الوطن

عين صالح تحترق بعد استعمال القوة ضدّ المحتجين

المواجهات تجددت في ساحة الصمود وأمام مقر الدائرة ومواقع الحفريات

 

  • الطبقة السياسية تندد وتنتقد التصعيد الأمني هناك

تجددت المواجهات لليوم الثاني على التوالي بين محتجين وقوات مكافحة الشغب بمدينة عين صالح بولاية تمنراست والتي استمرت إلى غاية ساعة متأخرة من ليلة أمس، وبدأت احتجاجات أمس مع عودة المواجهات بين الرافضين لمشروع استغلال الغاز الصخري بالمنطقة وقوات الدرك الوطني على خلفية "فضّ" اعتصام ساحة الصمود ليلة أمس أول، حيث حاول في ساعات باكرة من نهار أمس المحتجون اقتحام مقر الدائرة  غير أنّ وحدات الدرك الوطني التي تعززت بفرق جديدة تم الاستعانة بها من ولاية ورقلة ليلا، شكلت جدارا مانعا لهؤلاء عزل بينهم وبين مقر الدائرة الإدارية بعين صالح، ولم يكتفي أعوان الدرك بهذا التطويق الأمني فقط بل ألقوا عبوات الغاز المسيل للدموع على المحتجين شباب ونساء وأطفال المدينة الذين تضامنوا مع بعضهم البعض على خلفية هذا التصعيد الأمني الخطير هناك، وبدورهم شكل المحتجون حصارا ناريا على مقر الدائرة بعد أن رخصت السلطة لاستعمال القوة ضدّ المحتجين حيث عكف هؤلاء على اضرام النار في العجلات المطاطية وقارورات على مبنى المقر ما صعدّ من تدخل أعوان الأمن واستعمال القوة ضدّ المتظاهرين لفك الاعتصام والطوق الذي فرضه هؤلاء عليهم، وعلى الطرف الآخر من المدينة حاول شباب المنطقة مواصلة فرض منطقهم على الشركات المكلفة بالتنقيب على الغاز الصخري بالمدينة ومنع شاحنات المؤسسة من مغادرة مقراتها الرئيسية بالرغم من مساعي أفراد الدرك الوطني لتفريق المحتجين بالقوة العمومية إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك لحدّ كتابة هذه الأسطر، وهو ما نقله شهود عيان من المنطقة لـ"الرائد"، وبالمقابل نددت الطبقة السياسية بهذا التصعيد الخطير الذي تشهده مدينة عين صالح خاصة بعد أن تحول الاحتجاج السلمي إلى تصعيد أمني وابدى عدد منهم رفضهم لقرار الترخيص الصادرة عن السلطة والذي من شأنه أن يأزم الأوضاع هناك.

وفي غضون ذلك جابت نسوة المدينة، صباح أمس مسيرة الغضب في مختلف أرجاء أحياء المدينة، في إطار الموقف التصعيدي للحراك الاحتجاجي ضد مشروع استخراج الغاز الصخري وشمل الحارك مسيرتين إحداهما نسائية ندد فيها السكان بما اسموها بـ" الحقرة"، " العنف"، " التسلطي"، وأسفر هذا الحراك وقوع العديد من الجرحى قدرتهم مصادر بـ 50 جريح.

هذا ونددت الطبقة السياسية بالتصعيد الأمين الخطير هناك، وقال القيادي في هيئة التنسيقية ورئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان أنّ النظام انتقل إلى مرحلة أخرى من القمع، تمهيدا للشروع في عملية الكسر الهيدروليكي بالبئر الثاني  وهو ما دفع بها إلى وضع النظام للأسلاك الأمنية من شرطة ودرك تحت خدمة الشركات المتعددة الجنسيات لحمايتهم من أي حراك شعبي احتجاجي محتمل، واعتبر المتحدث أنّ هذه الأساليب تذكرنا بنظام "بينوشيه"، حيث نهبت ثروات البلاد من قبل الأقوياء في حين كان الشعب يتعرض للقمع الشرس، وتساءل المتحدث عن ما يحدث في بلدنا؟ بعد النهب المنظم للثروات الوطنية، مؤكدا على أن النظام اليوم يكون قد دخل مرحلة " التخطط لإدخال البلاد في متاهات خطيرة جدا قد تمس بوحدة الوطن" على حدّ تعبيره.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن