الوطن
الجيش مطالب بأدوار مجتمعية جديدة
بعد نداءات السياسيين.. المجتمع المدني ستنجد به
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 04 مارس 2015
- الأفلان: تدخل الجيش في عين صالح جاء لوقف " شذرمة" حاولت أن توتر الأوضاع هناك !
- سفيان جيلالي: وجود الجيش في عين صالح خطوة قبل الانهيار !
تحول مطلب تدخل الجيش في الحراك القائم اليوم في الجزائر إلى مطلب متكرر فبعد أن سعت مختلف الأطراف السياسية إلى توجيه نداءات لهذه الهيئة والاستنجاد بها في المواعيد السياسية الكبرى التي مرّت بها الجزائر من منطلق أنّ دون" دعم الجيش ستسقط الحكومة في أسبوع" كما يعتقد رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، تحولت هذه المطالب من نداءات الساسة إلى مطلب المجتمع المدني الذي استنجد به كطوق أمان بالنسبة إليهم فبعد تدخله في فرض "الأمن" و"السلم" في أحداث غرداية التي عرفتها الجزائر على مدار الأشهر الفارطة، عادّ في الساعات الماضية تجديد الدعوة إليه من قبل ممثلي المجتمع المدني في منطقة عين صالح بتمنراست التي دعته إلى إعادة فرض جوّ سلمي بعد أجواء التوتر والفوضى التي كادت أن تؤدي إلى تصعيد خطير بالمنطقة، بحسب بيان صدر عن المجتمع المدني بالمنطقة، أين أشار فيه الموقعون على البيان بأن تدخل الجيش جاء بطلب من الشعب، ليؤكد هؤلاء على أنّ الصوت المطالب بتدخل الجيش فيما يحدث من حراك مجتمعي أصبح يتكرر في الآونة الأخيرة، سواء من قبل الساسة أو غيرهم من الفاعلين في المشهد الوطني العام، ليأتي اليوم الدور على المجتمع المدني بعد أن عجز هؤلاء عن إيجادّ من يصغي لنداءاتهم وتطلعاتهم وينقلها إلى السلطات العليا للبلاد وفي مقدمتها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، هذه المطالب التي سبق وأن وجهها هؤلاء للواء عبد الغني هامل الذي زار المنطقة في بداية الأحداث الذي يدخل أسبوعه الثامن كمبعوث عن رئيس الجمهورية إلى أهل المنطقة لم يأتي بالنتائج المرجوه، شأنه في ذلك شأن مؤسسة الرئاسة التي عجزت عن عقد لقاء بين ممثلين عن المحتجين والقائمين على الهيئة ممثلة في مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى الذي يتابع الملف عن قرب بطلب من الرئيس أو الوزير الأول عبد المالك سلال الذي أراد ترتيب لقاء مع ممثلين عن المحتجين على المقاس دفعت بهؤلاء إلى رفضه، هذه الوقائع أظهرت أن المجتمع المدني أصبح لا يثق إلا في مؤسسة الجيش وقد حملها اليوم مسؤولية إعادة الأمل إليهم، هذه الأحداث ألقت بضلالها على الطبقة السياسية التي تباينت واقفها في قراءة طلب تدخل الجيش من المجتمع المدني في عين صالح وهو ما أكده عدد من الفاعلين في المشهد السياسي الوطني من أحزاب وشخصيات ممن سألتهم" الرائد" حول الموضوع.
النهضة:" السلطة المدنية لا وجود لها فوق أرض الجزائر"
اعتبرت، حركة النهضة مطالب سكان الجنوب بتدخل الجيش لحمايتهم عقب الأحداث الأخيرة التي عاشتها المنطقة التي تشهد حراكا شعبيا كبيرا الرافض لاستغلال الغاز الصخري أفرزته تمسك الحكومة الجزائرية بقرار التنقيب عن الطاقات غير التقليدية بالجنوب الكبير، وهي المطالب التي صبت في محورين أساسيين يتعلق الأول في توفير الأمن والاستقرار بالمنطقة والمحور الثاني يتعلق بنقل انشغالات هؤلاء لرئيس الجمهورية عبر القنوات الرسمية للمؤسسة بكونه دليل قاطع على أن السلطة المدنية التي يتحدث عنها البعض هي مغيبة تماما ولا وجود لها على أرض الواقع.
قال القيادي في حركة النهضة محمد حديبي أن اللقاء الذي تم بين المحتجين في عين صالح وقائد الناحية العسكرية السادسة للجيش الوطني الشعبي اللواء عثامنية عمار، هي رسالة واضحة بعد ارسال اللواء عبد الغني هامل من قبل للقاء المحتجين أن السلطة المدنية لا وجود لها فوق أرض الجزائر وأن اليوم تكشف سقوط مؤسسات الدولة كلها وتعطيلها وتعطيل ارادة الشعب وتعويضها بالمؤسسة العسكرية مضيفا أن السلطة الآن بعد أن فشلت في تسيير البلد وانهيار جدار الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة تختبي الان السلطة تحت القبعة العسكرية بعد أن قمعت السلطة السياسيين والأحزاب وممثلي الشعب.
واعتبر المتحدث أنّ " الأمر يعطي الدلالة واضحة أنها فعلا سلطة شمولية تورطت في الفساد والتزوير ورهن البلد للخروج بقرارات مصيرية واليوم لم تجد من مخرج سوى توريط المؤسسة العسكرية في المستنقع الاحتجاجي ليكون هناك مواجهة حقيقية بين المواطنين وأبناءهم أفراد الجيش مضيفا "لعبة قذرة تلعبها السلطة وعلى الجميع أن ينتبه لما تقوم بها السلطة".
الأفالان: تدخل الجيش بعين صالح جاء لوقف " شذرمة" حاولت أن تفرض منطق اللا أمن بالمنطقة !
أكد حزب جبهة التحرير الوطني، على أن هذه التشكيلة السياسية تساند وتدعم ما قام به أفراد الجيش الوطني الشعبي في الساعات الماضية بمنطقة عين صالح أين نجح هؤلاء في فرض الأمن والاستقرار بالمنطقة بعد أحداث الشغب التي نشبت بين المتحجين ضدّ قرار استغلال الغاز الصخري، وبين وحدات الأمن التي كلفت بتأمين المنطقة وخاصة مواقع الحفريات أو مقرات الشركات المكلفة بمشاريع التنقيب عن الغاز الصخري هناك، وجاء تثمين الحزب العتيد على لسان الناطق الرسمي باسم الحزب السعيد بوحجة الذي أكد في حديث له معنا على أنّ تدخل الجيش بالمنطقة جاء لوقف من وصفهم بـ" شذرمة" حاولت أن تفرض منطق اللا أمن بالمنطقة و"مافيا" قامت بغلق الأسواق والمحلات.
وأوضح السعيد بوحجة الذي يعتبر عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني المحسوب على رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بأن تلبية الجيش الوطني الشعبي لنداء سكان المنطقة الذي طالبوا بالحماية والأمن والسلم لا يتعارض مع الدور المطلوب منه، وأشار المتحدث في سياق متصل بأن الأفلان لا يعارض تدخله بل على العكس، هو يدعم ويساند الأسلاك الأمنية المختلفة التي تحمي خيارات الشعب، وعرج بالمناسبة المتحدث على مسألة حراك المعارضة ومساعيهم لفرض " اللا أمن" بمنطقة عين صالح حيث اتهمها بالعمل على" التحريض" وهو الأمر الذي قال بأنه غير مقبول وعلى الجميع التصدي له.
سفيان جيلالي: وجود الجيش في عين صالح خطوة قبل انهيار
أكد رئيس جيل جديد جيلالي سفيان أن وجود الجيش في منطقة عين صالح بعتر خطوة أخيرة قبل انهيار النظام مشيرا إلى أن اللقاء الذي جمع اللواء عتايمية بالمحتجين في الساعات الماضية، يدل على هشاشة المؤسسات وشللها واستنجادها بالمؤسسة العسكرية بسبب الغياب التام للرئيس رغم الوعود التي أطلقها سابقا حول إمكانية توقيف استغلال الغاز الصخري، وقال جيلالي سفيان أن الحل الأمني التي اعتمده النظام جاء ظرفيا وتجنبا لأي انزلاق قد تعيشه المنطقة بعد أن حدثت مناوشات بين الدرك والشرطة والمحتجين كادت أن تقلب الأوضاع هناك.
هذا ودعا المتحدث الذي يعتبر قيادي في تيار المعارضة التي تشكل قطب التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، إلى العودة إلى الشرعية عن طريق أخذ قرار نهائي يقضي بتوقيف استغلال الغاز الصخري الذي وضع سكان عين صالح أمام مصير كجهول.
الأرندي: ما حدث في عين صالح ليس تدخلا للجيش !
وضع التجمع الوطني الديمقراطي تدخل الجيش الوطني الشعبي في عين صالح في الساعات الأخيرة في خانة" الحكمة" ورفض الأرندي اعتبار ما حدث يندرج في إطار" التدخل" كما تقول بعض الأطراف ونوه الحزب على لسان النائب بالبرلمان عن ولاية تمنراست بابا علي، بأن هذه الحكمة التي تصرفت بها مؤسسة الجيش الوطني الشعبي مع الأوضاع هناك فوتت على المتربصين بالمنطقة تصعيد الأوضاع هناك.
هذا ودعا النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي المعارضة إلى العمل على تبني قضية سكان عين صالح وليس التضامن معهم كما يعلنون عن ذلك في عدة مناسبا وأضاف محدثنا أن سكان عين صالح لا يحتاجون إلى التضامن قائلا " عليهم أن يتحملوا مسؤوليتهم في الكلام نحن لسنا في أوكرانيا حتى يتضامنوا معنا نحن جزائريون وعيهم أن يتبنوا القضية إن كانوا شجعاء ،وحذر المتحدث من "مغالطات إعلامية " لقضية اللقاء الأخير الذي جمع قائد الناحية العسكرية السادسة للجيش الوطني الشعبي اللواء عثامنية عمار بممثلين عين المحتجين حيث أكد أنها تدخل "حكمة الجيش "وليس تدخل للجيش مشيرا أن هذا الأخير تدخل بحكمته لتهدئة الأوضاع التي كادت أن تأخذ منعرجا خطيرا.
خولة. ب/ آمال. ط