الوطن

مقترح انشاء قوة عسكرية عربية كان سيورط الجزائر

خبراء ومحللون أمنيون لـ " الرائد":

 

أجمع خبراء ومتابعون للشأن الأمني في الجزائر في تصريحات لـ " الرائد "، على أن الموقف الجزائري الرافض للمشاركة في قوة عربية عسكرية مشتركة، هو موقف حكيم ونابع من سياستها الخارجية المبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وكذا عدم خروج الجيش الجزائري خارج حدود التراب الوطني الإكتفاء بالدفاع عنها من أي خطر أجنبي وفقا للدستور، وذهب محللون إلى القول أن المقترح الذي تقدمت به مصر، كان سيقحم الجزائر ويورطها في الشؤون الداخلية للدول، خاصة وأن مهام هذه القوة هو الدفاع العربي المشترك، لكن الخلفيات التي تندرج تحت غطاء هذا المشروع هي التي جعلت الجزائر تكتفي فقط بإعلانها عن دعمه لوجستيا دون اقحام الجيش في أي عمل عسكري تقوم به هذا القوة، حتى لا تجد نفسها تتدخل عسكريا دونما ارادة منها في دول عربية مثلما هو حاصل اليوم في اليمن.  

بن جانة: إن وافقت الجزائر على المشاركة فهذا سيدخلنا حتما في شؤون الغير

يحلل الخبير الأمني عمر جانة الموقف الجزائري الرافض للمشاركة في قوة عربية عسكرية مشتركة وفقا لثلاث نقاط، أولها مهام هذه القوة، فالسياق العربي الذي نعيشه اليوم متكهرب، ثانيا، القوات الجزائرية معروف دستوريا أنها لا تخرج من الحدود منذ الإستقلال، ويضيف في هذا الإطار أن الجيش الجزائري خرج مرتين فقط وهما في 1967 و1973 في الشرق الأوسط لمهام واضحة وهي الحرب العربية الاسرائيلية، وحسب بن جانة، فالثابت دستوريا أن لا جندي جزائري يخطو خارج الحدود إلا إن أعيد النظر في الدستور، والأمر الثالث وفقا بتحليل بن جانة، هو أن الجزائر تتخذ قرارات مثل هذا القرار ( عدم المشاركة في قوة عربية) وفقا لسياساتها الخارجية المبنية على مبدأ عدم التدخل في شؤون الغير، و" ... نحن نعرف السياسة الخارجية هي تفاعلية مع القوات المسشلحة، والجيش هو امتداد لهذه السياسة، أما عن خلفيات الرفض الجزائري للمشاركة في هذه القوة والاكتفاء بدعمها لوجستييا فقط، فيقول المتحدث حسب رأيه، أنه إن وافقت الجزائر على المشاركة فهذا سيدخلنا حتما في شؤون الغير وبعده يتم توريطنا في أمور بعيدة علينا ولا يمكننا الانسحاب في تلك الحالة، وضف إلى ذلك أن هناك حاليا اصوات تطالب بالتدخل العسكري في ليبيا ( في اشارة إلى مصر والامارات )، لذلك فالرفض الجزائري له ما يبرره. أما قضية دعم قرار عربي لمكافحة الارهاب فموق الجزائر معروف منذ 20 سنة، حيث عانت ويلات الارهاب، بينما تدعو حاليا لحل الازمات وفقا للحوار لإدراكها خطورة التدخلات العسكرية في البلاد العربية وما ينجر عنها.          

ميزاب: الجزائر لا تجر نفسها في متاهات غير محددة المسارات

يرى الدكتور والمحلل الأمني أحمد ميزاب أنه قبل الحديث عن فكرة انشاء قوة عربية عسكرية موحدة، يجدر بالعرب أن يصلحوا البيت العربي من الداخل، فالواقع العربي حاليا يحتاج إلى مصالحة واصلاح، والموقف الجزائري الرافض بشكل صريح المشاركة في هذا المشروع ينم أولا حسب ميزاب عن رفض الجزائر لإقحام جيشها خارج الحدود وأيضا رفضها للتدخل الأجنبي في شؤون الدول، وقال ميزاب لـ " الرائد " أن الجزائر من منطلقاتها الدبوماسية المعروفة، لا يمكنها أن تكون مع هذه القوة العربية العسكرية الموحدة، وهذا برغم أنها عضو في الجامعة العربية وتحترم قرارتها، حيث هناك آلية تسمى " آلية الدفاع العربي المشترك، لكن رفضها له ما يبرره، ويعتقد المتحدث أن السياق العربي حاليا لا يشجع على مثل هذه الخطوة، فالبيت العربي حاليا يحتاج إلى اصلاح حقيقي، ويجدر بالعرب تحديد المفاهيم والأولويات وتحقيق المصالحة بين العديد من أطرافه، هو الذهاب لتحديد مفهوم الإرهاب ومن هو الإرهابي كي يتم بعدها معرفة إلى من ستوجه هذه القوة العربية سلاحها، فبرأي ميزاب " نحن ( الجزائر ) لا يمكننا أن نكون مع هؤلاء.. ويبقى علينا ضبط الأمور "،  لأن المقترح بتشكيل قوة عربية جاء بشكل سريح وفجائي والجزائر لا يجر نفسها في متاهات غير محددة المسارات، ويضبف المتحدث في السياق بالقول: " قوة تدخل عربية هي في الواقع مسؤولية كبيرة وتوجيه الدعوة للدول العربية ومنها الجزائر للمشاركة فيها، ماهي، بنظر المتحدث، إلا محاولة لإستغلالها في مسارات أخرى، لذلك فمن الحكمة حسبه، هو اصلاح البيت العربي وتحقيق المصالحة ثم تحديد الأولويات وآليات الدفاع العربي المشترك ثم " نتحدث عن المشاركة من عدمها.."  

مجاهد: الجزائر اتخذت موقفا صائبا بعدم المشاركة في القوة العربية

قال اللواء المتقاعد من الجيش عبد العزيز مجاهد في تصريح لـ " الرائد " أن الموقف الجزائري الرافض للمشاركة في مشروع القوة العربية المشتركة هو رأي صائب، بل هو الموقف الصحيح حسبه، لأن المقترح الذي يدعو إلى تشكيل ما سمي بالقوة العربية أو جيش عربي هو موقف تقدم به طرف معروف، والفكرة قديمة تعود لأيام الرئيس المصري عبد الناصر، لكن المبررات المقدمة حاليا من مصر وشركاءها تختلف عن تلك الفترة، فالجزائر حسب، مجاهد، كانت دوما حاضرة لما كانت الظروف تستدعي ذلك، فقد كانت حاضرة في الحرب على اسرائيل، وحاضرة في الدفاع عن فلسطين في وكانت دائما إلى جانب القضايا العادلة، وبرأي مجاهد، فالأوضاع الحالية في كل من العراق، وسوريا وليبيا واليمن متكهربة وغير مستقرة، وهو ما يجعلنا نتساؤل حول مهمة هذه القوة ومع من تتدخل، وبخصوص مكافحة الإرهاب الذي خصصت له الجامعة العربية في قمتها قرار مشتركا، أوضح المتحدث أن دعم الجزائر لمكافحة الارهاب في الواقع هو أمر يعود لتجربتها مع الظاهرة التي عانت منها منذ قرابة 25 سنة، وفي الاصل، يجب البحث عن الحقيقة ازاء من يدعم الارهاب ومن انشأه، في اشارة إلى دول بعينها كانت ولا تزال تفرخ الفكر المتطرف.

رصدها: مصطفى. ح


من نفس القسم الوطن