الوطن

رفض جزائري لتشكيل قوة عربية تتدخل في ليبيا

فيما استنجد مبعوث أممي بالجزائر للضغط على طرابلس

  • البعثة الأممية تعلن عن تأجيل جولة الحوار الليبي إلى أجل غير مسمى

كشف مصدر دبلوماسي أن الجزائر رفضت اقتراحاً لتشكيل قوة عربية تتدخل في ليبيا للسيطرة على الوضع والقضاء على "داعش" بعملية عسكرية برية تبدأ بعد تنفيذ عمليات قصف جوي على مواقع للتنظيمات المتطرفة هناك.

وأوضح المصدر الدبلوماسي الجزائري، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريح لوكالة "الأناضول" التركية أن "الاقتراح تضمن أن تكون القوة البرية التي تتدخل في ليبيا نواة لقوة عربية للطوارئ قادرة على التدخل السريع براً وجواً وتتكون من وحدات عسكرية مصرية وأردنية ومن دول عربية أخرى".

وحول أسباب رفض بلاده للمقترح، قال المصدر إن "الاقتراح رفض لـ 4 أسباب هي أن العقيدة العسكرية للجيش الجزائري تمنع تدخله خارج الحدود، وأن إطار تشكيل القوة العسكرية العربية غير واضح من ناحية أهداف عملية التدخل في ليبيا". أما السبب الثالث فـ"إمكانية استغلال قوة التدخل لأغراض لا علاقة لها بمكافحة الإرهاب"، فيما السبب الرابع، بحسب المصدر نفسه، هو "وجود خلاف في رؤية الدول العربية المعنية بالتدخل في ليبيا للوضع في هذا البلد وحتى في بلدان عربية أخرى".

من جهة أخرى، دعا رئيس وفد الحوار عن "المؤتمر الوطني" في طرابلس، صالح المخزوم كل الأطراف في ليبيا إلى الالتفاف حول طاولة الحوار والبعد عن أي تهديد أو أي اشتراط مسبق والتحلي بالمسؤولية والوعي بوضع البلاد ودعم مسيرة الحوار.

و أجرى برنادينو ليون المبعوث الدولي الخاص إلى ليبيا، زيارة إلى الجزائر بحث فيها مع مسؤولين، الدفع بعملية الحوار السياسي بين فرقاء ليبيا، بعدما تعطلت عجلتها إثر تعليق مجلس النواب المشاركة بالحوار، احتجاجاً على ضغوط أمريكية وبريطانية، لإشراك قادة الجماعات المسلحة وقيادات إخوانية، في الحكومة التوافقية لحل الأزمة الليبية. من جهتها أعلنت البعثة الأممية الخاصة إلى ليبيا، عن قرارها بتأجيل جولة الحوار الليبي التي كانت مقررة في المغرب ( اليوم ) الخميس، إلى أجل غير مسمى، وتم ابلاغ الاطراف الليبية المعنية بهذا القرار، وتزامن هذا مع زيارة الممثل الخاص للامين العام الأممي في ليبيا برناردينو ليون إلى الجزائر، في اطار المشاورات التي تجري بالتنسيق عدة أطراف منها دول الجوار الليبي من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي الصراع في ليبيا. 

وجاء القرار الأممي بتأجيل الجولة التي كانت مبرمجة هذا الاسبوع، في وقت تزداد الأوضاع سوءا في ليبيا بفعل الحرب الدائرة هناك بين ميليشيات موالية للحكومة في طبرق وأخرى في طرابلس، إلى جانب تحركات عناصر داعش في مدن ليبية وقيامها بعدة اعتداءات وعمليات، وكان المؤتمر الوطني الليبي العام، أعلن مساء أول أمس أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أبلغته بشكل رسمي تأجيل جولة الحوار الليبي، التي كان من المزمع عقدها ( اليوم ) الخميس في المغرب، إلى أجل غير مسمى، ولم تذكر الأمم المتحدة أسباب التأجيل لكن الظاهر أن ظروف اجراء الحوار لم تتوفر بفعل الأعمال الارهابية الأخيرة في بعض مدن ليبيا، وكان من وراءها تنظيم ( داعش ) ليبيا. وكانت وسائل إعلام ليبية نقلت عن صالح المخزوم نائب رئيس هذا البرلمان المنتهية ولايته في مؤتمر صحافي إنه "لم يتم الاتفاق بعد على الموعد القادم"، حيث دعا المخزوم " جميع المشاركين في هذا الحوار إلى استشعار هذه المسؤولية وإلى التنبه إلى خطورة المرحلة، وذلك بالتعامل الايجابي مع الحوار في كل مراحله وعدم وضع العقبات في طريقه"، على حد وصفه، يشار أن مجلس النواب الليبي المعترف به دوليا كان قد قرر " تعليق مشاركته" في الحوار الوطني، أما الممثل الخاص للامين العام الأممي في ليبيا برناردينيو، فكان أكد خلال زيارته أول أمس إلى الجزائر، على العلاقات "المتميزة" القائمة بين الجزائر والأمم المتحدة، قائلا في تصريحات صحفية أن الجزائر تبقى طرفا أساسيا في المنطقة"، وكانت الزيارة قد برمجت ضمن عملية المشاورات مع المسؤولين الجزائريين على أعلى مستوى من اجل الاستلهام من "نصائحهم" في اشارة إلى لقاء برناردينيو بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ومسؤولي الخارجية الجزائرية. هذا وكان عبد القادر مساهل الذي التقى برناردينيو أمس بمقر وزارة الخارجية الثلاثاء، إن الجزائر ملتزمة بموقفها الداعم لمسار الأمم المتحدة ومهمة المبعوث الاممي الخاص إلى ليبيا من أجل التوصل إلى حل سلمي في هذا البلد. مضيفا في السياق ثقة الحكومة الجزائرية في امكانية توصل الأمم المتحدة إلى حل سلمي قائلا : "نبقى متفائلين فيما يخص التوصل إلى حل سلمي للازمة الليبية عن طريق التفاوض". 

محمد.أ/ م. ح

من نفس القسم الوطن