الوطن
يوم دموي غير مسبوق في تونس
هجوم إرهابي على متحف "باردو" يخلف 19 قتيلا وأكثر من 20 جريحا
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 مارس 2015
• الجزائر تدين الإعتداء وتعلن دعمها لتونس في حربها على الإرهاب
عاشت تونس أمس يوما دمويا غير مسبوق في حياتها، إثر هجوم ارهابي على متحف باردو بالعاصمة، هذا الإعتداء الذي استهدف سياحا أجانب معظمهم أوروبيون، واسفر حسب السلطات التونسية، عن مقتل 19 شخصا من بينهم 17 سائحا أجنبيا وتونسيان، وسقط أكثر من 20 جريحا اثر اطلاق عشوائي للنار، وبعد تدخل قوات الأمن تم القضاء على منفذي العملية، التي اعتبرها رئيس الحكومة بأنها استهداف لاستقرار الاقتصاد التونسي، في حين سارعت الجزائر لإدانة الإعتداء معلنة تضامنها اللامشروط مع تونس ودعمها في مواجهة آفة الإرهاب.
انهت السلطات التونسية مساء أمس لحظات رعب حقيقية عاشتها لساعات عقب هجوم ارهابي نفذته مجموعة مسلحة مستهدفة متحف الباردو بالعاصمة، هذا الأخير كان يعج بالسياح الأجانب الذين كانوا في معظمهم من جنسيات اوروبية، وفور دخول الإرهابيين المتحف، أطلقوا وابلا من العيارات النارية مخلفين في لحظات عشرات القتلى والجرحى، وحسب حصيلة أعلنت عنها الحكومة التونسية مساء أمس، فقد سقط 19 قتيلا منهم 17 سائحا أوروبيا، وشخصين تونسيين، بينما قدر عدد الجرحى بأكثر من 20 جريحا، وقال رئيس الحكومة الحبيب الصيد مباشرة بعد الانتهاء من تحرير الرهائن وقتل الإرهابيين، إن الهجوم الإرهابي على متحف باردو أسفر عن مقتل 19 شخصا، بينهم 17 سائحا، مضيفا في مؤتمر صحفي، أن الهجوم استهدف استقرار الاقتصاد التونسي، حيث تمر البلاد بمرحلة حساسة وهامة، على حد قوله. وحسب الصيد، فقد تم القضاء على إثنين من أصل خمسة عناصر ارهابية نفذت العملية، مذكرا في السياق أن السلطات الأمنية كانت قد اعتقلت أكثر من 400 إرهابي خلال الفترة الأخيرة، وجاء هذا الإعتداء في وقت تمر البلاد بمرحلة حساسة وهامة، وجاء هذا الإعتداء في ظرف حساس تمر به المنطقة ككل، حيث يهدد الإرهاب كلا من الحدود الجزائرية والتونسية جراء ما يحدث في ليبيا من توتر أمني بفعل انتشار عناصر تنظيم " داعش " واطلاقه تهديدات لكل دول المنطقة.
الداخلية التونسية تؤكد تحريرها لجميع الرهائن
هذا ومن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية، محمد علي العروي، إن قوات الأمن حررت جميع الرهائن المحتجزين بمتحف باردو في تونس، الذي هاجمه مسلحون، وأوضح أن نحو مائة سائح كانوا في المتحف لدى حدوث الهجوم، مضيفا أن "قوات مكافحة الإرهاب دخلت إلى المتحف"، وتم إغلاق المنطقة المحيطة به، ونشر قوة كبيرة من الشرطة. وكانت وزارة الداخلية ذكرت أنها فككت شبكات لتسفير شبان للقتال في ليبيا ضمن التنظيمات الجهادية، واعتقلت عشرات بينما عززت الحكومة انتشارها العسكري على الحدود مع جارتها ليبيا. وأضافت الداخلية في بيان "الجيش والأمن أوقفوا عشرة إرهابيين كانوا يحاولون التسلل إلى ليبيا للالتحاق بالجماعات المسلحة في ليبيا".
السبسي في زيارته لشارل نيكول : 'ما حلّ بتونس مصيبة كبيرة'
أما الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي فقال على هامش زيارته إلى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة أين تم نقل عدد من المصابين في الهجوم الارهابي الذي استهدف المتحف، أنّ ما حلّ بتونس مصيبة كبيرة وانه من الضروري أن تدخل تونس في مرحلة تعبئة للتصدي للمخاطر الارهابية التي تهدد البلاد.
الجزائر تدين العمل الإرهابي على متحف الباردو وتعلن تضمانها مع تونس
أكد بيان لوزارة الخارجية أمس، تضمان الجزائر اللامشروط مع تونس في محنتها معلنة إدانتها الشديدة للهجوم الإرهابي الذي استهدف أمس متحف الباردو بالعاصمة تونس، وجاء في البيان أن الجزائر "تتابع لحظة بلحظة وبقلق شديد الأخبار الواردة من تونس بشأن الهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف منتصف نهار يوم الأربعاء متحف الباردو بالعاصمة تونس والذي أزهقت فيه أرواح بريئة بدم بارد". وحسب البيان فإن الجزائر تدين بشدة هذا العمل الإجرامي البشع كما تدين عملية احتجاز الرهائن الذي تبعه"، ووصف البيان هذه العملية باليائسة التي حسب الجزائر " لن تبلغ بأي حال من الأحوال الهدف الذي يريده لها منفذوه وعرابوهم في زعزعة أمن واستقرار تونس الشقيقة والنيل من عزيمة كل مكونات المجتمع التونسي المتماسك والمتكاتف". وأوضح البيان بأن "الجزائر التي لم تتوان يوما في الأخذ بيد الإخوة في تونس والوقوف إلى جانبهم لمساعدتهم على تخطي آثار الأزمة, تعرب اليوم أكثر من أي وقت مضى عن استعدادها لمواصلة دعمها لجهود السلطات التونسية لمجابهة كافة التحديات بما في ذلك التحديات الأمنية وفي مقدمتها القضاء على آفة الإرهاب"، وعبرت الخارجية الجزائرية ايضا عن ارتياحها لانتهاء عملية احتجاز الرهائن والقضاء على منفذيها.
ضحايا الإعداء من جنسيات أوروبية وآسيوية وإفريقية
أكّد وزير الصحة التونسي سعيد العايدي انّ المصابين من جنسيات تونسية وايطاليا وبولونية واسبانية ومن جنوب إفريقيا وفرنسية ويابانية. وأوضح أنّ إصابة عدد من الأشخاص بجروح باستعمال السكاكين فيما يعاني آخرون من الصدمة النفسية. أنّه تم نقل 36 مصابا في العملية الإرهابية التي جدت اليوم بباردو إلى مستشفى الرابطة بالعاصمة فيما تم نقل مصابين اثنين لمستشفى الحروق البليغة ببن عروس.
مصطفى. ح