الوطن

تلاميذ غاضبون يُتلفون أقراص بن غبيرط بمجرد استلامها !

وزعت أمس بعدد من الثانويات رغم موجة الرفض الذي خلفها القرار

 

وزارة التربية تؤكد أن الأقراص تحتوي دروسا نوعية مع شرح بالصوت والصورة

 

بدأت أمس عملية توزيع الأقراص المضغوطة لتعويض الاساتذة في عدد من الثانويات، أمام استنكار واسع من طرف التلاميذ الذين رفض البعض منهم استلام هذه الأقراص، فيما قام البعض الآخر بإتلافها بمجرد استلامها وهو ما خلق فوضى حقيقية. ورغم ردود الأفعال القوية التي صاحبت قرار بن غبريط لتعويض الأساتذة المضربين بأقراص مضغوطة ورفض هذا الأجراء من نقابات التربية وأولياء التلاميذ، يبدو أن وزارة التربية لم تجد حلا لما يعرفه القطاع من توتر سوى الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة فمن يملك جهاز حاسبوب يمكنه الدراسة ومن لم يملك فوزارة التربية غير مسؤولة.

بدأت أمس عدد من إدارات الثانويات المضربة عبر الوطن بتوزيع الأقراص المضغوطة التي تتضمن الدروس الضائعة من المقرر بسبب إضراب "الكناباست" المتواصل للأسبوع الرابع على التوالي، وقد عرفت عملية توزيع الأقراص المضغوطة هذه الكثير من الفوضى بسبب رفض أغلب التلاميذ استلامها أو إتلافها بمجرد استلامها في خطوة تعبر عن رفض هذا الإجراء جملة وتفصيلا كونه لا يخدم التلميذ في شيء، كما طالبت إدارات بعض المؤسسات التعليمية من التلاميذ إحضار مفاتح ذاكرة وميضية "فلاش ديسك" من أجل تحميل الدروس كون ليست كل الثانويات تتوفر على إمكانات نسخ تلك الأقراص المضغوطة، خاصة بالمناطق النائية.

 وفي هذا الصدد عبر العديد من التلاميذ الغاضبين لـ"الرائد" عن استيائهم من الطريقة التي تُسير بها إضراب قطاع التربية سواء من طرف النقابة المضربة أو من طرف الجهات الوصية، مهددين في السياق ذاته بالخروج للشارع للمطالبة بوقف هذا الإضراب وتحديد العتبة، وكذا تأجيل امتحانات البكالوريا كون التلميذ وحده سيكون الضحية للأجواء المشحونة والمتعفة في القطاع. كما طرح التلاميذ المأزق الذي وضعتهم فيه بن غبريط عندما قررت تعويض الاساتذة بقرص مضغوط بالنظر أن الإمكانيات المادية لكل تلميذ تختلف والقرص المضغوط يحتاج لجهاز كومبيوتر وليس كل التلاميذ يملكون الحواسيب، متسائلين "من لا يملك حاسبوا ماذا يفعل بقرص بن غبيرط؟".

من جهة أخرى انتقد عدد من تلاميذ البكالوريا محتوى هذه الأقراص المضغوطة التي تضمنت دروسا، تم إنجازها سنة 2012 من قبل أساتذة الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد، بينما أكدت وزارة التربية من خلال شرح كيفية استخدام جهاز الدعم المعلوماتي أو الأقراص المضغوطة المقدمة للتلاميذ لتعويض الدروس الضائعة أن هذه الاقراص تحتوي على أرضية معلوماتية فيها موارد بيداغوجية عديدة من بينها دروس مشروحة بالصورة والصوت في كل المواد يمكن للتلاميذ العمل بها فرادى أو في مجموعات صغيرة أو حتى في أفواج كبيرة. 

هذه هي حقيقة أقراص بن غبريط بشهادة أساتذة التعليم عن بعد !

من جهتهم فجر أساتذة التعليم عن بعد فضيحة جديدة فيما يخص قرص بن غبيرط المضغوط واتفاقها مع مركز التكوين عن بعد من أجل تخصيص صفحة واب يستطيع التلاميذ من خلالها الدخول والإطلاع على مختلف البرامج، وهذا من خلال رمز الدخول وكلمة السر المخصّصة لكل مؤسسة تربوية، وطالب أمس الأساتذة في مراسلة لوزيرة التربية بتحسين ظروف ، مؤكدين أن الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد، يقدم خدمات لا ترقى لمساعدة التلاميذ على تحصيلهم العلمي، موضحين حقيقة مشروع التدريس عن طريق الانترنت في الديوان أو كما يطلق عليه "المدرسة الافتراضية، القرص المضغوط" بعد وضع المسؤولة الأولى عن القطاع كل آمالها على التعليم عن بعد لمرافقة المتمدرسين المقبلين على الامتحانات النهائية وتعويض الدروس الضائعة بسبب إضراب "الكناباست". 

وقال أساتذة التعليم عن بعد في تقريريهم أنهم يعانون مشاكل جمة لا تنتهى منذ التحاقهم بالديوان والمراكز الجهوية، مؤكدين " أن موقع الديوان لا يتعدى أن يكون منتدى بسيطا مثل منتديات الموجودة في الانترنت والخاصة بالشباب والمراهقين، ولا يمت بصلة لتقنيات التعليم عن طريق الانترنت وهذا بشهادة المختصين في الانترنت، مضيفين أنه موقع مسروق من تطبيقات "مودل" العالمية، والديوان لا يملك حقوق الشراء للاستفادة من خدماته. أما نوعية الأقراص يضيف تقرير الاساتذة فحدث ولا حرج، فالبعض يحتوي على أغانٍ أو أناشيد أو صور لا تمت بصلة للتعليم. بالمقابل، تضيف الشكوى، "إن مسؤولي الديوان يمارسون الكذب والتزييف على كل إطار سام في الدولة يزور الديوان، ولا يوجد تفاعل حقيقي ومباشر بين المتعلم والأساتذة يترجم التعلم عن بعد، حيث يتفاجأ المتعلمون ببساطة الموقع وتفاهته فلا يجدون فيه أي إضافة علمية مثل ما يجدونه في منتديات الجلفة وغليزان، إنه مشروع فاشل لأنه لم يستثمر في الأستاذ بل همشوه كثيرا".

س. زموش

من نفس القسم الوطن