الوطن

"حديث الورق" يعزز مطالب تنظيم انتخابات مسبقة

بوتفليقة خاطب الشعب بـ "الرسائل" منذ انتخابه

 

عادت أحزاب المعارضة لتفتح مجددا قضية غياب الرئيس وامتناعه عن مخاطبة شهبه والاكتفاء برسائل  تقرأ بالنيابة عنه، حيث فجرت الرسالة الأخيرة التي حملت تهديدا للمعارضة القضية وعززت مطلبها لضرورة تخلي الرئيس عن  خطابات الورق ومواجهة الشعب في حين راحت أخرى تشكك في كتابتها وتطالب بالتعجيل في تنظيم انتخابات مسبقة.

باتت الرسائل التي يبعث بها رئيس الجمهورية للشعب في كل مناسبة  دون مخاطبة الشعب أمر تعود عليه الجزائريون الذين ربما تقبل بعضهم الأمر الواقع، واقتنعوا بمبدأ مرض الرئيس وأنه يسير المؤسسات الدستورية برأسه وليس برجليه مثلما قال وزير التجارة ورئيس الجبهة الشعبية عمارة بن يونس، حيث وجه الرئيس  منذ تجديد الثقة فيه  أكثر من سبعة رسائل في العديد من المناسبات,أولها كانت رسالة شكر فيها الجزائريون عن إعادة تجديد الثقة فيهم , كما وجه الرئيس رسائل لمختلف أطياف المجتمع في العديد من المناسبات  كعيد استرجاع السيادة الوطنية و كذا ذكرى أول نوفمبر وكان الرئيس قد دعا لمراجعة قانون الأسرة في شقه المتعلق بالطلاق كما وجه رسالة للإعلاميين بمناسبة اليوم الوطني للصحافة  , في حين يرى متتبعون للشأن السياسي أن الرسالة الأخيرة التي بعثها بمناسبة عيد النصر  كانت الأخطر من حيث أنها حملت تهديدا مباشرا للمعارضة التي قال أنها تعمل على انتهاج سياسة الأرض المحروقة.

 بالمقابل، كانت هذه الرسالة بمثابة الضربة الموجعة التي تلقتها المعارضة التي ردت بالثقيل واستغلت الفرصة لإعادة إحياء قضية خطابات الورق حيث انتقد رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري محتوى رسالة الرئيس التي وجه فيها أصابع الاتهام للمعارضة حيث قال أن المعارضة كانت تتمنى ألا يخاطب الرئيس الشعب بالأوراق في كلم ناسبة بسبب مرضه مشيرا أن استمرار الأمر قد يتطلب من قيادات الحركة تشكيل لجنة تقنية لقراءة الأوراق .وهو الأمر الذي علق عليه الحضور بأن مقري يرغب في المواجهة بدل الرسائل المشفرة التي قال أنه يجهل ظروف كتابتها و طالب مقري بضرورة تحقيق الانتقال الديمقراطي  عبر تنظيم انتخابات مسبقة،   كما كانت حركة الاصلاح الوطني من جهتها قد شككت في محتوى الرسالة ومن كتبها بالمقابل قال رئيس حزب طلائع الحريات علي  بن فليس، أن الفراغ الذي في السلطة اليوم أكبر من أن يتم تغطيته "فالبرلمان الجزائري معطل، والحكومة لا يمكنها تقديم مشاريع قوانين من دون انعقاد مجلس الوزراء، ومجلس الوزراء لا يمكن انعقاده بسبب مرض الرئيس".

قال بأن الشعب أصبح متيقن من أن بوتفليقة لن يخاطبه ذويبي لـ" الرائد":

"حديث الورق" لم يعد يسبب الحرج للسلطة !

قال القيادي في التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، محمد ذويبي، أنّ الشعب الجزائري أصبح اليوم متيقنا بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لن يخاطب هؤلاء بعيدا عن الرسائل التي ميزت العهدة الرئاسية الرابعة لبوتفليقة، وأوضح المتحدث بأن" حديث الورق" لم يعد يشكل حرجا للسلطة ولا لحلفاء الرئيس الذين يصطفون تباعا للدفاع عن محتواها في كل مرّة توجه لها أطراف المعارضة انتقادات.

اعتبر رئيس حركة النهضة محمد ذويبي، قضية غياب الرئيس وامتناعه عن مخاطبة شعبه والاكتفاء برسائل  تقرأ بالنيابة عنه، أمرا واقعا تعود عليه الشعب الجزائري والطبقة السياسية في البلاد، كما انه كان متوقعا بعد ان ترشح الرئيس الى الانتخابات الرئاسية الماضية و هو في حال صحي لا يسمح له بممارسة مهام رئيس جمهورية الجزائر بصلاحياته الدستورية الواسعة  .

 وأوضح دويبي في ردّه على سؤال "الرائد" حول الموضوع بالتأكيد على أن الرسائل التي بات يبعث بها رئيس الجمهورية للشعب في كل مناسبة  دون مخاطبتة مباشرة كما كان يفعل من قبل، أمر تعود عليه الجزائريون، الذين هم متأكدون بأن الرئيس لن يطل عليهم في خطاب مباشر مستقبلا لانهم على دراية تامة بأن وضعه الصحي لا يسمح بذلك، و اضاف دويبي ان هذا الامر ايضا لم يعد يسبب حرجا الى السلطة ذاتها التي كانت في الماضي القريب تقول ان الرئيس في صحة جيدة و باستطاعته ان يسر البلاد بعقله الراجح، و عن المطلب الذي رفعته بعض الشخصيات السياسية بخصوص زيارة الرئيس و التحدث معه من اجل التأكد من سلامة صحته و قدرته على التسير و ان الرسائل التي ترسل كل مناسبة هي من طرفه شخصا و ليست من مصادر اخرى تحكم باسمه، قال رئيس حركة النهضة ان هذا مطلب تجاوزه الزمن كما انه مطلب جزئي، لان مشكل الجزائر بحسبه اكبر من ذلك بكثير، وأضاف نفس المتحدث ان سبب الازمة التي تعيشها البلاد الان هو تغير الدستور سنة 2008 لصالح ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة ثالثة ثم رابعة، و هو الامر بحسبة الذي قضى على التداول السلمي لسلطة و قضى على الديمقراطية التي كانت الجزائر ستسير نحوها ان لم تحدث كارثة 2008 على حد تعبيره، و بالنسبة الى الرسالة الاخيرة التي بعث بها الرئيس بمناسبة عيد النصر، علق دويبي بقوله ان فحوى هذه الرسالة هو تعبير واضح عن سياسة من يحكم الجزائر مؤكدا انها لم تحمل اي جديد بالنسبة له لأنه متيقن بأن هذا التفكير هو السائد منذ البداية .

مراد. ب

من نفس القسم الوطن