الوطن

الحامدي يحل بكيدال لإقناع حركات أزواد بتوقيع اتفاق السلام

على رأس وفد من البعثة الأممية يمثل فريق الوساطة

 

حل وفد من البعثة الأممية في شمال مالي (مينوسما) ضمن فريق الوساطة الدولية في الحوار المالي، أمس بكيدال بقيادة المبعوث الأممي المنجي الحامدي، في محاولة لإقناع تنسيقية الحركات الأزوادية بضرورة التوقيع على وثيقة "اتفاق السلام" المقترحة من طرف الجزائر بصفتها الوسيط في هذا الحوار، وتعد هذه الخطوة التي باشرها الوفد الأممي كآخر الخطوات التي تقوم بها الوساطة الدولية لإنهاء الأزمة في شمال مالي، ولم ترد لحد الساعة أي معطيات جديدة تؤكد الموقف النهائي للأزواديين بشأن المقترح الجزائري للسلام الشامل في مالي.

وحسب ما توفر من معطيات، فقد وصل الوفد الأممي إلى معقل الطوراق الأزواديين ليسمع منهم كلمتهم الأخيرة بخصوص اتفاق السلام، عقب اختتامهم لجلسات المشاورات التي دامت أربعة أيام وانتهت بمواقف متباينة أغلبها صبت في خانة رفض التوقيع على المقترح الجزائري مثلما ذكرته وسائل إعلام أمس، بينما لم يصدر قرار رسمي من طرف التنسيقية التي قالت إنها ستعلم وفد الوساطة الدولية بقرارها، لكن مهمة هذا الوفد حسب ما كشفت عنه مصادر إعلامية أمس، هي محاولة اقناع الطرف الأزوادي بضرورة التوقيع على الوثيقة المبدئية المقدمة له في الجزائر، غير أن تنسيقية أزواد التي تضم كل من الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي يقودها بلال أغ الشريف، والمجلس الأعلى لوحدة أزواد، والحركة العربية لتحرير أزواد، والتحالف من أجل شعب أزواد، وجدوا صعوبة في اقناع الرأي العام الأزوادي بجدوى التوقيع على المشروع بعد اصطدامهم بعدم ورود أي بند في الوثيقة ينص على استقلالية الاقليم في ادارة شؤونه، وهو ما جعل التنسيقية تجد صعوبة في الخروج بموقف نهائي موحد بخصوص المقترح الجزائري، وينتظر أن يطرح الإشكال في المحادثات التي سيباشرها الوفد الأممي بقيادة المنجي الحامدي الذي يحاول أن يجد حلا وسطا يسمح باستمرار المفاوضات لتحقيق سلام شامل بالبلاد، وسيكون التركيز على المسالة الأمنية كأولية في هذا الاتفاق المبدئي الذي قدمته الوساطة الدولية. وبالعودة إلى البيان الختامي لمنسقية الحركات الأزوادية الذي توج الأيام التشاورية مع الشعب الأزوادي الفترة من (12 إلى 15 من شهر مارس) حول مشروع اتفاق السلام، يظهر أن الحركات الأزوادية أكدت تفتحها على الحوار برغم ميلها لرفض التوقيع، وهو ما قد يعيد جولات المفاوضات إلى نقطة البداية، خاصة وأن بعض النقاط التي أشار إليها البيان الختامي تعد ذات أهمية بالنسبة للأزواديين، أهمها طبيعة السلطة السياسية في الشمال ومكونات المنطقة، وكانت منسقية الحركات الأزوادية أكدت من جديد بمواصلة عملية السلام تحت رعاية الوساطة الدولية، وتعهدت باحترام التعهدات التي قطعتها مع المجتمع الدولي، لا سيما وقف إطلاق النار الموقع بتاريخ: 23 ماي 2014 في كيدال، واتفاق آليات تنفيذه الموقع بتاريخ: 13 جوان 2014، وكذلك اتفاق وقف الأعمال العدائية الموقع في الجزائر بتاريخ: 19 فيفري 2015. وورد في البيان أيضا استعدادها لتعزيز التعاون على المستوى الأمني مع القوات الدولية الموجودة في الميدان. كما اعتبرت المنسقية أن الوثيقة التي قدمتها الوساطة تشكل أساسا جيدا للعمل يحتاج إلى تحسين من أجل المصلحة العليا للسلام.

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن