الوطن

غياب الجامعة الجزائرية عن التأثير في الشأن العام... خيار سلطوي... أم تخندقات نخب ؟!

"الرائد" تستقصي أراء أساتذة وباحثين حول تراجع دور الجامعة و تحولها إلى مؤسسة تلقين وتكوين

 

لطالما كانت الجامعة الجزائرية خلال مراحل تاريخية خلت بمثابة المؤطر والموجه الرئيسي للحركة السياسية، الاجتماعية والاقتصادية للجزائر. كيف لا وهي التي تورد لمؤسسات الدولة إطاراتها وتمتلك نخبة الطاقة الشبانية، لكن كل هذا كان في الماضي فواقع الجامعة الجزائرية الآن مختلف تماما عما كان عليه، فهذه الأخيرة شبه غائبة عن المشهد العام في الجزائر ومنذ سنوات، ما جعلها تتحول من مؤسسة تنتج المعرفة التي من شأنها أن توجه القرار السياسي والاقتصادي والإجتماعي في البلاد، إلى جامعة تعليم وفقط. وحتى هذا الأخير لم يعد بالمستوى المطلوب. وقد حققت الجامعة الجزائرية خلال آخر تصنيف لأحسن الجامعات في العالم تقدما طفيفا كان جد مهم بالنسبة للوزارة الوصية حتى تستعرض عضلاتها وتبرز المجهودات التي تبذلها في سبيل تطوير وترقية هذه المؤسسة، خاصة أن الجامعة الجزائرية ومنذ سنوات كانت إما غائبة عن هذه التصنيفات أو في ذيل الترتيب، لكن حتى وإن تقدمت الجامعة الجزائرية بعض المراتب فيما يخص المستوى التعليمي تبقى متأخرة آلاف الأميال فيما يخص المشاركة والتأثير في الشأن العام. ولعل ما مرت وتمر به الجزائر من أحداث متسارعة كالوضع الأمني على الحدود والوضع الإقتصادي المتأزم بسبب انخفاض أسعار النفط وكذلك ملف الغاز الصخري المثير للجدل خير دليل على الغياب شبه التام للجامعة.

 

من نفس القسم الوطن