الوطن

القمة العربية تنطلق اليوم وهاجس " اللاءات" التي لم تطبق يعود إلى أذهان المشاركين !

كانت ولا تزال المنبر الذي " فرّق " المواقف العربية

 

تنطلق اليوم، بمدينة شرم الشيخ بمصر، أشغال القمة العربية في دورتها، الـ 26، حيث سيحاول المشاركون في اللقاء تسليط الضوء على أهم التحديات الامنية والإقليمية والسياسية التي تعصف بالمنطقة العربية، وسيكون الملف اليمني في صلب المحاور التي ستأخذ حيزا كبيرا من النقاشات، بالإضافة إلى الملف الليبي والسوري والفلسطيني الذي كان حاضرا على مدار السنوات التي شهدت تأسيس هذه الهيئة التي احتفلت قبل أيام بذكرى تأسيسها السبعين، ويؤكد مراقبون على أن الهاجس الأكبر الذي سيلقي بظلاله على أشغال اللقاء سيتمحور حول الخروج بنقاط " توافق " وهو الأمر الذي افتقدته الدورات السابقة لهذه الهيئة التي كانت تصب غالبية قراراتها في خانة" التفرقة" و" اللا توافق"، ويرى آخرون بأن القمة العربية هذه المرة تعود وهاجس" اللاءات" التي لم تطبق على مدار عقود طويلة يعود إلى أذهان المشاركين الذين بدأت ملامح " الاختلاف " تظهر في التحضيرات التي بدأت الأسبوع الفارط، لكن يتوقع مراقبون أن تكون قمة اليوم عكس الدورات السابقة خاصة وأن التكتل الخليجي المصري سيكون الغالب في هذه الدورة إلا أن حرص بعض الدول وفي مقدمتها الجزائر على تبني الخيارات السياسية التي تنتهجها كموقف" ثابت" لا يمكنه أن يتأثر تحت أي شكل من الأشكال بما سيحاك داخل كواليس الدورة، وقد حرصت الوفود الجزائرية التي شاركت في التحضيرات الأولية إلى التاكيد على موقف الدولة الجزائرية الثابت والراسخ تجاه القضايا العربية والإقليمية وهو الأمر الذي رفضت بعض الأطراف السياسية في مصر وسارع محللوها السياسيون إلى انتقاد وجهات نظر الجزائر تجاه المحاور الكبرى التي ستناقشها القمة على مدار أيامها.

ويرى مراقبون بأن الرهان الكبير الملقى على عاتق المشاركين في أشغال القمة العربية اليوم هو إعادة النظر في كيان هذه الهيئة ومؤسساتها وسياستها وكذا الالتزامات التي تصدر عنها، مما يؤهلها مستقبلا لتكون هيئة" قرارات" لا هيئة" محللة" لخيارات طرف على حساب طرف آخر.

وبالنسبة للجزائر، عين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح الرجل الثاني في الدولة، ليمثله في القمة وأوضح بيان لرئاسة الجمهورية، أن الرئيس بوتفليقة الوفد الجزائري الذي سيقوده بن صالح يضم خاصة وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة.

وتشكل الأوضاع والتطورات المتسارعة في اليمن أحد المحاور المهيمنة التي سيتم مناقشتها خلال أشغال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في دورتها الـ 26 العادية المقررة اليوم السبت وغدا الأحد، ويأتي هذا بعد قرار قوات جوية خليجية بقصف مواقع للحوثيين في اليمن في إطار عملية "عاصفة الحزم" لانتشال البلاد من حالة الفوضى التي تفرضها جماعة الحوثيين.

وقد تم التمهيد للقاء بعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا تشاوريا حول كافة الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الاجتماع الوزاري وفي المقدمة منها الوضع اليمني وسبل دعم الجهود الخليجية في إطار العملية العسكرية "عاصفة الحزم"، وعلى غرار الدول المشاركة في العملية العسكرية أبدت دول أخرى منها الأردن والسودان ومصر وباكستان رغبتها بالمشاركة فيها، وعلى خلفية التطورات الخطيرة التي يشهدها اليمن أكدت الجزائر على لسان وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، أن الجزائر تتابع بانشغال "شديد" وقلق "عميق" التطورات والمستجدات الخطيرة في اليمن وتدعو الفرقاء في هذا البلد إلى التحلي بالحكمة وتغليب لغة العقل والحوار، مؤكدا أن الجزائر ترفض إرسال قوات من الجيش في مهام قتالية خارج الحدود تماشيا والدستور الجزائري.

خولة بوشويشي


من نفس القسم الوطن