الوطن
تحرك جزائري في العمق الإفريقي لحشد الدعم السياسي لقضية ليبيا
بوتفليقة يراسل البنين، زيمبابوي والنيجر بعد طلب برناردينو المساعدة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 فيفري 2015
تخوض الجزائر تحركا دبلوماسيا إلى ثلاث دول افريقية لحشد الدعم السياسي لقضية ليبيا ومالي واعادة الاستقرار في الدولتين. وقال الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل خلال استقباله من طرف رئيس البنين توماس بوني يايي بكوتونو، مساء الجمعة، أن اللقاء كان مناسبة لتبادل وجهات النظر حول الوضع السائد في المنطقة لا سيما في مالي وليبيا ونيجيريا.
وتقود الجزائر جهود وساطة دولية في ليبيا بعد تعثر الجولة الاخيرة من الحوار، وجاءت مباشرة عقب زيارة المبعوث الاممي لدى ليبيا برناردينو ليون الجزائر الاربعاء الماضي التي اعتبرها طرفا مهما في حل الازمة.
وفي زيمبابوي اشار رئيس البلاد، روبير موغابي، لدى لقاءه مساهل إلى الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل ايجاد حل سياسي سلمي للأزمات التي تشهدها البلدان المجاورة خاصة ليبيا ومالي.
وقال "الجهود التي تبذلها الجزائر مستوحاة من المبادئ التي تحكم العلاقات بين البلدان الإفريقية المستمدة من العقد التأسيسي للمنظمة الإفريقية، والتي تتمثل في التسوية السلمية للأزمات وتكفل إفريقيا بتسيير الأزمات ورفض التدخل الأجنبي في شؤون القارة".
ويقوم الوزير الجزائري حاليا بجولة عبر عدد من البلدان الإفريقية في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بصفته مبعوثا خاصا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة لدى رؤساء كل من زيمبابوي روبير غابريال موغابي الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي والبنين توماس يايي بوني والنيجر محامادو ايسوفو.
الجيش الليبي يهاجم الجزائر بسبب ما يراه اعتراضا على التسليح
من جانبه قال محمد مسعود ابوصير المستشار السياسي للجيش الليبي: إن موقف الجزائر من تسليح الجيش الليبي مريب ومثير للشك.
وقال ابوصير في تصريح صحفي للإعلام المصري أن هناك دولا كبرى تقدم الدعم للجيش الوطني ولولا ذلك لما استطاع أن يدير المعركة ضد الإرهاب بنجاح لمدة 8 اشهر متواصلة ومن ثم فإن اعتراض الجزائر على تسليح جيش ليبيا لن يثنيه عن القيام بواجبه المقدس تجاه حماية الأمن القومي للبلاد وفق تعبيره.
وأعتبر المستشار السياسي للجيش الليبي أن المبررات التي ساقتها الجزائر حول موقفها الرافض لتسليح الجيش الوطني غير منطقية. وأضاف أن الأسباب الحقيقية وراء الموقف الجزائري والتي لا تتماشى مع ثقل دولة اقليمية ودولة جوار بحجمها تبدو صغيرة فلا ينبغي أن تنزعج الجزائر من وجود تعاون بين الجيش المصري والليبي كما أن نفوذ القاهرة في ليبيا لا يضر الجزائر في شيء وأكد ابوصير أنه لا توجد أي علاقة بين مليشيات فجر ليبيا والجزائر وان رفضها لتسليح الجيش مرده حرصها على استمرار استفادتها من النفط الليبي بحوض غدامس القريب من احواض النفط الجزائرية وتسليح الجيش الليبي يعني عودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا ومن ثم حرمان الجزائر من مورد مهم للنفط والغاز في الجنوب الليبي.
اما وزير الخارجية الليبي محمد الدايري فقال ان روسيا والصين لم ترد حتى الان على طلب الحكومة الليبية بتحديد موعد زيارة عبد الله الثني إلى موسكو وبكين خاصة وان الطلب قدم منذ اشهر واكد الدايري ان المجتمع الدولي بأكمله يطالب بوجود حكومة وحدة وطنية تجمع جميع الفرقاء الليبيين وليس بريطانيا وامريكا فقط واثنى الدايري على الدور الفرنسي ووصف فرنسا بالدولة الشقيقة وليس الصديقة فقط. وأكد الدايري، أن الموقف العربي من الأزمة الليبية هو التأييد الكامل للحكومة المؤقتة ومجلس النواب الليبي المنتخب، والجيش الوطني الليبي.
وأوضح الدايري، أن من ضمن التحديات التي واجهت الجهود الدبلوماسية الليبية، أن بلاده طالبت المجتمع الدولي برفع الحظر عن تسليح الجيش الوطني الليبي، المطلب الذي أيده جميع الأعضاء بجامعة الدول العربية، ولم تتحفظ عليه سوى دولة قطر. وأضاف الدايري: ان دول الجوار قدمت العديد من المبادرات لحل الأزمة سياسيا، وواجهت بعض التحديات بشأن تلك المبادرات المتوازنة، فكانت هناك المبادرة المصرية وجاء بعدها الجزائرية والسودانية. وأكد وزير الخارجية الليبي، أن الجهود الدبلوماسية الليبية تحظى بدعم وتأييد الشعب من خلال الأطراف الليبية بالداخل، ومن النشطاء والحقوقيين والمجتمع الدولي، وكذلك بدعم وتأييد القنصليات الليبية بالخارج.
محمد.أ