الوطن

فصل جديد من التوتر في قطاع التربية بسبب تعويض الدروس

"الكناباست" تؤكد أن الوصاية لم تتفق معها على أي برنامج للدعم.. والتلاميذ غاضبون

 

مسعود بوديبة: بن غبريط لا يهمهما تعويض الدروس 

خالد أحمد: نقترح تمديد السنة الدراسية إلى غاية 30 ماي وإلغاء جزئي لامتحانات الفصل الثاني 

 

انتهى إضراب نقابة الكناباست بعد الوصول لاتفاق مع وزارة التربية الوطنية، وبدأ فصل جديد من التوتر في القطاع بسبب قضية تعويض الدروس الضائعة خاصة أن وزارة التربية لم تعط برنامجا واضحا لكيفية تعويض هذه الدروس، أمام الرفض القاطع للتلاميذ وجمعيات أوليائهم لفكرة الدراسة خلال عطلة الربيع، وكذا تحذيرهم من لجوء الاساتذة المضربين لسياسة الحشو والإسراع في الدروس لتعويض ما فات، وهو الأمر الذي سيخلق الفوضى بقطاع التربية مجددا.

وصلت وزارة التربية الوطنية أخيرا إلى اتفاق مع "الكناباست" حول عدد من المطالب المهنية، الأمر الذي دفع بهذه الأخيرة لتعليق إضرابها لكن الوصاية لم تحدد كما لم تعط برنامجا واضحا لتعويض الدروس، رغم إبداء النقابة ومن خلفها الأساتذة المضربون استعدادهم للتكفل بالتلاميذ بيداغوجيا ونفسيا، وهو ما سيخلق فوضى بالمؤسسات التربوية خاصة أن التلاميذ عبّروا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم القاطع الدراسة خلال عطلة الربيع، كما أبدوا تخوفهم من لجوء بعض الاساتذة للإسراع في الدروس وحشوها فقط لإنهاء المقرر الدراسي، وهو ما أكد بشأنه التلاميذ أنه لن يمر مرور الكرام مهددين بالخروج للشارع كحق لهم مثل حق الاساتذة في الإضراب.

مسعود بوديبة لـ"الرائد" بن غبريط لا يهمهما تعويض الدروس 

وفي هذا الصدد أكد الناطق الرسمي باسم نقابة "الكناباست" مسعود بوديبة في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن وزارة التربية ومن خلال ما تبين للنقابة لا تهمها قضية تعويض الدروس، موضحا أنه خلال الاجتماع الذي جمعها بهم يوم الخميس الفارط لم تناقش مع النقابة هذه النقطة، كما لم تعط رزنامة واضحة لتعويض الدروس، رغم إبداء ممثلي النقابة استعداد كل الاساتذة المضربين للتكفل بقضية التعويض -يضيف بوديبة- الذي أوضح أن تعويض الدروس يجب أن يكون ممنهجا من طرف الوصاية وهو ما لم يحدث، ليبقى الحل برأي بوديبة الان هو التنسيق بين التلاميذ والأساتذة لمحاولة إيجاد صيغة مناسبة للتعويض. من جهة أخرى كشف بوديبة أن الاساتذة سيكونون اليوم موجودين بمؤسساتهم التربوية من أجل دراسة سبل الدعم مع الإدارة، مؤكدا أن العملية ستكون طوعية بين التلاميذ وأساتذتهم بما أن الوزارة لن تبادر لحل هذا الإشكال. أما فيما يخض امتحانات الفصل الثاني قال بوديبة أنه لا يمكن إجراء امتحانات دون دروس مقترحا إلغاء هذه الامتحانات أو تأجيلها. وحول قضية إمكانية رفض بعض التلاميذ للدراسة خلال العطلة الربيعية وكذا أيام العطل الأسبوعية قال بوديبة إن الاساتذة أبدوا استعدادهم للتكفل النفسي والتربوي والبيداغوجي للتلاميذ مع مرافقتهم من أجل إتمام المقرر الدراسي وهذا من مسؤوليتهم، بينما تبقى الأمور الاخري خارجة عن نطاق الأساتذة وترجع لأولياء التلاميذ، 

نوار العربي: "أنصح التلاميذ بعدم الخروج للشارع ونحن نضمن لهم نجاحهم"

من جهته وجه المنسق الوطني لنقابة "الكناباست" نوار العربي نداء للتلاميذ وأوليائهم من أجل التعاون مع الاساتذة حفاظا على مصلحتهم ومساعدتهم على إنهاء المنهاج دون حشو أو تسرع، وعدم اتباع الدعوات المغرضة التي تدفعهم للخروج للشارع من أجل المطالبة بالعتبة، مضيفا أن أي نقض في التكوين خلال السنوات النهائية سيكون نقصا مزمنا ويكون له أثار سلبية طيلة مشوارهم الدراسي، كما قال نوار العربي مخاطبا التلاميذ أن من يقوم بوضع الاسئلة خلال امتحان البكالوريا هم اساتذتهم ولا يعقل أن يقبل الاستاذ أن يمتحن تلميذه في دروس لم تعط له. 

خالد أحمد لـ"الرائد": نقترح تمديد السنة الدراسية إلى غاية 30 ماي وإلغاء جزئي لامتحانات الفصل الثاني 

من جهته نفى رئيس فدرالية أولياء التلاميذ خالد أحمد أن تكون وزارة التربية قد وضعت برنامجا وتدابير رسمية من أجل تعويض الدروس الضائعة، مؤكدا أنه على الوزارة أن تمنح استقلالية وحرية تامة في التنسيق للأساتذة والتلاميذ وأوليائهم برعاية مدراء المؤسسات التربوية، كما اقترح خالد أحمد أن يتم تعويض الدروس أيام السبت صباحا والثلاثاء مساء، والاستفادة من أيام الفراغ داخل المؤسسة وكذا إلغاء المواد الترفيهية كالرياضة والرسم والموسيقى واستغلال ساعاتها لتعويض الدروس، مبديا رفضه أن يتم تعويض هذه الأخيرة خلال العطلة كون التلاميذ يرفضون ذلك جملة وتفصيلا، خاصة أن هذه العطلة هي فترة راحة بالنسبة لهم ومن حقهم. من جهة أخرى كشف خالد أحمد أن جمعيته تنوي الاتصال بوزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط لتقترح عليها تمديد السنة الدراسية حتى الــ30 ماي المقبل ليتسنى للأساتذة كما التلاميذ استدراك ما فاتهم من المقرر الدراسي. وحول قضية امتحانات الفصل الثاني اقترح خالد احمد أن يتم إلغاؤها بطريقة جزئية أي إلغائها بالنسبة للمؤسسات التي لم تجريها من أساسه وإبقائها بالنسبة للمؤسسات التي أجرتها والتي لم تعرف نسبة استجابة كبيرة لإضراب "الكناباست". 

عقد جمعيات عامة بالمؤسسات التربوية اليوم إيذانا باستئناف العمل

هذا وقد عقدت أمس نقابة الكناباست مجالس ولائية لشرح محتوى المحضر الوقع بينها وبين وزارة التربية الوطنية كما سيتم اليوم عقد جمعيات عامة بالمؤسسات التربوية ايذانا باستئناف العمل، هذا وتوجهت "الكناباست" في بيان لها أمس تحصلت "الرائد" على نسخة منه إلى التلاميذ وأوليائهم بالشكر على تفهمهم لموقف الأساتذة مؤكدة استعداد الأساتذة للتكفل بتلاميذ نفسيا وبيداغوجيا ومرافقتهم حتى انهاء البرامج دون حشو أو تسرع وعلى استعداد لتقديم دروس الدعم لتلاميذ كل المستويات وليس لتلاميذ أقسام الامتحانات فقط.

كما أثنت النقابة على جميع الاطراف التي توسطوا لها مع السلطات العليا للبلاد التي عملت على فك الأزمة ورعاية المفاوضات بشكل مباشر مما يعطي المحضر الموقع قوة تمكنه من التنفيذ على أرض الميدا. من جهة أخرى تسائل بيان الكناباست بعد عودة الأمور إلى نصابها كيف يكون موقف من سمح لنفسه بالمبالغة في الضغط على الأساتذة المضربين ومحاولة تكسير نقابتهم معتبرين ما توصلوا أليه من مكاسب بمثابة نصر بفضل مجهودات ونضالات الأساتذة والتزامتهم النقابي وتمسكهم بمطالهم وصمودهم أمام كل التعسفات والتهديدات دفاعا عن كرامتهم طيلة شهر من الاضراب المتواصل الذي كان سببه تعنت الوزارة ورفضها للبحث عن الحلول للمشاكل المطروحة.

س. زموش

من نفس القسم الوطن