الوطن

السلطة تزيد في حجم امتداد المعارضة

شرطة مكافحة الشغب طوقت العاصمة لمنع وقفات المعارضة وحماية احتفالات الموالاة

 

  • الأمن يعتقل العشرات من المحتجين ضدّ استغلال الغاز الصخري

رغم الحضور الضئيل جدا للشعب، ورفضه التعاطي مع أجندة عمل تيار المعارضة الذي" سيس" مطالب اجتماعية لسكان الجنوب الرافضين لاستغلال الغاز الصخري في ذكرى تأميم المحروقات، إلا أن تعامل الشرطة مع الرافضين لأجندة عمل السلطة سيزيد من شعبية وامتداد المعارضة ويطيل في عمرها حتى وإن كانت لا تلقى الإجماع حولها، ولعل أبرز ما ميز الوقفات الاحتجاجية التي شهدتها ساحات العاصمة أمس في حراك الرفض الذي دعت إليه المعارضة المشكلة للتنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي وهيئة التشاور هو الحضور الرمزي لقادّة تيار المعارضة يتقدمهم رؤساء الحكومات السابقين أحمد بن بيتور وعلي بن فليس مرورا برموز التيار الاسلامي الشيخ علي بلحاج، والشيخ عبد الله جاب الله وقيادات التيارات السياسية الأخرى ويأتي قادّة التجمع الوطني من أجل الثقافة والديمقراطية وجيل جديد في طليعة هذه الأحزاب التي خرجت لتقف في الذكرى الـ 44 لتأميم المحروقات لتطالب بتأميم الجزائر مما وصفوه بـ" النظام غير الشرعي"، وغير بعيد عن حراك المعارضة الذي كانت ساحة موريس أودان مسرحا له، كانت الموالاة تحتفي بالذكرى أمام ساحة البريد المركزي الذي طوقت في الساعات الأولى من صباح أمس لمنع تسلل" المعارضة" وأنصارها إليها، وطوقت غالبية الشوارع المؤدية لساحة البريد المركزي في صورة أعطت الانطباع بأن" المعارضة" تلقى اجماعا شعبيا حولها بالرغم من أن الحقيقة عكس ذلك تماما، وحاول قادّة المعارضة الذين شاركوا في وقفات رمزية تنديدا بسياسة" القمع" وسياسة" البيع" التي تنتهجها الحكومة على حساب رغبات الشعب ومؤسسات الدولة أن يستثمروا في الطوق الأمني الذي فرضته وحدات مكافحة الشغب، وأسلاك الأمن المتعددة التي نزلت للعاصمة لأطير حراك المعارضة بالتأكيد على" وجود دعم شعبي له" يقابله" قمع من قبل السلطة والنظام القائم حاليا"، هذا ولم يخل حراك أمس من الاعتقالات التي ميزت السنتين الماضيين في حراك الشارع حيث اعتقلت الشرطة العشرات من المواطنين يتقدمهم صحافيون كانوا يؤدون واجبهم المهني فقط.

أخفقت السلطة من خلال توجيهاتها للقائمين على مختلف الأسلاك الأمنية التي كلفت بتأطير حراك المعارضة، أمس في " إجهاض تيار المعارضة" وسيدفع التكثيف الأمني الذي شهدته شوارع العاصمة في الساعات الأولى من صباح أمس في إعطاء صورة على أن حراك المعارضة يلقى الاجماع الشعبي حوله لدى الجزائريين، وأن نزول المعارضة للشارع من شأنه أن يشكل" خطرا" على تيار الموالاة، وأعطى تعامل الشرطة وأعوان مكافحة الشغب لوقفة أحزاب المعارضة في شوارع العاصمة معنى لأجندة هؤلاء كما منحهم الصدى الإعلامي الوطني والدولي الذي كان هؤلاء يبحثون عنه طوال حراكهم السابق الذي جسد ميدانيا بعد اعتلاء عبد العزيز بوتفليقة لسدّة الحكم لولاية رابعة بعد رئاسيات أفريل الفارط، ورأى المتابعون بأن تصرف السلطة مع حراك المعارضة بهذه الصورة سيعطي الانطباع بأن الرأي العام متجاوب مع الأحزاب التي تشكل قطب المعارضة حتى وإن كانت القرائن والدلائل تشير إلى عكس ذلك، ولكن سوء تقدير السلطة والأجهزة الأمنية لهذا الحراك جعلها تقع في فخ المعارضة الذي أرادت احتواء الشارع ونجحت فيه إلى حدّ كبير في حراكها أمس الذي كان يحمل أبعادا سياسية وهو ما ميز خطابات وتسريحات قيادات هذا التيار أمام مرأى العشرات من الجزائريين سواء الذين أيدوا حراك هؤلاء أو الذين دفع بهم الفضول إلى التواجد بالقرب من حراك المعارضة أمس بالعاصمة.

تجاوب شعبي كبير مع انتفاضة الجنوب ضدّ قرار استغلال الغاز الصخري عبر ولايات الوطن وخارجه !

هذا وشهدت غالبية المدن الجزائرية، وعدّة عواصم أوروبية كفرنسا تنديدا شعبيا وتضامنا كبيرا مع سكان أهل الجنوب، حيث انتفض الجزائريون ضدّ أجندة عمل الحكومة فيما يتعلق بالغاز الصخري الذي تريد أن تستثمر فيه في السنوات القادمة، وبالرغم من سلمية الوقفات التي عاشتها غالبية المدن الجزائرية، على غرار المدن الجنوبية، سكيكدة، بومرداس، بجاية، تبسة، سطيف، متليلي، باتنة، إلا أن الاعتقالات طالت عدد من المحتجين، بينما كان تسليط الضوء على الحراك الذي ميز العواصم الأوروبية من خلال نواب المعارضة عن الجالية وبعض المغتربين هناك حيث تجمهر العشرات منهم للتمديد بقرار استغلال الغاز الصخري في الجنوب الجزائري.

نكاز يسلط الضوء على شركة توتال المكلفة باستغلال الغاز الصخري في عين صالح من فرنسا !

اختار الناشط السياسي رشيد نكاز أن يسلط الضوء على شركة توتال الفرنسية التي كلفت باستغلال الغاز الصخري في عين صالح بالجنوب الجزائري، وهو ما سبق وأن أعلنت عليه المؤسسة في موقعها الرسمي قبل أسابيع، حيث أكد نكاز في وقفته أمس أمام مقر " لا ديفونس"، على الأخطار التي يحملها استغلال الغاز الصخري على البيئة وهو ما تؤكد عليه تقارير خبراء دوليين،  هذا وأعلن نكاز من هناك عن اعتزامه القيام بمسيرة من منطقة عين صالح، إلى الجزائر العاصمة وذلك بداية من تاريخ الـ  21 مارس الداخل.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن