الوطن

تحدي المعارضة وتثمين الموالاة لخطاب الرئيس

في انتظار توضيح الإجراءات عمليا واتضاح المشهد

 

 

وضعت القوى السياسية خطاب الرئيس الذي صدر باسمه في ذكرى عيد النصر المصادف ليوم 19 مارس من كل سنة، في خانة الخطاب الجادّ وهي النقطة التي تقاطعت عليها أحزاب المعارضة والموالاة في تشخصيهم للرسائل السياسية التي مررها القاضي الأول للبلاد لجميع الأطراف، فأحزاب الموالاة من أنصار أجندة عمل الرئيس اعتبروا ما جاء في خطاب بوتفليقة" أمر كان لا بدّ أن يتم التطرق إليه قبل هذه المناسبة"، على اعتبار أن المعارضة " تجاوزت الخطوط الحمراء المسموح لها بتجاوزها"، بينما رأت المعارضة في خطاب الرئيس" تهديدا جاداّ وجب الوقوف عنده والتمعن فيه، ورأت بحسب ما رصدته" الرائد" من تصريحات لأحزاب سياسية حول محتوى رسالة الرئيس ودلالاتها بأن السلطة تكون قد لوحت بإجراءات سيتم اتخاذها في قادم الأيام لم يوضح الرئيس طبيعتها في رسالته لكنه أشار إليها ومن المرتقب أن تكون الفترة المقبلة حاسمة للعديد من الملفات التي شغلت الرأي العام طوال الأشهر الماضية وألقت بظلالها على عدد من الاستحقاقات التي تأجل الفصل فيها.

ولكن الملفت أن الأحزاب كيف ما كان موقعها لا تملك رؤية ولا تصورات لما يمكن أن يقدم عليه الرئيس خاصة اثناء حديثه عن أعمال الحزم والصرامة والذي اعتبره واجب دستوري وقانوني وشرعي وأخلاقي اضافة إلى أنه واجب وقت غير قابل لتأجيل وفي انتظار اتضاح الصورة وربما سيعلن الرئيس في الأيام القادمة عن الشكل الذي يرى فيه طريقة ابعاد خصومه من المنافسة وعدم تركهم يعملون "المنكرات" على حد تعبير خطاب الرئيس.

وضعه في خانة الخطاب "غير المشرف لرئيس دولة"

الأرسدي: سياسة " التهديد" دلالة على أن السلطة في الورطة

وضعت التشكيلة السياسية للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الساعات الـ 48 الماضية في ذكرى عيد النصر في خانة الخطاب" غير المشرف لرئيس الدولة"، الأرسيدي وعبر رئيس الحزب محسن بلعباس وجه انتقادات لاذعة للسلطة الحاكمة ولم يكتفي بهذا فقط بل وجد فيما جاء به خطاب الرئيس" تهديد لمعارضي أجندته"، واعتبر صدور مثل هذا الخطاب من رئيس دولة هو دلالة على وجود" صراع أفرز بدوره ورطة على صناع القرار ومحيط الرئيس" على حدّ وصفه.

ردّ الأرسيدي أمس على لسان رئيس الحزب في افتتاح أشغال المجلس الوطني للحزب، على محتوى الخطاب الذي وجه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى الجزائريين حيث وضع خطاب الرئيس في خانة" غير ابمشرف لرئيس الدولة"، واعتبر خليفة الزعيم التاريخي للأرسيدي سعيد سعدي، أن سياسة التهديد التي حملها" الخطاب" هي دلائل الورطة، التي تتخبط فيها السلطة وفقدان التحكم في الوضعية الحالية.

قال إن المعارضة تتبنى منهج الأرض المحروقة 

الأرندي يحذر من الزج بالرئيس في المجادلات السياسويّة العقيمة !

أعاد التجمع الوطني الديمقراطي نسخ ما قاله رئيس الجمهورية في رسالته التي توجه بها للشعب بمناسبة عيد النصر خاصة في الشق المتعلق بالمعارضة، حيث أكد الأرندي أن التوجّه نحو التشنّج والاحتقان والاستثمار في أوضاع عارضة يكشف عن عجز في الرؤية، وسعي لإثارة الفوضى وتبني منهج الأرض المحروقة، وهو ما يتعارض مع أخلاق المجتمع الجزائري وثقافته في التضامن والوحدة.

دعم الارندي في بيان له رسالة رئيس الجمهوريّة بشأن الوضع الرّاهن الوطني والإقليمي، وما تضمّنته من توجيهات، وما حدّدته من معالم، ومن شجب لتصرفات غير مسؤولة من بعض أطراف المعارضة التي ترمي إلى التصعيد واستخدام مفردات لا تتناسب وطبيعة النقاش السياسي الجاري على السّاحة الوطنيّة، حيث قال الحزب أن "إ أنّ التوجّه نحو التشنّج والاحتقان والاستثمار في أوضاع عارضة يكشف عن عجز في الرؤية، وسعي لإثارة الفوضى وتبني منهج الأرض المحروقة، وهو ما يتعارض مع أخلاق المجتمع الجزائري وثقافته في التضامن والوحدة. 

وقال الحزب الموقع باسم الأمين العام للحزب عبد القادر بن صالح والذي يعتبر الرجل الثاني في الدولة على اعتباره بشغل منصب رئيس مجلس الأمة، أن الرّسالة القويّة التي ذكّرت بمحطّة تاريخيّة فارقة في مسيرة الشعب الجزائري من أجل حريّته واستعادة استقلاله، وتذكيرًا بتضحيات وبطولات شهداء الجزائر الأبرار ومجاهديها الشرفاء، وهي المناسبة التي تقتضي تعزيز روح الانتماء وتأصيل القيم الوطنيّة النبيلة، ودعا الحزب الشعب إلى ضرورة الحفاظ على مكتسبات الاستقلال وتحقيق مزيد من اللحمة الوطنية، وتأمين مستقبل الأجيال بعيدًا عن ثقافة الإحباط والتيئيس.

هذا وأهاب التجمّع الوطني الديمقراطي بكلّ مكونات الطبقة السياسيّة الوطنيّة، إلى ضرورة التحلي بروح المسؤوليّة وعدم اللجوء إلى التجاذب السياسي غير المفيد، وتفادي الانزلاق في لغة الإساءة والتجريح، وعدم الزجّ بمؤسسات الجمهوريّة، وفي مقدّمها رئيس الجمهوريّة، رمز وحدة الدّولة، في المماحكات السياسويّة العقيمة".

النهضة تصف خطاب الرئيس بالفارغ وتؤكد: 

"السلطة فقدت أوراقها لدرجة مخاطبة الشعب بطريقة استفزازية"

اعتبر القيادي في حركة النهضة محمد حديبي، خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فيما يخص المعارضة، بالمغالطة الكبيرة، ووجه المتحدث أصابع الاتهام إلى السلطة، التي قال انها هي من تريد حرق البلاد، من خلال حرقها الدستور، وسبق أن زورت أوراق الانتخابات، وهي تريد حرق البلاد، من أجل البقاء في السلطة قائلا "أن السلطة فقدت أوراقها لقيادة البلاد، حيث وصل الأمر بها إلى خطاب الشعب بطريقة استفزازية له"، وتابع المتحدث "ان السلطة تتهم كل من تفكر بأنه يريد ان يصل للحكم بالمجرم".

بالمقابل وصف حديبي، في اتصال مع "الرائد" الخطاب الذي وجهه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة عيد النصر، بالفارغ، كونه لا يعبر عن مؤسسة الدولة، مشيرا إلى أن رسالة الرئيس عبر عن التخبط الذي تعاني منه السلطة، .كما استغرب حديبي، خطاب الرئيس الذي قال انه تهجم على سكان الجنوب، حين اتهمهم بأنهم يريدون الفتنة قائلا: " اتهام خطير، " وقال المتحدث في ذات السياق أنه كان من المفروض أن يكون خطاب الرئيس خطاب رحمة بدل خطاب اتهامات، وتهديدات، وتابع حديبي أنه على السلطة ان تفكر في الحل السليم والبدائل، وإن لم تستطيع، فعليها الرحيل.

رئيس الجبهة الوطنية موسى تواتي يوضح: 

بوتفليقة ليس لديه الحق في تهديد المعارضة

انتقد رئيس الجبهة الوطنية موسى تواتي خطاب الرئيس في شقه المتعلق بالمعارضة , كما استغرب محدثنا خطاب الرئيس حول استغلال الغاز الصخري بعد 70 يوم من الاعتصام السلمي.

ويرى، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، انه من غير اللائق ان يهدد رئيس الجمهورية، في خطابه الموجه للشعب، الاحزاب المعارضة، قائلا: " انه ليس لديه الحق في تهديد المعارضة في خطابه "، لان يقول تواتي ان الأحزاب المعارضة يهمها مصلحة الشعب وحماية ارزاقه من احتلال شعوب اخرى، وقال المتحدث انه كيف ان يجعل من الجزائر مصدر ارزاق للدول اخرى.

الأفلان يصف خطاب بوتفليقة بالواضح ويؤكد: 

"الرئيس يملك حججا ووسائل لإسكات الأكاذيب التي تطلقها المعارضة وحلفاؤها"

وضعت التشكيلة السياسية لحزب جبهة التحرير الوطني خطاب الرئيس – رسالة 19 مارس في ذكرى عيد النصر -، في خانة الخطاب الواضح والمطمئن والهادف إلى " وضع حدّ لتجاوزات المعارضة وإفشال مخططاتها الرامية لزعزعة استقرار الوطن رفقة حلفاءها"، وأوضح الحزب على لسان الناطق الرسمي السعيد بوحجة بأن بوتفليقة يمتلك الأدوات والوسائل للقيام بذلك، ولم يوضح المتحدث أي أدوات ووسائل يمتلكها رئيس الجمهورية لمواجهة" خطر أجندة المعارضة" أو كما وصفها" تجاوزاتها" لكنه أكد على أنها موجودة وأن المنطلقات التي يتحدث من خلالها القاضي الأول للبلاد لا تحمل أدنى شكّ.

وأثنى عضو المكتب السياسي للأفلان الذي يعتبر من الأحزاب المساندة والداعمة لأجندة عمل رئيس الجمهورية، على خطاب الرئيس بمناسبة الاحتفال بذكرى 19 مارس وقال أنه خطاب واضح جدا، وقال المتحدث باسم الحزب في سياق متصل:" أن الرئيس يملك حجج ووسائل لإسكات الأكاذيب، في حين أن المعارضة تعتمد في غالب الاحيان عن مسائل وهمية وليست حقيقة فقط من اجل زعزعة واستقرار أمن الوطن".

وفي هذا الصدد أكد المتحدث، أن الرئيس ذكر في خطابه ان الدولة تريد مصلحة الشعب كما أنها لا تقبل الضرر له، والدولة تعمل من أجل حمايته ومصلحته، معتبرا خطاب الرئيس واضح جدا، لأنه جاء وفقا لما يفكر فيه الشعب الجزائري والأغلبية الساحقة للطبقة السياسية، كما اعتبر ذات المتحدث أن ما تحدث عنه الرئيس بخصوص المعارضة واضح قائلا " هؤلاء المجموعة من الاشخاص لا يملكون برنامجا واضحا، ولا بدائل واضحة، التي من شأنها أن تخدم مصلحة الشعب" بل يقول المتحدث: "إن هؤلاء يردون الظفر ومساندة بأي محاولة من شأنها أن تزغزغ استقرار وزعزعة البلاد".

وأضاف المتحدث يؤكد أن خطاب الرئيس الذي وجهه للشعب، هو خطاب واضح جدا، لان الرئيس يملك حجج ووسائل لإسكات هذه الافواه والأكاذيب، في حين ان المعارضة تعتمد في غالب الاحيان عن مسائل وهمية وليست حقيقة فقط من أجل زعزعة واستقرار أمن الوطن.

اعتبروها مناسبة للتعبير عن وجود إرادة وحزم لدى السلطة

حركة البناء الوطني: رسالة بوتفليقة ليست تهديدا لأي طرف !

وضعت حركة البناء الوطني، على لسان الأمين العام للحزب، أحمد الدان، خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للأمة في شكل رسالة وجهها لهم عشية إحياء ذكرى عيد النصر، المصادف لتاريخ 19 مارس من كل سنة، في خانة" الخطاب الحازم" واعتبرت الحركة أن رسالة بوتفليقة للشعب الجزائري لم تكن تهديدا لأي طرف كما قرأتها بعض الأطراف.

قال أحمد الدان، الأمين العام للتشكيلة السياسية" حركة البناء الوطني"، بأن الحزب لم يقرأ أي خطاب تهديد لأي طرف في رسالة الرئيس، وأشار يقول بهذا الخصوص:" نحن لا نفهم رسالة رئيس الجمهورية على أنها تهديد لأحد وإنما هي تعبير عن ادارة الحكم بحزم"، ودعت الحركة في سياق متصل السلطة إلى أن" تكون فيه دولة القانون محترمة وتكون حرية التعبير مكفولة بحزم ويكون صوت الشعب مكفول بحزم في وجه الذين يريدون تعفين البلاد وهو ما نفهم فيه حق المعارضة والتظاهر السلمي والتعبير السلمي عن الرأي وحماية حرية الصحافة بحزم لأن التسيب هو الذي فتح المجال للفساد السياسي والاقتصادي وسيفتح التسيب للدولة الجزائرية لانتهاك السيادة".

خولة. ب/ آمال. ط

من نفس القسم الوطن