الوطن
لعمامرة: جيش الجزائر يحارب داخل أراضيها فقط
دعا نظرائه العرب لاستخلاص الدرس الليبي وحثّ المتخاصمين هناك على الحوار
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 مارس 2015
- الجزائر قد تكتفي بدعم " القوة العربية " اللوجستيا" !
قال وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، إن الجزائر ستشارك في حماية الأمن القومي العربي الذي جاءت به خطة إنشاء" قوة عسكرية عربية"، حيث أشار المتحدث إلى أن دور الجزائر فيها سيتوقف عند مسألة الدعم اللوجيستي سواء من خلال التدريب أو التمويل وبعض الأمور اللوجستية دون مشاركة القوات العسكرية الجزائرية في هذه الهيئة، وأشار المتحدث في سياق تطرقه لهذا الموضوع إلى مسألة أن"الجزائر مع الحل السلمى كون عقيدتها القتالية تقول بعدم نشر قواتها خارج الحدود"، وأضاف المتحدث يوضح خلال حواره لبرنامج "آخر النهار" الذي عرض الخميس الماضي على شاشة "النهار المصرية"، أن وزراء الخارجية العرب ناقشوا خلال اجتماعهم مشروع قرار إنشاء قوة عربية مشتركة، وأقروه ببنود عدة، أهمها أن يكون التدخل العسكري بناءً على طلب من الدولة العربية التي سيتم الدخول إليها، وأن تكون القوة العربية بقيادة فريق محترف يعمل تحت قيادة رؤساء أركان الدول العربية، كما دعا المتحدث إلى استخلاص الدرس الليبي وعرج بالمناسبة على الأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية يحث أكد على وجود " قدرة" ستساعد الأمة العربية لتجاوز الأزمات التي تعصف بها، ورافع المتحدث للحوار الذي من شأنه أن يكون بديلا عن " إضافة توتر آخر للمنطقة العربية ولمختلف الأزمات التي تعصف بالمنطقة حيث أكد على أن الجزائر تعتمد عليه كحلّ لأي أزمة تشهدها المنطقة العربية.
أوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة، المحاور الكبرى التي تراهن عليها الجزائر لحلّ أزمات المنطقة العربية والقارة السمراء، وخصص حيزا كبيرا من ردّه على الأسئلة التي وجهت إليه خلال تواجده في الساعات الـ 48 الماضية بمصر التي ستحتضن اليوم أشغال القمة العربية للحديث عن هذا الجانب ورهانات السلطة الجزائرية تجاه ما يحدث من أزمات في المنطقة، خاصة وأن الأمة العربية كما قال" تعيش الآن أزمة"، ورأى المتحدث بأن حلّ هذه الأزمة لن يكون بعيدا عن الحوار السياسي الجادّ بين مختلف الأطراف المتخاصمة دون إقصاء وجهة نظر أي طرف، وعرج بالمناسبة على خبرة الجزائر في إدارة مثل هذه الملفات سواء ما تعلق بالملف الليبي أو المالي أو غيرها من الملفات التي ألقت بضلالها على تحضيرات أشغال القمة العربية التي ستعقد اليوم، وعن مسألة وضع قوة عربية مشتركة تعمل على توفير حماية للأمن القومي العربي قال رئيس الدبلوماسية الجزائرية بأن مشاركة الجزائر في هذه القوة لن يتعدى" التدريب والتمويل وبعض الأمور اللوجستية"، موضحا أنّ "الجزائر مع الحل السلمى كون عقيدتها القتالية تقول بعدم نشر قواتها خارج الحدود، لكننا سنشارك من خلال التكوين والتجهيز والتمويل وأمور لوجستية أخرى فى تعزيز وحماية الأمن القومى العربى بدون تواجد قوات جزائرية خارج الحدود الجزائرية".
وأضاف المتحدث يقول: أن الأمة العربية الآن في أزمة، وفي نفس الوقت تمتلك القدرات التى تمكنها من تجاوز هذه المحن وبناء مستقبل، لافتاً إلى أن القمة العربية التى ستنطلق اليوم السبت من شرم الشيخ بمصر ستكون قمة غير عادية نظراً للنتائج التى ستخرج عنها المشاركون في أشغال اللقاء.
علاقتنا مع مصر قوية حتى في حالة الاختلاف في آليات معالجة أزمات الوطن العربي !
وعن العلاقات التي تربط بين الجزائر ومصر، قال لعمامرة، إن العلاقات المصرية الجزائرية استراتيجية وقوية مبنية على التضامن ودفع الخطر أثناء الحروب والتاريخ يشهد بذلك، وذكر قائلًا: " حتى في حال الاختلاف البسيط يتم بطريقة متمدنة بعد شرح واف من الطرفين، علاقتنا بمصر تتسم بحسن النية والرغبة الأكيدة لرفع هذه العلاقة إلى طموح الشعبين وإنها لا مثيل لها في الوطن العربي"، في إشارة منه إلى أن الجزائر تنتهج أسلوب الحوار مع جميع الأطراف وحول مختلف القضايا التي لا تشكل الاجماع حولها، كما أن رفض أي مخطط من قبل السلطات الجزائرية لا يعني وجود اختلاف بين البلدين.
الجزائر قد تكتفي بدعم " القوة العربية " اللوجستيا" !
هذا وكان المتحدث قد أكد أن الجزائر لن تسمح بمشاركة وحدات من جيشها الوطني الشعبي في مهام قتالية خارج حدودها وذلك في رد على سؤال حول موقف الجزائر من إنشاء قوة عربية مشتركة، وقال لعمامرة على هامش أشغال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية "نحن نقدر الاقتراح المقدم، ولكننا نعتقد أننا لا بد أن نستفيد من تجربة غيرنا" مشيرا إلى التجربة الافريقية والواسعة التي من الممكن جدا أن "نتخذها كمصدر إنارة عند دراستنا ومعالجتنا لمقومات الامن الجماعي"، وتابع المتحدث يقول "أنا أعتقد أنه أولا وقبل كل شيء يجب أن تكون كل حلقة من الحلقات المكونة لهذه المنظومة قوية ومتماسكة وبالتالي لا بد من التركيز على الامن والاستقرار وتنظيم البيت في كل بلد من البلدان العربية، كما ان ثمة ايضا إجراءات وقائية يجب أن تتخذ في كل بلد من البلدان حيث لا بد من بناء مجتمع متسامح ومتكامل تسوده العدالة الاجتماعية لمختلف فئات المجتمع بما فيها عنصر الشباب وهناك أيضا ما يتعلق بالحكم الراشد في البلدان العربية وتكثيف الجهود الرامية إلى الحلول السلمية للمشاكل القائمة " مؤكدا أن الوقاية تتطلب كل هذا، وأوضح يؤكد "اذا تعذرت كل هذه الامور والوسائل على المساعدة في الحل لا بد من التفكير في استغلال ما لدينا من وسائل متوفرة في ميثاق الجامعة العربية والأمم المتحدة كقوات حفظ السلام وهناك إمكانية للدول التي تسمح دساتيرها بذلك العمل في هذا الإطار".
الجزائر ترفض المشاركة في "عاصفة الحزم" ضد حوثيي اليمن
وعن الأوضاع بالأراضي اليمنية التي عرفت في الساعات الماضية تدخلا عسكريا عربيا بدعم أمريكي لوضع حدّ للتنظيم الحوثيين، أكد وزير الشؤون الخارجية أن تدهور الاوضاع في اليمن خلال الفترة الاخيرة واتساع رقعة المواجهة المسلحة "تسببت لدينا ولدى غيرنا قلق وانشغال كبيرين"، وأضاف لعمامرة يوضح بخصوص هذا الملف "نحن دائما وأبدا نعتقد أنه لا بديل عن الحوار فالحل السلمي مطلوب ولا بديل عن لم الشمل، وفتح آفاق جديدة في ظل الديمقراطية وتحقيق الوئام والحوار بين كافة الفرقاء اليمنيين وجعلهم صف واحد في مواجهة الارهاب "، ونوه بأن اليمن لديه من المؤهلات ما يجعله جاهز لبناء السلام الداخلي وجعله مصدر استقرار للمنطقة التي ينتمي اليها معربا عن أمله في أن تتوقف المواجهة وان يعاون الجميع من أجل الحوار تحت مظلة الامم المتحدة.
الخارجية تشيد بالحوار الليبي وتدعو الفرقاء لتجاوز الخلافات !
وفيما يتعلق بالجهود الجزائرية لمساعدة الفرقاء الليبيين على التوصل لحل سياسي للازمة في ليبيا قال لعمامرة ان الجزائر تعمل مع الحكومة الليبية وكافة دول الجوار الليبي من أجل مساعدة الفرقاء الليبيين على "تجاوز الخلافات من خلال حوار وطني جامع وشامل وصولا الى مصالحة وطنية وبناء مؤسسات ديمقراطية كخطوة لا مفر منها، وأكد على ضرورة مساعدة الفرقاء الليبيين على إنشاء حكومة توافق تكون هي المؤهلة لتسيير أمور البلاد في مرحلة انتقالية "الى ان يصل الليبيون الى اعتماد اسلوب توافقي واجراء انتخابات بناء على متطلبات هذا الدستور الجديد ويأتي آنذاك إنشاء جيش وطني ليبي في هذا الاطار كجزء لا يتجزأ من الحل السلمي المنشود"، وجدد المتحدث دعم الجزائر لجهود مبعوث الامم المتحدة الى ليبيا برنادينو ليون في الوقت الذي تواصل فيه إجراء حوارات مفتوحة ومستمرة مع الفرقاء الليبيين على اختلاف مشاربهم لتشجيعهم على المضي نحو الحل السلمي التوافقي.