الوطن

مقري لرئيس الجمهورية: "احمد الله فأنت أمام معارضة عاقلة !"

دعاه لمخاطبة الشعب مباشرة لتأكيد مصداقية الرسائل المكتوبة

 

  • "تهديد بوتفليقة للمعارضة ينم عن صراع أجنحة خطير"

قال رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري إنّ الرسالة الأخيرة التي بعث بها الرئيس للأمة بمناسبة الاحتفال بعيد النصر كانت "مقلقة للطبقة السياسية"، كما اعتبرها المتحدث تهدد استقرار البلد وهي غير معهودة من القاضي الأول للبلاد وهي موجهة لأطراف وأجنحة داخل النظام، الأمر الذي "شكل قلقا مضاعفا، وأظهر وجود خطر حقيقي يهدد الجزائر"، خاصة وأن تهديد رئيس الجمهورية لمعارضيه واتهامهم بالعمل على زعزعة استقرار البلاد "ينم عن صراع أجنحة" وأكد رفض حركته الدخول فيه، وتحدى المتحدث الرئيس في خطوة "جديدة"، داعيا إياه إلى مخاطبة الشعب بشكل مباشر، وذلك "للتأكد من مصداقية الرسائل المكتوبة التي يقرأها البعض نيابة عنه"، كما أوضح مقري موقف حزبه من عدّة قضايا سياسية وأخرى اقتصادية واجتماعية تخص الوضع العام للجزائر.

قال عبد الرزاق مقري، في افتتاح اللقاء الوطني للأمناء الولائيين للإعلام والطلبة والتربية أمس بمقر الحركة بالعاصمة، إن تصريحات رئيس الجمهورية الأخيرة الواردة في رسالته المكتوبة بمناسبة الاحتفال بعيد النصر مقلقة للطبقة السياسية وتهدد استقرار البلاد بدل العمل على تقوية الوحدة الوطنية والاستقرار، وهي غير معهودة من القاضي الأول للبلاد وهي موجهة لأطراف وأجنحة داخل النظام ومؤسسات الدولة عبر المعارضة في الجزائر، حيث دعا رئيس الجمهورية إلى مخاطبة الشعب بشكل مباشر للتأكد من مصداقية الرسائل المكتوبة التي يقرأها البعض نيابة عنه والاهتمام أكثر بالقضايا، التي تهم المواطنين وعلى رأسها المنظومة التربوية التي تتدهور بشكل مستمر والاهتمام بمعيشة المواطنين الذين يعانون من الارتفاع المستمر لأسعار المواد الاستهلاكية وتراجع القدرة الشرائية، إضافة إلى الاهتمام بالملف الاقتصادي وتراجع احتياطات البلاد النقدية بسبب تراجع أسعار النفط وإنتاج الجزائر من المحروقات بحسب الأرقام المعلن عنها من قبل المؤسسات الرسمية وأخرها تقرير بنك الجزائر الصادر الخميس الماضي.

رئيس الحركة الذي اعتبر أن من حظ الجزائر وجود معارضة راشدة وعاقلة ووطنية تعمل من أجل الحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها وأمن أبنائها حيث قال: "واش دارت المعارضة حتى تستاهل التهديد.. أحمد الله فأنت أمام معارضة عاقلة ومسؤولة تؤدي دورها الدستوري. ودعا المتحدث من جهة أخرى إلى تبني حل سياسي مبني على التوافق والتفاوض لتحقيق انتقال ديمقراطي دون تهديد أو تخويف، وتكون بدايته بإنشاء لجنة وطنية مستقلة لتنظيم الانتخابات لتجاوز مشكلة التزوير التي تهدد العمل السياسي في البلاد والقبول بنتائجها مهما كانت.

وأضاف مقري أن المعارضة وجميع الجزائريين كانوا يتمنون أن يتحدث الرئيس في خطابه عن أشياء كثيرة تهم الجزائريين كملف التربية وكذا الأرقام المخيفة التي تعكس هشاشة الاقتصاد الوطني، هذا وانتقد خليفة أبو جرّة سلطاني على رأس حركة "حمس"، طريقة مخاطبته للشعب عن طريق الرسائل وقال في هذا الصدد "لا نريد التعامل بالأوراق لأن الأمر يلزم علينا تشكيل لجنة تقنية لقراءة الأوراق كما أننا نجهل ظروف كتابتها"، وجدد مقري رفض حزبه ما وصفه بـ"سياسة تكميم الأفواه"، التي ينتهجها رئيس الجمهورية قائلا "العن الشيطان ولا ينبغي أن تهدد الناس لأن الأرقام المخيفة عن الاقتصاد نقلناه عن محافظ البنك الذي هو تابع لك". وأضاف يقول: "أنت تعيش لحظات ذهاب الجزائر إلى الحائط ولا تتحرك لتغطي على ما بقي من مساحة للكلام". وطالب مقري في هذا الإطار من الرئيس أن يتحدث عن ملفات الفساد بدل تهديد المعارضة، حيث قال "جيبلنا شكيب خليل ومن معه ومن يحميه وكذا قضية الخليفة وفضائح البنوك وإذا كان لك أن تهدد كن صارما لمصلحة الوطن". هذا وفسر مقري الرسالة الأخيرة التي بعث بها الرئيس تدل على وجود صراع في الأجنحة وأن أطراف الصراع تستعمل المعارضة للرد، داعيا إلى عدم الزج بالمعارضة ومشيرا أن الرسالة تعطي إيحاء سلبيا للجيران بأن هناك مشاكل داخلية.

آمال. ط

من نفس القسم الوطن