الوطن

80 بالمائة من المؤسسات التربوية لم تلتزم بتعويض الدروس

بعد انقضاء الأسبوع الأول من العطلة الربيعية

 

  • كناباست يحمّل الوصاية مسئولية فشل عملية الاستدراك

على الرغم من تعهد المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار كنابست، بتعويض الدروس بداية من الأسبوع الأول من العطلة الربيعية، عقب  التعطل الذي لحق بالبرنامج الدراسي إثر  الإضراب الذي شل القطاع لأزيد من شهر، إلا أن الأساتذة لم يلتزموا بالتعويض، بأزيد من 80 بالمائة من المؤسسات التربوية التي غلقت أبوابها في وجه التلاميذ خارقة بذلك الاتفاق الذي أبرم مع الوزيرة بعد قرار توقيف الإضراب .

قال  رئيس فدرالية أولياء  التلاميذ، خالد أحمد، أن عملية استدراك الدروس لتعويض التأخر الناجم عن شل القطاع لأزيد من شهر، كانت  فاشلة، على جميع الأصعدة، وضحا أن ما نسبته 20 بالمائة فقط من المؤسسات التربوية فتحت أبوابها للتلاميذ، في الوقت الذي كان حضور التلاميذ إلى مقاعد الدراسة ضعيفا جدا، بنسبة تراوحت بين 25 إلى 30 بالمائة وأغلبهم من تلامذة الأقسام النهائية، فيما عزف نظرائهم في السنة الأولى والثانية متوسط، عن الالتحاق بالدروس، بعد أن قصدوا مؤسساتهم التربوية بداية من الأحد ، ولم يجدوا الأستاذ الذي من المفروض أن يلتحق بمؤسسته، ما جعلهم يقررون الاستمتاع بالعطلة بدلا من تضييع وقتهم داخل ثانويات لا تحوي لا على الأستاذ ولا على الإداري، فقط بعض تلامذة النهائي.

وأضاف خالد أحمد أن العملية لم تكن منظمة بالقدر الذي يجعل كل فرد في العملية التربوية يعرف واجبه، ويقوم بدوره، بالنظر لغياب عملية الإعلان  من طرف الوزارة الوصية، عن طريق وسائل الإعلام أو الاتصال مباشرة بمديريات لاتربية وإلزامها بتوجيه تعليمات للأساتذة المضربون بالالتحاق بمقاعد التدريس وتعويض الدروس، وهو ما جعل -حسبه-  العملية تفشل، في ظل غياب الإرادة لدى الأستاذ الذي حسبه خرق الاتفاق المبرم مع الوزارة باستدراك الدروس، والذي أرجعه إلى عملية الخصم التي طالت أجور  الأساتذة طيلة الإضراب والتي لم يتم تعويضها من طرف الوزارة بعد الاتفاق الحاصل بينهما، فيما أضاف أنه في القانون إذا أقرت الوصاية بشرعية المطالب المرفوعة والموافقة عليها فإن الخصم لن يكون في أجور العامل المضرب.

فدرالية أولياء التلاميذ : لا خوف على البرنامج سيتم في موعده 

وعن إمكانية استكمال المقرر الدراسي في موعده المحدد، حتى في حالة ما لم يتم تعويض الدروس في الأسبوع الثاني من العطلة الربيعية، قال خالد أحمد، أنه بإمكان الأستاذ إكمال المقرر الدراسي، إذا التزم بالتدريس يومي السبت، ومساء الثلاثاء، إضافة إلى استغلال ساعات دروس المواد الترفيهية "الرسم، الموسيقى والرياضة"، بالإضافة إلى ساعات الفراغ حسب برنامج كل قسم، مضيفا أن برنامج البكالوريا متقدم مقارنة بباقي البرامج، مرجعا ذلك إلى التقليص الذي عرفه في 2012، موضحا أن البرنامج الخاص بتلامذة النهائي حتى في السنوات التي لا تشهد إضرابات يتم استكماله نهاية في شهر أفريل، وأن مواصلة الدروس لهذه السنة إلى غاية 20 ماي سيمنح الفرصة لإنهاء المقرر رغم الإضراب الذي شهده القطاع، مشيرا أن  نسبة التقدم في برنامج الأقسام النهائية وصل إلى 75 بالمائة في أغلب المؤسسات فيما لم يتعدى 50 بالمائة ببعض المؤسسات التي مرت بظروف استثنائية على غرار مؤسسات تربوية بعين صالح، ورقلة وغرداية.

كنابست يتبرأ ويحمّل بن غبريط المسئولية 

من جهته حمل ، المكلف بالإعلام لنقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "كنابست" مسعود بوديبة، وزارة التربية الوطنية مسئولية عدم نجاح عملية استدراك الدروس، وقال أن هذه الأخيرة  لم تضع رزنامة رسمية لإنجاح عملية تعويض الدروس ، بداية من التفاوض الجاد مع النقابة المضربة حول طريقة التعويض، وعدد الساعات المعوضة في اليوم، والأقسام المعنية بالتعويض، فيما تبقى الوزارة حسب بوديبة، هي من شجعت التلاميذ على عدم الالتحاق بالدروس، بعد تصريحاتها قبل العطلة المدرسية بالقول أن التلاميذ الذين تعطلوا عن الدروس بفعل الإضراب  لهم الحق في العطلة الربيعية، وهو التناقض الذي وقعت فيه الوزارة بعد أن وجهت دعوتها للأستاذ إلى تعويض الدروس.

وأضاف بوديبة، أن التحاق الأساتذة بمؤسساتهم التربوية في اليوم الأول من العطلة الربيعية، كان بمثابة الإنذار بالالتحاق بمناصب العمل بعد الإضراب الأخير، ليفاجئوا بغياب التلاميذ وكذا الإداريين، ما استدعى عزوفهم عن التنقل للمؤسسات، سيما وأن العدد الكافي من التلاميذ الملتحقين ببعض المؤسسات ضئيل جدا، وكان ذلك بناءا على اتفاق بين التلاميذ وأساتذتهم وأغلبهم قاموا  بالتكفل النفسي والبيداغوجي للتلميذ ، وليس تلقين الدروس، الذي حسبه لم ينص عليه قرار رسمي يلزم كافة المنتمين إلى العملية التربوية من أستاذ-تلميذ-وإداري، بالالتحاق بالمؤسسة التربوية ، وهو الأمر الذي  سيجعل الأستاذ  مضطرا لإعادة الدروس التي قدمها في العطلة إلى التلاميذ المتغيبين ويعيده بذلك إلى نقطة الصفر.

منى.ب

من نفس القسم الوطن