ بداية السنة الدراسية عدة تدابير  لإنجاح هذا الإمتحان وإعطائه مزيدا من المصداقية الضائعة منذ سنوات ومن ضمن هذه التدابير  إلغاء العتبة والعمل بنظام الإنقاذ والدورة الاستدراكية بالإضافة إلى التركيز  على الجانب التحليلي والتركيبي في صياغة الأسئلة وهو الأمر الذي لم يهضمه التلاميذ ودفعهم للخروج للشارع في الأشهر الماضية، كما اتخذت وزارة التربية تدابير أخري في الجانب البيداغوجي حيث تم استحداث هذه السنة مراكز ولائية لتجميع علامات المواد المسبقة، وهي التربية البدنية الرياضية لامتحان شهادة البكالوريا، بحيث تسهر هذه المراكز على مراقبة علامات المترشحين "مراقبة دقيقة"، قبل صبها في مركز التجميع الوطني وإعلان النتائج، مع تكفلها بالحجز الصحيح للنقاط، لتفادي الوقوع في أخطاء عند القيام بصب علامات المترشحين في المواد سالفة الذكر، كما تقرر الرفع في عدد المترشحين الأحرار في القاعة الواحدة من 15 إلى 20 مترشحا مع التقليص من عدد الأساتذة الحراس من 5 إلى 4 حراس، وتقليص عدد الملاحظين على مستوى مراكز إجراء امتحان شهادة البكالوريا من 11 ملاحظا إلى ملاحظين اثنين فقط بكل مركز امتحان

عمراوي لـ"الرائد":  بن غبريط حددت العتبة والبكالوريا ستكون في ظروف عادية

من جهة أخري  إعتبر الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الأونباف" أن التخوف الذي يعرفه التلاميذ لا مبرر له، وقال المكلف بالإعلام على مستوى "الأونباف" مسعود عمراوي في إتصال هاتفي مع "الرائد":  "صحيح أن قطاع التربية عرف حركات احتجاجية ضيعت دروس من المقرر الدراسي إلا أن الأمور عادت لنصابها الآن والوزيرة تعهدت بأن تكون أسئلة البكالوريا من الدروس الملقنة ما يطمئن الاسرة التربوية والتلاميذ  أنه لم يكون هناك أشكال والبكالوريا ستكون في ظروف عادية" ، وأضاف عمراوي في تعليق له حول التلاميذ الذين يطالبون بالعتبة أن تأكيد الوزيرة هذا هو بمثابة تحديد ضمني للعتبة  أما فيما يخص الإجراءات التي اتخذتها بن غبريط بخصوص إمتحانات البكالوريا مع بداية السنة الدراسية فيما يخص إلغاء العتبة ونظام الإنقاذ فقد وصفها عمراوي بالإجراءات الصائبة كون طريقة العمل بالتحديد المباشر للعتبة وكذا نظام الإنقاذ والدورة الاستدراكية والأسئلة المباشرة أفقد شهادة البكالوريا مصداقيتها وجعل المستوي التعليمي للطالب في تدهور مضيفا "لا بد من وجود أسئلة تحليلية في شهادة البكالوريا ولا يحق للطالب الاعتراض على ذلك ولا مبرر له للإحتجاج"، وعن قضية تقليص عدد الملاحظين على مستوى مراكز إجراء امتحان شهادة البكالوريا من 11  ملاحظا إلى ملاحظين اثنين فقط بكل مركز امتحان قال عمراوي أن هذا الإجراء كان مطلب النقابة منذ سنوات مضيفا أن 11 ملاحظ كان يمثل ضغط كبير للأستاذ والتلميذ في الوقت ذاته ولا يعقل أن يتم وضع هذه الترسانة الكبيرة من الملاحظين وكأن الأستاذ ومدراء المؤسسات التربية ليسو أهل ثقة.

مسعود لـ"الرائد": لا شيء يستدعي تأجيل الباك وتخوف التلاميذ لا مبرر له !

من جانبه تبني "الكناباست" نفس الموقف معتبرا أن إمتحانات شهادة البكالوريا ستكون في ظروف جيدة بتكاتف جهود التلاميذ والأساتذة والوزارة الوصية، وقال الناطق الرسمي باسم "الكناباست" مسعود بوديبة في تصريح لـ"الرائد" أن الإشكال المطروح يبقي فقط قضية عدم تلقي التلاميذ للمقرر الدراسي كاملا وهذا يمكن تداركه حتى بعد امتحانات البكالوريا للتلاميذ الذين يريدون الإستفادة من كافة دروس المقرر في مسيرتهم الدراسية،  وأيد بوديبة قرار أبقاء الوصاية امتحانات البكالوريا في موعدها مؤكدا أن لا شيء يستدعي تأجيل الامتحانات، وعن الإجراءات التي إتخدتها وزارة التربية مع بداية السنة الدراسية ومنها إلغاء العتبة قال بوديبة تحديد العتبة الذي يطالب به التلاميذ ليس له محل من الإعراب في المنظومة التربوية والعتبة حددت في السنوات الماضية في ظروف جد إستثناية لا تتوفر هذه السنة مضيفا الوزيرة أكدت وطمأنت أن الأسئلة لن تخرج عن الدروس المقدمة وهذا ما إعتبره بمثابة ضمان للتلاميذ الذي دعاهم بوديبة للتعقل والتركيز في المراجعة بعيدا عن دعوات التحريض.

مريان لـ"الرائد" : على التلاميذ عدم الانسياق وراء الدعوات المحرضة ومكانهم المدرسة وليس الشارع 

من جانبه دعا رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "سناباست"، مزيان مريان، التلاميذ للتعقل والتركيز في المراجعة وعدم الانسياق وراء الدعوات التي تحثهم على الفوضى والخروج للشارع فالتلاميذ مكانهم المدرسة وليس الشارع، مضيفا في اتصال هاتفي مع الرائد  على وزارة التربية أن تعمل على التحضير النفسي لتلاميذ البكالوريا قبل التحضير البيداغوجي  حيث أكد مزيان أن تخوف التلاميذ أمر عادي كونهم مقبلين على امتحان مصري ومن حقهم الخوف على مستقبلهم لكن غير العادي هو محاولة التلاميذ الخروج لشارع للمطالبة بأشياء ليست من حقهم معتبرا أن موضة العتبة كل سنة هي التي كانت السبب في تدهور المستوي التعليمي للتلاميذ وهو ما يؤثر عليهم سلبا بعد انتقالهم للجامعة وأكد مزيان مريان في السياق ذاته أن  المطلوب من وزارة التربية هو التكفل بالتلاميذ نفسيا من جهة ومن جهة أخري المزيد من الصرامة في التدابير والقرارات لتعود المصداقية لشهادة "الباك". 

أحمد لـ"الرائد" : على وزارة التربية اتخاذ كافة التدابير اللازمة لكن لا داعي للتهويل 

أما رئيس جمعية أولياء التلاميذ خالد أحمد فقد  قال في اتصال هاتفي مع "الرائد" "صحيح في الأول كنا متخوفين على مستقبل أبنائنا بسبب الظروف المتوترة التي كان يعيشها قطاع التربية بسبب الإضراب ما جعلنا نطالب بتأجيل موعد البكالوريا  لكن اليوم ومع انتهاء تلك المرحلة نحن متفائلون بأن تكون هذه الإمتحانات في أحسن الظروف" وأضاف خالد أحمد وزيرة التربية تعهدت بأن توفر كل الظروف والوسائل لإنجاح هذا الامتحان مضيفا لا داعي للتهويل فدورة 2015 ستكون مثل باقي الدورات وأمام التلاميذ فصل كامل لتعويض الدروس التي ضيعها الإضراب ومن تم المراجعة تحضيرا لامتحانات البكالوريا.

 

س. زموش

من نفس القسم الوطن