الوطن

الأنفلونزا القاتلة لم تتراجع... وأطباء يدقون ناقوس الخطر

27 حالة وفاة منذ بداية السنة الجديدة بحسب وزارة الصحة

 

 

المجلس الوطني لعمادة الأطباء يحذر المسنين والأطفال وأصحاب الامراض المزمنة، حيرة كبيرة هي التي يعيشها الشارع الجزائري في الاشهر الاخيرة بسبب الانتشار الواسع للأنفلونزا الغامضة التي تسببت في وفاة 27 شخصا بحسب وزارة الصحة منذ بداية العام الجديد، حيث لم يتعود الجزائريون ان يسمعوا عن وفاة بسبب الانفلونزا، والتي يصاب بها اكثر من 5 ملايين شخص في السنة على الاقل لكن دون ان تقتل او حتى ان تطرح المريض فراشا، وهو ما جعل المواطن يطرح العديد من الاسئلة بخصوص هذه الانفلونزا واذا ما كانت حقا انفلونزا موسمية عادية ام انفلونزا من نوع آخر. تتضارب العديد من المصادر بخصوص هذه الانفلونزا وعن اسبابها وحتى عن اعراضها، وكيفية الوقاية منها، حيث ان الوزارة الوصية اكدت مرارا وتكرار على ان الحالات التي تم معاينتها هي مجرد انفلونزا موسمية عادية لكنها حادة ومميتة في بعض الاحيان، مرجعة في ذلك اسباب الاصابة بها إلى التقلبات الجوية وعدم اتخاذ اساليب الوقاية والحماية اللازمة، من جهة اخرى يطرح المواطن سؤال يعد منطقيا وهو ان الانفلونزا عادة ما تصيب غالبية الناس لكنها لا تؤدي إلى وفاتهم وهو ما حدث فعلا وبحسب ارقام وزارة الصحة ذاتها والتي قالت ان الانفلونزا تسببت في قتل اكثر من 27 شخص في 2015 فقط اي خلال الشهرين الأخيرين، وهذا ما يجعل فرضية ان الفيروس ليس فيروس انفلونزا عادية بل انفلونزا اخرى قاتلة او انفلونزا الخنازير والمعروف (أش 1أن1) تتأكد، وبرغم من ذلك فإن نتائج معهد باستور الاخيرة والخاصة بالكشف عن عشرات الحالات المشكوك فيها مؤخرا ظهرت سلبية في الوقت الحالي دون تسجيل أي حالات جديدة لفيروس (أش 1 أن 1)، حيث أوضحت ذات التقارير أن كل الذين تم اقتطاع عينات من دمهم لا يحملون الفيروس الخطير. 

أطباء يؤكدون أن هذه الأنفلونزا تتميز بتدميرها للجهاز المناعي للمصاب 

من جهة اخرى اكد اطباء مختصون ان هذه الانفلونزا تتميز بتدمير الجهاز المناعي للمصاب وسرعة العدوى، وهو ما شهدته فعلا مصالح الاستعجالات في مختلف ولايات الوطن، أين استقبلت حالات لمصابين من مختلف الأعمار تلقفتهم الوفاة في مدة قصيرة بعد إصابتهم بأنفلونزا حادة، خاصة وأن الأعراض اشارت إلى أنفلونزا من نوع آخر أكثر خطورة تتعلق بأنفلونزا الخنازير، وهو ما تناقلته وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية مؤخرا، في حين قال آخرون أنها تتعلق بالأنفلونزا الموسمية، وأمام تضارب وتخوف الأطباء حول نوعية الأنفلونزا التي تجتاح الجزائر هذه الأيام، أعلنت وزارة الصحة حالة الطوارئ بولاية تيزي وزو مؤخرا للتحقيق في طبيعة الحالات المسجلة. 

المجلس الوطني لعمادة الأطباء يحذر المسنين والأطفال... 

هذا وكان قد حذر في وقت سابق رئيس المجلس الوطني لعمادة الأطباء الجزائريين، محمد بقاط، المسنين والمصابين بأمراض مزمنة من خطورة الأنفلونزا الموسمية ودعاهم إلى ضرورة الخضوع للاستشارة الطبية بمجرد ظهور الأعراض تفاديا لأي مشاكل أو تعقيدات صحية على الحالة المصابة، وأردف بركاني أن التغير المناخي الذي تعيشه الجزائر في هذه السنة غير من طبيعة الفيروس وزاد من خطورته زيادة على عدم اهتمام المواطنين والتزامهم باللقاح الموسمي في الآجال والمواقيت المحددة نظرا لاعتدال المناخ وهو ما شجعهم على تأخير اللقاح إلى غاية أواخر شهر نوفمبر وديسمبر، وأفاد رئيس عمادة الأطباء أن أعراض الأنفلونزا غير العادية والتي تشكل خطرا على الصحة العامة بإمكان المواطنين التعرف عليها، فعلى الرغم من تشابهها مع الأنفلونزا العادية، إلا أن أعراضها تكون أكثر حدة من خلال ارتفاع درجة الحرارة عن المعدل العادي ومعاناة من ضعف عام وشلل في العضلات مع السعال مما ينبئ بخطورة الوضعية الصحية وضرورة التوجه إلى مختص لتناول العلاج المناسب. 

مراد.ب

من نفس القسم الوطن