الوطن

دبلوماسية "المخزن" تتحامل في الجزائر بمنتدى كرنس مونتانا

وزير الخارجية المغربي قال إن المحاولات الجزائرية لتعطيل المنتدى باءت بالفشل

 

  • الخارجية الصحراوية: مقاطعة المنظمات الدولية للمنتدى دليل على فشل المغرب في حشد الدعم الدولي لمقاربته

 

جدد النظام المغربي (المخزن) تحاملاته المعتادة على الجزائر في كل مرة يتعلق الأمر بالقضية الصحراوية، وفي هذا الشأن تحدث وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار لدى افتتاح منتدى كرانس مونتانا أول أمس بمدينة الداخلية المحتلة، بشيء من التشفّي في الجزائر لكون المغرب استطاع تنظيم هذا المنتدى برغم احتجاجات جبهة البوليساريو والاتحاد الافريقي على التعنت المغربي، لكن تصريحات مزوار لا تعكس الواقع، بدليل أن المشاركة في المنتدى كانت جد ضئيلة وعرفت مقاطعة هيئات دولية كبيرة على غرار الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي مما يجعل الحدث فاشلا حسب تعبير وزير الخارجية الصحراوية.

جاء في كلمة لرئيس الدبلوماسية المغربية مزوار لدى افتتاحه لأشغال منتدى كرانس مونتانا المنعقدة أول أمس الجمعة بمدينة الداخلية المتحلة، قوله إن التشويش الجزائري على منتدى "كرانس مونتانا" أمر مؤسف، وأضاف: " إنها لم تجن من وراء كل عجرفتها سوى الشفقة بعدما باءت محاولتها في تأليب المجتمع الدولي ضد الحدث بالفشل"، ومن مجمل الاتهامات التي ساقها الوزير المغربي في تصريح صحفي نقله موقع " هيسبريس " أمس، أن الجزائر تواصل حسبه " تبنيها للنهج البدائي في التعامل مع الأمور "وذاك لا يشرف الجزائر ولا الجزائريين الذين لا حول لهم ولا قوة" بحسب تعبيره، أما تبرير الخارجية المغربية عن اختيار الداخلة لإحتضان اشغال الملتقى، فكان حسب الوزير ذاته، أن مؤسسة "كرانس مونتانا" هي التي اختارت مدينة الداخلة المحتلة لاحتضان اللقاء بالنظر إلى موقع المدينة وقدراتها، مضيفا إن "الحدث يشرف المدينة، ثم إن لا فرق بالنسبة إلينا بين أن تنظم هنا أو في أي إقليم آخر في دولة المغرب "، وفي هذا رسائل ضمنية للجزائر وجبهة البوليساريو ومن يدعمها في قضيتها لنيل استقلالها، مفادها أن النظام المغربي لا يزال يدافع عن فكرة " الوحدة الترابية " وهي المقاربة التي يذهب بها في كل مرة تنعقد جلسة من جلسات المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، وهو ما يجعل الحل مستعصيا خاصة وأن الطرف الصحراوي يصر هو الآخر على مواصلة نظاله بالطرق السلمية ووفقا للمواثيق واللوائح والقرارات الأممية من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي. وفي ذات الجانب، قال مزوار أن المغرب يبعث من خلال الحدث رسالة تؤكد كون النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية في المغرب واقعا وممارسة، مع إبراز ضرورة انفتاح المنطقة على محيطها الإقليمي والدولي. وفي هذا محاولة " المخزن " تسويق صورة الوحدة الترابية والانفتاح على كل الأقاليم كما يزم بهدف اقناع الراي العام الدولي بصدقية أحقيته سلطته على الأراضي المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو، ويؤكد مزوار استمرار المغرب في انتهاج " خيار التنمية بالجنوب لصالح الساكنة، ولأجل تنمية المغرب بعيدا عن كل الديماغوجيات". ولكن هذا التصريح يتناقض مع الواقع على الأراضي الصحراوية، حيث تؤكد المسيرات اليومية المناهضة للوجود المغربي بالمدن المحتلة، على محاولات المخزن تغليط الرأي العام الدولي مثلما اشارت إلى ذلك الحكومة الصحراوية في كثير من المناسبات.

 الخارجية الصحراوية: مقاطعة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي دليل على فشل منتدى كرانس مونتانا 

أكد رئيس الدبلوماسية الصحراوية محمد سالم السالك " أنه وبعد صرف المغرب أموالا طائلة وتوسيع امتداداته الدبلوماسية هاهو يسجل "فشلا ذريعا" في مدينة الداخلة المحتلة نظرا للمشاركة الضئيلة والمقاطعة الكبيرة التي شهدها الحدث، وقال السالك لا يمكن إخفاء الدعاية المغرضة وما صاحبها من تدابير بوليسية وقمعية غداة عقد المنتدى. بالمقابل، رحبت الجمهورية الصحراوية وجبهة البوليساريو بمقاطعة الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي لمنتدى كرانس مونتانا المنعقد بمدينة الداخلة المحتلة، حسب بيان لوزير الخارجية الصحراوي. واعتبرت هذه الأخيرة أن المقاطعة الواسعة لهذه المنظمات وهيئات اخرى دليل على فشل المخزن في تسويق سياسته المبنية على مغالطة الرأي العام الدولي بخصوص أحقية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وفي ذات البيان، ناشدت الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو المجتمع الدولي للتنديد بالسياسة التي يتخذها المغرب قبل أن يلوذ بالفرار ويتحدى تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وداعت الخارجية الصحراوية " الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياتهما الكاملة تجاه تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية دون تأجيل ، وتقرير المصير للشعب الصحراوي ".

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن