الوطن

365 من المعارضة والسلطة صماء

سنة تمر على ميلاد أكبر تجمع لمعارضي النظام في الجزائر

 

جيلالي سفيان: "جمع شتات الأحزاب والاتفاق حول مشروع موحد أكبر إنجاز"

 

مرت أمس الذكرى الأولى لميلاد أكبر تجمع للمعارضة في الجزائر حيث كان ميلاد تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي بمثابة الخطوة الكبيرة التي خطتها المعارضة في البلاد رغم "سقطاتها" وما يعاب عليها. بالمقابل لاتزال السلطة تدير ظهرها لهذا المشروع ولكل المشاريع السياسية في البلاد، كانت العهدة الرابعة وإعلان الرئيس بوتفليقة ترشحه مجددا نقطة الانطلاق لميلاد ما يسمى بتنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي التي تبنتها أحزاب إسلامية وعلمانية لم يظن أنها ستلتقي يوما ما على طاولة واحدة والتي اتخذت شعار " مقاطعة الانتخابات " بداية لنشاطها السياسي، حيث كان الإعلان عن هذا المولود بتعاضدية عمال البناء لزرالدة خطوة مبهمة لم يعيرها البعض أهمية والذين كانوا يتوقعون خروج المعارضة للشارع لمحاولة منع الرئيس من الترشح وإقناع الجزائريين بأهمية التغيير، إلا أن المعارضة كانت متأكدة من فوز الرئيس وفضلت استباق الأحداث والتحضير لمرحلة ما بعد الرئيس، فاختارت النشاط ميداني بوقفة في رياض الفتح بمقام الشهيد ضد العهدة الرابعة، وتلاها بعد أيام تنظيم تجمع جماهيري بقاعة حرشة لمقاطعة انتخابات أفريل 2014، مرورا بتنصيب اللجنة السياسية لتحضير الندوة الأولى للحريات والانتقال الديمقراطي بفندق مزافران، ثم فعاليات الندوة ذاتها يوم 10 جوان 2014، والإعداد لأرضية " أطلق عليها " أرضية مزفران " حيث وحددت التنسيقية سبعة أهداف لتحقيقها من خلال تنظيم هذه الندوة، وتتمثل في تجسيد ديمقراطية فعلية كآلية لتسيير وتنظيم الدولة، تكريس مبدأ المواطنة والمساواة أمام القانون والعدالة الاجتماعية، وضمان حقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية، تجسيد دولة القانون والتقيد بمبدأ الفصل بين السلطات.

واعتمدت التنسيقية على أربع آليات لتحقيق الانتقال الديمقراطي، أهمها حكومة "توافقية" تسهر على تجسيد الانتقال وتتولى مهام إدارة الشؤون العادية وإرساء السلم الاجتماعي، كما انتقلت إلى تنصيب هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة، التي أصدرت وثيقة بيان أول نوفمبر 2014، وقدمت ما تراه "حلا للأزمة" السياسية الحالية، ورغم التضييق الذي عانت منه المعارضة التي امتدت شعبيتها وشكلت عقبة في وجه السلطة التي عمدت إلى عرقلة نشاطها عبر الامتناع عن منح التراخيص لتنظيم الندوات إلا أن هذه الأخيرة اعتبرت خطواتها التي تلت ندوة مزفران انجازا لم تحققه الأحزاب السياسية من قبل رغم المبادرات السياسية التي تلت الندوة في مقدمتها مبادرة الأفافاس التي قالت التنسيقية أنها جاءت لإفساد مبادرة الانتقال الديمقراطي. 

وكغيرها من التشكيلات السياسية في البلاد، كان للتنسيقية الحظ الأوفر من الانقسامات من طرف شخصيات منحها الضوء الأخضر لمواصلة مشروعها السياسي، فكان رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش أول المنشقين وفضل مسارات أخرى عبر تنظيم ندوات كان فيها موضوع تدخل الجيش في الحياة السياسية الحظ الأوفر، وحذا حذو رئيس الحكومة سيد أحمد غزالي بالمقابل عرفت التنسيقية انضمام قطب قوى التغيير تحت قيادة علي بن فليس، كما طفا مؤخرا للسطح نزاع بين أكبر مؤسسي التنسيقية أشعل فتيلة رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري الذي أعلن عن مبادرة جديدة تحت قيادة حمس وهو الأمر الذي لم يتركه رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله يتركه يمر مرور الكرام وكان الرد أقوى وطالب منه أن يعود إلى ما نصت عليه أرضية مزفران. تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي كان لها مواقف تبنها في مقدمتها قضية الغاز الصخري ,فكانت القضية التي أخرجت المعارضة للشارع رغم معارضتها الفكرة في البداية وكان التضييق الممارس من السلطة، كافيا لإخراج مقري وبن فليس للشارع وتعرضهم "لعصي البوليس" رغم انتقادات البعض الذين قالو أن المعارضة استغلت قضبة الغاز الصخري لتحقيق أغراض شخصية، ورغم ما يقال على المعارضة في الجزائر وبعد سنة من ميلادها، إلا أن الجميع يعتبر أن الساحة السياسية انتعشت وتحققت مكاسب لم تكن متوقعة، حيث قال رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان أن " لم شمل شتات المعارضة والجلوس إلى طاولة واحدة يعد أكبر انجاز حققته المعارضة على أمل التحقيق المزيد في ضل سلطة صماء لم تتكلم ولم تجب عن أي مشروع سياسي اقترحته الأحزاب واتخذت من مقولة "دعه بتكلم ونحن نفعل" شعارا لحراكها السياسي.

آمال. ط

من نفس القسم الوطن