الوطن

الفوضى تضرب قطاع التربية

التلاميذ يتمردون ويرفضون إجراء امتحانات الفصل الثاني

 

الأساتذة يخرجون اليوم للشارع في اعتصامات ولائية

مسعود بوديبة لـ"الرائد": تعويض الأساتذة بأقراص مضغوطة سيكون كارثيا على امتحانات البكالوريا"

خالد أحمد لـ"الرائد": "تمرد التلاميذ غير مقبول.. وإجراءات بن غبريط ترقيعية"

 

فوضى حقيقية يعرفها قطاع التربية رغم تطمينات نورية بن غبريط، التي يبدو أنها تتحدث من منطلق عدم درايتها بما يحدث على أرض الواقع، ففي الوقت الذي بدت فيها بن غبريط متحكمة في الوضع مطمئنة أولياء التلاميذ أن إمتحانات نهاية السنة ستجري في ظروف عادية وأن التأخر الحاصل بسبب الإضراب لا يتعدى العشرة أيام، عرفت أمس عدد من الثانويات بالعاصمة وولايات أخرى إنزلاقات خطيرة حيث رفض التلاميذ الدخول للأقسام من أجل البدء في إجراء امتحانات الفصل الثاني المتأخرة مهددين بالخروج للشارع من أجل مطالبة الوصاية بالتدخل لوقف الإضراب حماية لمستقبلهم.

تعطلت أمس امتحانات الفصل الثاني بعدد من الثانويات بسبب رفض التلاميذ الدخول للأقسام على غرار ما حدث بثانويات بلدية جسر قسنطينة والقبة، واعتبر التلاميذ أنفسهم ضحية لما يعرفه قطاع التربية من توتر، مبررين تمردهم هذا بالقول أن الوزارة والنقابة المضربة على حد سواء لم يكترثوا بمستقبلهم، كما عبر التلاميذ المتمردون عن رفضهم للإجراءات التي أعلنت عنها أمس الأول بن غبريط وعلى رأسها تقديم الدروس للأقسام النهائية في شكل أقراص مضغوطة والإستعانة بطلبة الجامعات والمدارس العليا لتقديم دروس دعم للتلاميذ متسائلين كيف لتلميذ ينتظره إمتحان مصيري أن تسمح له قدراته الفكرية والنفسية في إستيعاب درس من قرص مضغوط، من جهة أخرى تحدث مصادر نقابية لـ"لرائد" أن كل الإجراءات التي سبق وأعلنت عنها بن غبريط والمتمثلة في الاستعانة بالأساتذة المتقاعدين من أجل سد العجز هي مجرد تصريحات مضيفة في ذات السياق أن لا يوجد ولا أستاذ متقاعد خلف أستاذ مضرب في الولايات الكبري ما عدا نسبة محدودة في تلك الولايات التي لا يوجد بها تمثيل كبير لنقابة "الكناباست" المضربة، وأكدت ذات المصادر أن ما تحاول بن غبريط تمرريه للرأي العام بتقليلها من حدة الإضراب هو محاولة منها للتنصل من المسؤولية لا غير وأن نسبة الإضراب خاصة بالطور الثانوي تقارب الثمانون بالمائة على المستوي الوطني.

مسعود بوديبة لـ"الرائد": "تعويض الأساتذة المضربين بأقراص مضغوطة سيكون كارثيا على البكالوريا" 

من جهته وصف المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس "الكناباست" على المكلف بالإعلام مسعود بوديبة الإجراءات التي اتخذتها بن غبريط لإنقاذ السنة الدراسية وامتحانات البكالوريا بمحاولة ذر الرماد في العيون مؤكدا في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن هذه الإجراءات سيرد عليها سواء من طرف "الكناباست" أو جمعيات أولياء التلاميذ وحتى التلاميذ أنفسهم كونها هذه الإجراءات لا يمكنها أن تحل المشكلة فلا يعقل أن يدرس تلميذ مقبل على امتحانات بكالوريا عبر قرص مضغوط أو بإشراف طالب بالجامعة أو بمدرسة عليا لا يملك أدنى خبرة في التعليم، وقال بوديبة إن التلاميذ أنفسهم رفضوا هذه الإجراءات وعبروا عليها أمس من خلال رفضهم الالتحاق بمقاعد الدراسة لإجراء امتحانات الفصل الثاني كما سبق لهم أن رفضوا الدراسة عند مستخلفين، وعن مسار الإضراب قال بوديبة أن هذا الأخير متواصل وسيكون متبوع بإعتصامات ولائية أمام مديريات التربية إبتداء من اليوم وعبر كل التراب الوطني، نافيا أن تكون نقابته قد تلقت أي دعوة من وزارة التربية للجلوس على طاولة الحوار مجددا ومحاولة حل المشاكل العالقة، نفس الشيء يضيف بوديبة بالنسبة للسلطات العليا للبلاد التي راسلتها النقابة وعلى رأسها الوزير الأول عبد المالك سلال.

وفي رد له حول تصريحات بن غبريط التي أكدت أمس الأول أنها لم تفهم سبب تمسك الكناباست بالإضراب تسائل بوديبة قائلا "إن كانت الوزيرة لم تفهم سبب تمسكنا بالإضراب ولم تفهم مطالبنا إذن من جلس معنا على طاولة الحوار في عدة مناسبات ومن تابع الإضراب الذي دخل أسبوعه الرابع" مضيفا مطالبنا واضحة والوزيرة تريد المراوغة لا غير من خلال هذه التصريحات التي لن تفيدها في شيء سوى في استفزاز القواعد العمالية أكثر. 

خالد أحمد لـ"الرائد": "تمرد التلاميذ غير مقبول.. وإجراءات بن غبريط ترقيعية"

من جهتها عبرت جمعية أولياء التلاميذ لـ"الرائد" عن استيائها الشديد لما وصل إليه قطاع التربية، وعلق رئيس الجمعية خالد أحمد في اتصال هاتفي مع "الرائد" أمس على إجراءات بن غبريط الأخيرة بالقول إنها "أخف ضرر من الإضراب الحاصل بقطاع التربية"، مضيفا "الوزارة ليس لديها بديل أمام مواصلة نقابة الكناباست لإضرابها"، رغم أن قضية تقديم الدروس في قرص مضغوط -كما يضيف خالد أحمد- هو حل سيرفضه التلاميذ. من جهة أخرى شكك رئيس جمعية أولياء التلاميذ في النسبة التي قدمتها الوزيرة فيما يخص التأخر الحاصل في الدروس والتي قدرتها بن غبريط بحوالي 10 أيام من التأخر قائلا التقدير الذي قدمته الوزيرة تقدير مغلوط، معتبرا أن نسبة التأخر في الدروس يتجاوز العشرين بالمائة لكن بالمقابل قال خالد أحمد "السنة الدراسية لا تزال طويلة ويمكن تعويض التـأخر من خلال دروس التعويض خلال عطلة الربيع وأيام السبت". وفي تعليق له حول رفض التلاميذ أمس إجراء امتحانات الفصل الثاني قال خالد أحمد أن هذا تمرد غير مقبول وأن المشكل هو مشكل النقابة المضربة مع الوزارة الوصية ولا دخل للتلاميذ في هذا الصراع متهما بعض الأطراف النقابية في جر التلميذ لهذه الفوضى كطرف ثالث، داعيا في ذات السياق مدراء الثانويات للعب دورهم من خلال تحسيس التلاميذ وتوعيتهم بضرورة الالتزام بالهدوء في هذا الظرف الحساس الذي يمر به قطاع التربية. 

 

س. زموش

من نفس القسم الوطن