الوطن

الجزائر قدمت مبادرة للجامعة العربية لوقف الحرب في اليمن

السعودية طالبت بتعديلها لتسمح بدخول قوات عربية إلى صنعاء

 

كشفت مصادر دبلوماسية جزائرية أن الجزائر تقدمت بمبادرة للجامعة العربية لإنهاء الحرب في اليمن، ترتكز على ثلاث نقاط أهمها وقف اطلاق النار، انسحاب الحوثيين خارج صنعاء والجلوس إلى طاولة الحوار، وهو طرح عرضته الجزائر على مصر والسعودية للموافقة عليه، في وقت طلبت الرياض تعديل هذه المبادرة لتشمل دخول قوات عربية إلى صنعاء، ويبدو أن الجزائر ترغب في مواصلة استراتيجيتها الدبلوماسية المبنية على الحل السياسي في معالجة الأزمات كما فعلت مع الأزمة في مالي وتفعل حاليا معه ليبيا، برغم صعوبتها في المسألة اليمنية.

ذكرت وكالة أناضول عن مصادر دبلوماسية قولها إن وزير الخارجية رمطان لعمامرة قدم عرضا جزائريا في شكل مبادرة لحل الأزمة في اليمن بالتزامن مع انطلاق عملية " عاصفة الحزم " التي تقودها السعودية ومصر وتشارك فيها دول عربية منها السودان، والمقترح الجزائري ينبني حسب هذا المصادر على ثلاث نقاط هي: أولها انسحاب الحوثيين من العاصمة اليمنية صنعاء، ثم عودة البرلمان اليمني الذي تم حله في الإعلان الدستوري، وأخيرا إعطاء ضمانات أمنية وسياسية للحوثيين وحلفائهم في اليمن".

وقالت الوكالة عن ذات المصدر إن لعمامرة قدم لنظيريه المصري والسعودي مبادرة من 3 نقاط لوقف إطلاق النار في اليمن وتم هذا قبل انعقاد القمة خلال انعقاد مجلس وزراء الخارجية العرب بشرم الشيخ، الخميس الماضي، وطلبت الخارجية الجزائرية موافقة السعودية ومصر عليها، على أن تسعى الجزائر لدى أطراف يمنية داخلية ودول مؤثرة لإقناع الحوثيين بمشروع وقف إطلاق النار، وكان رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة قدم لوزيري خارجية مصر سامح شكري والسعودية سعود الفيصل، المشروع الجزائري الذي يدعو لوقف الحرب في اليمن وايجاد طرق سلمية لإعاد ة الإستقرار في اليمن، وطالبت الجزالئر في هذا المبادرة أن يتم ضمان انسحاب الحوثيين من العاصمة اليمنية صنعاء، ليتم بعد ذلك إعادة البرلمان اليمني الذي تم حله في الإعلان الدستوري وإعطاء ضمانات أمنية وسياسية للحوثيين وحلفائهم في اليمن، وحسب المصدر إن "المبادرة الجزائرية تم إبلاغها لدول مثل مصر والسعودية والعراق وإيران، حيث أبلغت مصر والسعودية بالمبادرة في مؤتمر شرم الشيخ، بينما أبلغ العراق وإيران والحوثيين عبر قنوات دبلوماسية". لكن المصدر أوضح أن المبادرة الجزائرية اصطدمت باعتراض سعودي، مؤكدا أن السعودية طلبت تعديل المبادرة الجزائرية بإضافة شرط دخول قوات عربية إلى العاصمة اليمنية "وهو ما قد يؤدي إلى إسقاط المبادرة كليا"، حسب المصدر الدبلوماسي، من دون أن يوضح موقف بقية الدول منها، ويظهر من خلال هذه المعطيات التي لم تصرح بها الخارجية الجزائرية بشكل رسمي، أن الدبلوماسية الجزائرية سارعت للتحرك من جانبها للعب دور رجل المطافئ الذي عليه أن يخمد الحريق بعد اشتعاله، وفقا للسياسة الخارجية الجزائرية المبنية على حل الصراعات والأزمات بين الدول استنادا للحوار والحلول السلمية السياسية بعيدا عن أي تدخل عسكري، لكن ما قد يعيق هذه المبادرة هو اصرار مصر والسعودية وحلفائهما من الدول العربية على المضي قدما نحو ما أطلقوا عليه " عاصفة الحزم " لتحرير اليمن من الحثويين، والمعروف أن الجزائر رفضت المشاركة في هذه المعلية واعتبرتها تدخلا في الشأن الداخلي لليمن، كما رفضت المشاركة في ما عرف بمشروع " قوة عربية عسكرية مشتركة " الذي حددت مهمته في تحقيق السلم في البلدان العربية ومكافحة التهديدات الإرهابية بينما رأت الجزائر أن تبقى بعيدة عن هذا التكتل وتقدم العون اللوجستي فقط.


مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن