الوطن

اتحاد التجار يرجح مواصلة ارتفاع أسعار البطاطا إلى غاية نهاية أفريل الداخل

فيدرالية المستهلك تحمل الحكومة مسؤولية "التذبذب" في أسعارها بسبب سوء التخطيط

 

رغم التطمينات التي أطلقها وزير التجارة عمارة بن يونس في تصريحاته الأخيرة قائلا بأن أسعار الخضر ستنخفض بداية الشهر الجاري، ولكن لحد الساعة لا شيء ملموس على أرض الواقع، خاصة مادة البطاطا التي تواصل تسجيل ارتفاع كبير، ما جعل المواطن الجزائري البسيط عاجزا عن اقتنائها والتي تعتبر سيدة مائدة الفقراء، وبين تعدد الأسباب ومحاولة كل طرف التنصل من المسؤولية ورميها على الطرف الآخر تلوح بوادر حول مواصلة ارتفاع الأسعار، نظرا للظروف التي تعرفها السوق وقلة المنتوج، حيث توحي الظروف الحالية أن الأسعار ستبقى في هذا المستوى، على الاقل خلال الشهرين القادين وإلى غاية شهر رمضان المقبل، وقد حاولت " الرائد" التنقل إلى عدد من أسواق الجملة والوقوف على حقيقة الأزمة التي يشهدها انتاج أو تسويق مادّة البطاطا في الأسواق الجزائرية، بالإضافة إلى رأي المختصين في اتحاد التجار الجزائريين وفيدرالية المستهلك الذين أكدوا على عدم صحة التقارير التي تصدر عن الحكومة.

وفي نظرة على العديد من أسواق الجملة والتجزئة عبر مناطق الوطن للوقوف على الأسعار الحقيقة لمادة البطاطا اتضح انها بقيت في مستويات مرتفعة، حيث تراوح سعرها في سوق الجملة بـ " وقرة" في البليدة بين 60 و70 دج، ونفس الأسعار تم تسجيلها في كل من أسواق الجملة خميس الخشنة ببومرداس ووتادمايت بتيزي وزو كذلك سوق الحطاطبة بتيبازة.

أما تجار التجزئة فقد أكدوا أن أسباب ارتفاع هذه المادة هو ندرتها بسبب خسارة الفلاحين لمحاصيلهم الزراعية من البطاطا مما جعل تموين أسواق الجملة ينقص، ووصل سعرها إلى حوالي 100 دج في أسواق التجزئة بالجزائر العاصمة وضواحيها، بينما في باقي الأسواق الأخرى بنواحي الوطن فتختلف من منطقة لأخرى وحسب جودة المادة في بعض الأحيان.

ورشح التجار تواصل ارتفاع أسعار هذه المادة في الأيام القادمة لقلة وفرتها في أسواق الجملة وتأخر جني محصول الربيع، حيث من غير المنتظر في الوقت الحالي انخفاض الاسعار لكون محاصيل البطاطا في كل من مدينة معسكر وعين الدفلى ومستغانم لم تنضج بعد بالتالي لن تكون هناك وفرة في هذه المادة الحيوية ما يرجع ارتفاعها لغاية شهر رمضان القادم.

هذه الحالة التي من المرشح أن تستمر في الأيام القادمة بسبب الظروف التي تتحكم في السوق إضافة للعوامل الطبيعية، أرهقت كاهل المواطن الجزائري البسيط الذي وجد نفسه عاجزا عن شراء البطاطا، التي تعتمد عليها الكثير من العائلات المحدودة الدخل بشكل كبير لسد حاجيات أفرادها من الغذاء، واستغرب الكثير منهم هذا الارتفاع خصوصا وتزامنه مع الزيادة كذلك في بعض المواد الاستهلاكية الأساسية التي تعرف هي الأخرى ارتفاعا في الآونة الأخيرة.

وتوقع رئيس اللجنة الوطنية لأسواق الخضر والفواكه، المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للتجار والحرفيين، عاشور مصطفى تواصل بقاء أسعار البطاطا على حالها لنهاية شهر أفريل الداخل، بسب نقص الإنتاج مضيفا أن الأسعار بإمكانها أن ترتفع أكثر إلى غاية دخول المنتوج الجديد في أواخر الشهر القادم.

واستبعد عاشور ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان لأن محصول فصل الربيع سيكون كفيلا بخفضها نظرا لوفرة الانتاج خصوصا في منطقة الغرب الجزائري كولاية مستغانم التي ستشهد إنتاج كمية كبيرة من هذه المادة. 

من جهته لخص رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين زكي حريز مشكل ارتفاع سعر البطاطا في الأسواق لغياب استراتيجية تخطيط فلاحي من طرف الدولة، مضيفا أن الدول التي تعتمد على برمجة تقوم بالتخطيط في كل المجالات خاصة الفلاحة بهدف ضمان أمنها الغذائي وهو ما لا يحدث في الجزائر اين يدفع المواطن البسيط الثمن دائما، لذا يقول حريز أنه على الدولة القيام بإحصاء شامل للمساحات الزراعية من لتنظيم مهنة الفلاحة، حتى يكون استقرار في الانتاج والأسعار ولا تحدث الفوضى التي يعيشها السوق مؤخرا. وفي السياق ذاته دعا حريز الدولة لدعم الفلاحين بحكم تكبدهم خسائر مالية كبيرة جراء ارتفاع تكاليف انتاج البطاطا وهو ما جعل أسعارها تلتهب في الأسواق، والتي تقود لنتيجة حتمية وهي إرهاق كاهل الجزائريين خاصة أصحاب الدخل المتوسط.


فيصل شيباني


من نفس القسم الوطن