الوطن

حوار "طرشان" بين "الكناباست" و"بن غبريط"... والتلاميذ يهدون بالخروج للشارع

فيما قررت الفدرالية اللجوء للعدالة من أجل وقف الإضراب

 

فدرالية أولياء التلاميذ لـ"الرائد": راسلنا بوتفليقة وسنلجأ للعدالة لحماية مستقبل أبنائنا 

 

حملت تصريحات وزيرة التربية نورية بن غبريط الأخيرة عندما أكدت أن "لا عتبة هذه السنة ولا أحد يفرض على القطاع السنة البيضاء" الكثير من الثقة، رغم أن كل المؤشرات المصاحبة لإضراب "الكنابست" المتجدد تنذر بالفوضى بسبب القبضة الحديدية بين الطرفين، والتي أدخلت تلاميذ الأطوار النهائية على خط الصراع، حيث يحضر تلاميذ البكالوريا من خلال التعبئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للدخول بدورهم في إضراب مفتوح للمطالبة بوقف هذه الاضرابات وتحديد العتبة كون الإضراب الأخير ضيع أكثر من 120 ساعة من المقرر الدراسي.

ويعيش الالاف من التلاميذ حالة من الاستياء بسبب الإضراب الذي ضيع عليهم 4 أسابيع من الدراسة أمام تعنت نقابة "الكناباست" والوزارة الوصية، حيث ينشط هذه الفترة عدد من تلاميذ البكالوريا عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بوقف الإضرابات في القطاع وتحديد العتبة التي ألغيت هذه السنة وذلك بعد قرار "الكناباست" مواصلة الإضراب المفتوح في غياب بوادر لحل الازمة الحاصلة بالقطاع، وبرر التلاميذ مطلبهم هذا بالتأخر الكبير الحاصل في الدروس خاصة وأن الوزارة لم تتوصل بعد إلى أتفاق مع النقابة المضربة، كما أنشأت صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" خصيصا لهذا الغرض، ويتهم التلاميذ الاساتذة بالجري وراء مصالحهم الخاصة دون الاهتمام بمستقبل المقبلين على امتحانات مصرية، كما لم يستثنوا الوزارة من المسؤولية معبرين عن استيائهم الشديد من تعامل الوصاية مع النقابة المضربة وهو ما يمنحهم الحق في الاحتجاج بدورهم من أجل الحصول على الحق في العتبة.

بن غبريط تنفذ تهديداتها وتستفز الأساتذة أكثر 

وزيرة التربية من جهتها بدت واثقة عندما قالت إنه لا يمكن في أي حال من الأحوال تحديد العتبة لهذه السنة نظرا للمستوى الضعيف الذي وصل إليه التلاميذ في الجامعات، بسبب اللجوء إلى العتبة في كل وقت يكون فيه إضراب، مشيرة في ذات الوقت إلى أن لا أحد يستطيع أن يفرض السنة البيضاء باعتبار أن نسبة تقدم الدروس وصلت إلى 80 من المائة، في حين واصلت تنفيذ تهديداتها ضد الأساتذة المضربين حيث باشرت أمس مديريات التربية الولائية في إرسال إعذارات ثانية للأساتذة المضربين بسبب ”التغيب عن العمل”، قبل مباشرة إجراءات الفصل النهائي من المنصب، بعد قرار الأساتذة المنتمين لنقابة ”كنابست” مواصلة الإضراب المفتوح وإرفاقه باعتصامات ولائية ووطنية مؤكدين أنهم حتى وان أوقفوا الإضراب فإنهم لن يعوضوا الدروس المتأخرة أن لم تتراجع بن غبريط عن قرارات الخصم من الأجور وهو ما زاد الطينة بلة أمام صمت رهيب للسلطات العليا ممثلة في الوزير الأول عبد المالك سلال التي ناشدته أكثر من جهة للتدخل من أجل حل الصراع القائم دون جدوي.

 

فدرالية أولياء التلاميذ لـ"الرائد": راسلنا بوتفليقة وسنلجأ للعدالة لحماية مستقبل أبنائنا 

من جهتها عبرت الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ على لسان رئيسها الحاج دلالو عن استيائها الشديد لما وصل إليه قطاع التربية من تعفن، وقال الحاج دلالو في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن الفدرالية سعت في العديد من المرات ومنذ بداية الاضراب لحل الصراع القائم بين "الكناباست" والوصاية إلا أن كل طرف كان متشدد لموقفة، وكشف الحاج دلالو أنه بعث برسالة من صفحتين لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة شخصيا لمطالبته بالتدخل من أجل وضع حد للإضرابات في قطاع التربية والتي ترهن كل مرة مستقبل التلاميذ وسلامة تمدرسهم كما راسلت الفدرالية الوزير الأول عبد المالك سلال ووزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط لوضعها في الصورة لكن دون أي إجابة تذكر -يضيف الحاج دلالو -الذي قال أنه أعطى تعليمات للمكاتب الولائية للفدرالية الموزعة عبر الوطن للخروج ببيانات تنديد وتنصيب خلايا استماع تحضيرا لعقد اجتماع على ضوء الانعكاسات الخطيرة التي وصل إليها الإضراب، خاصة بعد حدوث بعض الإنزلاقات التي حذّرت منها الفيدرالية”لولا تدخل الجمعيات الولائية للتلاميذ، على غرار ما حدث الأسبوع الماضي بدائرة جامعة في ولاية الوادي”، حيث قرر تلاميذ المنطقة الخروج إلى الشارع لاستظهار غضبهم من الوضع المتردي الذي آلوا إليه، قبل أن يتدخل الأولياء لإقناعهم بالعدول عن هذا الأمر، مضيفا بأن الفيدرالية وجّهت تعليمات إلى كل مكاتبها، دعتهم فيها إلى التفطن لمنع أي سيناريوهات مُماثلة تنتهي بخروج التلاميذ إلى الشوارع، وعبر دلالو عن تخوفهم من تواصل حوار الطرشان بين طرفي النزاع واستمرار الشلل لمدة زمنية أطول، وهو ما سيدفع بالفدارلية كما أكد الحاج دلالو للجوء إلى العدالة من أجل حماية مستقبل التلاميذ.

 

س. زموش

من نفس القسم الوطن