الوطن

الشارع في مواجهة جبهتي الموالاة والمعارضة

الطرفان أخفقا أكثر من مرّة في توظيفه لصالح أجندة عملهم

  • محللون سياسيون: الشارع استقال من اللعبة السياسية

ستكون الفرصة اليوم، مفتوحة أمام طرفي الصراع حول السلطة "موالاة ومعارضة "، للتواجه فيما بينهم حول من الأحق بتوظيف الشارع لأجندة عمله، ومن يلقى الإجماع حول المشروع السياسي الذي يرافع له، وستكون المواجهة بالعاصمة وولاية ورقلة محط أنظار العديد من المراقبين على اعتبار أن المعارضة قررت أن تتواجد فيه لترفع شعارات" الرفض" في وجه أجندة عمل السلطة بالعاصمة وعدد من الولايات الأخرى خاصة ورقلة التي ستشهد على غرار العاصمة حراكا بين أنصار الطرفين على خلفية زيارة سيقوم بها المكلف بالجهاز التنفيذي عبد المالك سلال إلى الولاية التي تشهد بدورها حراكا للمعارضة منذ أسابيع، وسيكون الفصل في نهاية المطاف لصالح كلمة الشعب ورغبته الذي يؤكد مراقبون ومحللون سياسيون على أنه قرر الاستقالة من العملية السياسية واللعبة التي تريد المعارضة والسلطة جره إليها، وبين هذا وذاك تتجه أنظار الجزائريين اليوم والمتابعين للشأن السياسي عندنا صوب المعارضة والنظر في قدرتها على التعبئة الشعبية لصفها بينما لن تجد أحزاب الموالاة التي سوف تصطف تباعا بعدد من ولايات الوطن للدفاع عن " احتفالية" تكون قد قررت السلطة إقامتها للتشويش على المعارضة التي ستنزل إلى الشارع سواء بالعاصمة التي تكفل والي الولاية عبد القادر زوخ بالتحضير لـ" كرنفال" ينطلق من أمام مقر الولاية يجوب عدد من شوارع العاصمة بينما تضرب المعارضة وقادة التنسيقية وهيئة التشاور موعدا ظهر اليوم أمام البريد المركزي لرفع لافتات" الرفض" لمشروع الهروب بالجزائر، كما ستكون ولاية ورقلة التي تشهد هي بدورها حراكا منذ أسابيع في الشارع الرافض لعمل الحكومة وأجندته سواء تلك المتعلقة بالغاز الصخري أو بقرارات أخرى تهم قطاع الشباب الباحث عن فرص عمل في قلب إعصار اسمه" الشارع".


سلال وسيدي السعيد وسعداني لتأميم" الاحتفالية" !

 

ينزل الوزير الأول عبد المالك سلال، رفقة الأمين العام للمركزية النقابية في زيارة رسمية اليوم إلى كل من ولايتي ورقلة ووهران بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات، بينما تكفل الحزب العتيد وقياداته على التأميم السياسي للمناسبة من خلال تصريحات سيدلي بها الأمين العام للحزب عمار سعداني من ولاية عنابة اليوم للردّ على المعارضة التي ستتحرك بدورها في الشارع لانتقاد أنجدة عمل الموالاة، وتكتسي هذه الخرجة لطرفي المعادلة السياسية في الجزائر" طعم التحدي" على اعتبار أن كل طرف يحاول أن يحشد الشعب إلى صفه ويوظف الشارع لأجندة عمله.


بينما ستحرص المركزية النقابية المعنية بالدرجة الأولى بالاحتفالية التي تتزامن مع ذكرى تأسيسها أيضا، لتحشد الطبقة الشغيلة لصف المعارضة بالرغم من أن هذه الأخيرة تكون قد خذلت من الحكومة التي ترفض لحدّ الساعة تطبيق قرارات الثلاثية الأخيرة خاصة ما تعلق بتطبيق نص المادّة 87 مكرر من قانون العمل التي تم التخلي عنها بصفة نهائية، وسيستثمر أمين عام المركزية عبد المجيد سيدي السعيد في ظهوره اليوم لتجديد الولاء لأجندة عمل السلطة وتأكيد انصهار الاتحاد العام للعمال الجزائريين في مخطط عمل الحكومة ودعم برنامج رئيس الجمهورية.


وبما أن السائد العام لدى الجزائريين يكون قد أثبت مع مرور الوقت بأن الحكومة تخضع لقرارات" الصوت العالي" سيحاول سيدي السعيد توظيف هذه المسألة لصف الحكومة، وحشد المواطنين لصف الموالاة وثنييهم عن الوقوف في الشارع لتأييد مشروع التغيير الذي ترافع له المعارضة.

محللون سياسيون: الشارع استقال من اللعبة السياسية


ويرى محللون سياسيون في ردهم على سؤال حول تداعيات وأسباب اللجوء إلى الشارع من قبل أطراف المعارضة وحتى الموالاة، والنتائج المتوقعة من هكذا حراك قد يدفع إلى" التصادم" خاصة فيما يتعلق بالعاصمة وولاية ورقلة التي ستكون مصرحا لأنصار المعارضة والموالاة اليوم، قال المحلل السياسي والناشط البارز سليم قلالة بأن الشارع يكون قد استقال من اللعبة السياسية ولم يعد يؤمن بأجندة عمل أي طرف، وأشار المتحدث في سياق متصل إلى أن الشارع أصبح يترقب الفعل وردّت الفعل سواء من أطراف الموالاة أو المعارضة على اعتبار أن كلا الطرفين عاجزين على جعله الرقم واحد في معادلة التغيير التي يطمحون لها.




خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن