الوطن

"داعش ليبيا" يتبنى مقتل 23 سائحا في عملية "باردو"

السبسي يعلن عن قرارات عاجلة لمواجهة التحديات الأمنية

 

التونسيون يخرجون في مسيرات منددة بالإرهاب في ذكرى عيد الاستقلال

الحكومة التونسية تقر بوجود خلل أمني 

أعلن تنظيم ما يسمى بـ "داعش" ليبيا مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي على متحف باردو بتونس العاصمة، جاء هذا في تسجيل فيديو بث عبر الإنترنت، متزامنا مع تصريح مسؤول أمني في وزارة الداخلية التونسية أن منفذي الهجوم على المتحف تدربا على استخدام السلاح على يد تنظيم «داعش» في ليبيا، بالمقابل، شهدت عدة مدن تونسية أمس خروج التونسيين في مسيرات منددة بالإرهاب دعاية للوحدة الوطنية، كما أعلن الرئيس الباجي قايد السبسي عن قرارات عاجلة واستثنائية لمواجهة التحديات الأمنية التي تعيشها البلاد.

أفادت تقارير صحفية تونسية أمس أن تنظيم «داعش» فرع ليبيا، أعلن في تسجيل صوتي عبر الإنترنت تبنيه عملية "متحف باردو " بتونس، والذي نفذه عنصرين تابعين له، وقال التنظيم الإرهابي في التسجيل الذي بثّ عبر مواقع التواصل الإجتماعي الخميس، إن «فارسان من فرسان دولة الخلافة وهما ابو زكريا التونسي وأبو انس التونسي المددجين بأسلحتهم الرشاشة والقنابل اليدوية» هما من نفذا العملية، وقد قتل خلالها حسب وزارة الداخلية التونسية 23 شخصًا من بينهم 20 سائحًا أجنبيًا، ويظهر أن داعش الذي سبق أن نفذ عدة عمليات في سيرت الليبية وبعض المدن المجاورة بها، بدأ يقترب نحو الحدود الجزائرية، وهو ما يزيد من مخاوف اتساع رقعة نشاطه. هذا وأفادت صحيفة الشروق التونسية عن مصادر أمنية أن العنصرين الإرهابيين الذي قال "داعش ليبيا" أنهما تابعين له، هما كل من " جابر الخشناوي من ولاية القصرين، وياسين العبيدي " من حي ابن خلدون بالعاصمة تونس. وقبل ذلك، مسؤول أمني في وزارة الداخلية التونسية صرح أن منفذي الهجوم على متحف «باردو»، تدربا على استخدام السلاح على يد تنظيم «داعش» في ليبيا، وقال كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالشؤون الأمنية. هذا وفي ذات السياق، أقرت الحكومة التونسية على لسان رئيسها الحبيب الصيد بوجود خلل أمني في تأمين السياح والمتحف عقب الاعتداء الإرهابي الذي هز البلاد، مؤكدا أن السلطات اتخذت "عدة إجراءات لتحديد المسؤوليات". وقال الصيد في مؤتمر صحفي، "تمت العملية لأنه طبعا صارت بعض الاختلالات  في كامل المنظومة الأمنية بكل مراحلها" بدءا من "حماية المتحف" وحتى "حماية كل تنقلات السياح من الباخرة (السياحية) وحتى مكان الحادث". وأكد المتحدث أن السلطات اتخذت "عدة إجراءات سريعة، الإجراء الأول هو القيام بعملية بحث معمق لتحديد المسؤوليات" في "الاختلالات" الأمنية المذكورة.

قرارات عاجلة لمواجهة التحديات الأمنية

أعلن الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، عن حزمة قرارات عاجلة واستثنائية لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد، على خلفية الهجوم الإرهابي على متحف باردو، الأربعاء، الذي راح ضحيته العشرات. واتخذت القرارات في اجتماع عقده السبسي بالمجلس الأعلى للجيوش الثلاثة والمجلس الأعلى للأمن بحضور رئيس الحكومة الحبيب الصيد، ووزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني، ووزير الداخلية ناجم الغرسلي، وكبار المسؤولين في الأسلاك العسكرية والأمنية. ومن جملة هذه القرارات، قرار يخص التنسيق بين قيادات الجيش والأمن بمختلف القوات والأسلاك، ومراجعة منظومة تأمين الحدود، وتوفير الإمكانيات لقوات الأمن والجيش، والقيام بإجراءات تأمين المدن الكبرى من طرف الجيش، وتوفير الدعم اللوجيستي لمختلف الأسلاك والقوات.كما تضمنت الإجراءات مراجعة السياسة الأمنية بالتنسيق مع المؤسسة العسكرية، وتطوير الهيكلة وطرق العمل على مستوى وزارة الداخلية، ومراجعة الميزانية التكميلية بهدف تخصيص نسبة أوفر لتجهيزات قوات الجيش والأمن.وذكر الرئيس أن قوات الأمن تمكنت من إيقاف أربعة عناصر على علاقة مباشرة بالعملية وإيقاف خمسة آخرين يشتبه في علاقتهم بهذه الخلية وذلك بجهة داخلية.

مسيرات منددة بالإرهاب في ذكرى الاستقلال بتونس والسبسي يدعو للمصالحة

شهدت أغلب المدن التونسية أمس الجمعة التي صافت ذكرى عيد الاستقلال (20 مارس ) من الشمال إلى الجنوب مسيرات منددة بالارهاب، رفع خلالها شعار موحد يدعو إلى الوحدة الوطنية للتصدي للهجمة الإرهابية في كل من مدن الكاف وقفصة وبن قردان وقبلي وجربة وغيرها من المدن الأخرى. كما عبر المشاركون في المسيرات من المواطنين والأحزاب السياسية والناشطين فى منظمات وجمعيات المجتمع المدني عن مساندته للمؤسستين الامنية والعسكرية. ويشكل يوم 20 مارس تاريخ استقلال تونس عن الإستعمار الفرنسي، دعا فيه الرئيس التونسي في كلمة له بالمناسبة، إلى "مصالحة وطنية تشمل الجميع"، مؤكدًا التزامه بكل تعهدات الحكومات السابقة. وقال السبسي، في خطابه بمناسبة الذكرى 59، "لابد أن نعمل مصالحة وطنية تشمل الجميع.. وطبعا الـ الباندية (المجرمون) ومن سرق ونهب فهناك محاكم". ويرى الرئيس أن "هذه المصالحة لابد لها من قانون يمر على مجلس نواب الشعب"، مشيرًا إلى أن "رجال الأعمال مستعدون لهذه المصالحة ولهم أموال ولكنهم خائفون وسياسة الخوف لا تنفع". وحول عملية متحف باردو الإرهابية، قال السبسي: "سننجح في كسب رهان الأمن وكسب معركة الإرهاب شرط الوحدة الوطنية".

رئيس مركز دراسات تحليل الإرهاب الفرنسي: متحف باردو لم يكن هدف الإرهابيين 

قال شارل بريزار، رئيس مركز دراسات تحليل الإرهاب الفرنسي، إن الهجوم الإرهابي على متحف باردو في العاصمة التونسية، الأربعاء، والذي أودى بحياة 22 شخصًا من بينهم 17 سائحا، هو الحادث الأكثر دموية، الذي تشهده البلاد منذ أكثر من 10 سنوات. وقال المتحدث حسب صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، وربط المتحدث ما وقع في تونس بما يقع في ليبيا من فوضى أمنية، مشيرا أن الهدف الأساسي للإرهابيين حسبه لم يكن متحف الباردو بل كان مستهدفا كان مبنى البرلمان، الذي يقع بجانب المتحف مباشرة، حيث كان الأعضاء يناقشون مشروع قانون جديد ضد الإرهاب. 

 مصطفى. ح


من نفس القسم الوطن