الوطن
بن صالح يرافع عن إنجازاته ويحذر المعارضة من الشارع
ردا على محيط بوتفليقة الذين قللوا من مردودية الأرندي مؤخرا
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 فيفري 2015
- الدستور هو الوثيقة القادرة على تقديم "الإضافة المنشودة"
وجد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، عبد القادر بن صالح، في إحياء الذكرى الـ 18 لتأسيس الحزب للردّ على الأصوات التي شككت في قدرته على تسيير حزب يعتبر ثاني تيار سياسي يدافع عن أجندة السلطة وفي مقدمتها أجندة رئيس الجمهورية، وهو التيار المقرب من عبد العزيز بوتفليقة الذي انتقدوا عمله وقللوا من مردودية الأرندي بعد اعتلاء بن صالح سدّة الأمانة العام خلفا للمستقبل أحمد أويحيى، كما وجد في خروجه مع بداية العد العكسي لحراك المعارضة في الشارع الجزائري المرتقب الثلاثاء القادم، فرصّة للردّ على هؤلاء وتحذيرهم من مخاطر النزول إلى الشارع. واعتبر الرجل الثاني في الدولة مبادرة جبهة القوى الاشتراكية الرامي لبناء اجماع وطني بين الموالاة والمعارضة بعيدة عن النجاح إن لم تدعمها السلطة، ونصح الأفافاس بضرورة الانخراط في " رعاية مؤسسات الدولة الشرعية" إن أرادت المضي قدما فيها، ووضع المتحدث المبادرات السياسية جميعا في خانة اللاحدث والغير قادرة على تقديم الإضافة عدا وثيقة الدستور ومراجعته المرتقبة التي قال بأنها قادرة على تقديم الاضافة المنشودة.
قال عبد القادر بن صالح، أمس في تجمع شعبي نظمه لإطارات حزبه بمدينة معسكر بالغرب الجزائري، احتفاء بالذكرى الـ 18 لتأسيس الحزب، أن حزبه خرج من مؤتمره الرابع "أكثر قوة وأشد انسجاما بفضل أجواء اللقاء والتحاور التي سادته"، ودعا منتخبي حزبه إلى عدم الالتفات إلى "بعض الحملات التي تحاول الإساءة إلى الحزب والإيحاء بأنه يعيش أزمة رغم أنه خرج من مؤتمره الرابع أكثر قوة وأشد انسجاما بفضل أجواء اللقاء والتحاور التي سادته وساهمت في تذويب الجليد بين كافة الإطارات"، وهي الأصوات التي تعبر عن وجهة نظر أطراف مقربة من رئيس الجمهورية ومحيطه الأول، ولم يتوقف بن صالح عند هذا الحدّ بل خاطب هؤلاء بالقول: "الحزب يعيش في انسجام كامل بين أبنائه واستقرارا في هياكله وتجاوز أوضاعه الخاصة".
وأبرز المتحدث في سياق متصل، المحاور الكبرى التي يناضل لأجلها الأرنمدي حيث قال " الأرندي كان ولا يزال وسيبقى مكونا أصيلا في الجدار الوطني المدافع والواقي للجزائر، حيث لم ينقطع عن القيام بواجبه اتجاه الوطن في كل المواعيد والاستحقاقات وكان إلى جانب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ البداية ولا يزال تحقيقا لهدف واحد وهو خدمة الجزائر وفقط" وذكر بالمناسبة بالظروف "الصعبة" التي تأسس فيها التجمع الوطني الديمقراطي والتي جاءت في فترة عصيبة عرفتها الجزائر في التسعينات، ولفت بالمناسبة إلى أن تلك الفترة كانت" فترة مؤامرة وعنف" وتم مواجهتها بجهود وتضحيات كافة الرجال والنساء الذين لم يتأخروا عن تأدية الواجب وفي مقدمتهم قوات الجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن والمقاومون وبالطبع أبناء عائلة التجمع الوطني الديمقراطي الذين لبوا من البداية نداء الوطن ونداء الحزب وكانوا في الموعد وفي المقدمة.
وعن مبادرة جبهة القوى الاشتراكية الرامية لبناء اجماع وطني، قال المتحدث بأن مبادرة جبهة القوى الاشتراكية حول ندوة الإجماع الوطني " لا توفر شروط نجاحها"، وأشار المتحدث إلى أن "أي مبادرة لا يمكنها أن تتحقق ويتحقق النجاح لها بعيدا عن رعاية المؤسسات الشرعية للدولة، وما لم تتول هي الإشراف عليها بنفسها"، وهو ما يشبه تصريح مسبق" بفشل مسعى الأفافاس" الرامي لجعل نفسيه وسيطا بين السلطة والمعارضة، حيث أكد بن صالح على صعوبة تحقيق هذا المسعى داعيا إياه بالمقابل إلى جعل مبادرته تحت رعاية السلطة، وذكر المتحدث في سياق متصل بأن تشكيلة حزبه السياسية تكون قد استقبلت مرتين قيادة جبهة القوى الاشتراكية وطرح خلال اللقاءين العديد من الأسئلة على ضيوفه، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات تمت "دون أن تتوضح له الرؤية بما فيه الكفاية من ردود قيادة الأفافاس"، وأضاف أن "أسئلة أخرى عديدة تطرح الآن وستطرح مستقبلا وتبقى بدون إجابة بالنظر للتعقيدات التي تبرز تناقضات الطبقة السياسية، الأمر الذي يرهن مستقبل المبادرة".
أما بخصوص المبادرات التي يؤمن بأهدافها التجمع الوطني الديمقراطي، فقد قال بأنها تتعلق بمبادرة رئيس الجمهورية المتمثلة في الدستور وقال بهذا الخصوص:" التجمع الوطني الديمقراطي انخرط في مبادرة رئيس الجمهورية الداعية إلى مراجعة الدستور باعتباره الخيار الأنسب لمعالجة مشاكل البلاد"، مشيرا إلى أن حزبه يرى أن جميع المبادرات المطروحة في الساحة "لا تأتي بجديد ولا تقدم الإضافة أكثر من تلك التي تقدمها المراجعة الدستورية المرتقبة"، وهو إعلان مسبق منه برفض الانخراط في أي مبادرات أخرى حتى ولو تعلقت بأطراف من الموالاة كالتي أطلقها قبل فترة الأمين العام للأفلان عمار سعداني. أما بخصوص الحراك المرتقب يوم الثلاثاء القادم من قبل أطراف سياسية محسوبة على تيار المعارضة والتي تستغل مسألة استغلال الغاز الصخري لحراك سياسي، فقد حذر المتحدث من مغبة هذا الحراك مشيرا إلى أنّ "محاولة المعارضة الاستثمار في مطالب سكان الجنوب واستغلال الظرف الاقتصادي الحالي لن يفيد، لأن الجزائريات والجزائريين تلقحوا من التجارب المرة التي عرفتها البلاد وهم يعرفون أين هي مصلحتهم ومصلحة البلاد ولن تنطلي عليهم النوايا الحقيقية لأصحاب دعوات الفوضى وأنهم جاهزون للدفاع عن الجزائر واستقرارها"، واتهم المعارضة بأنها تعيش حالة من الارتباك الذي يستوجب الحذر منه والحيطة، خاصة وأن في خطاباتها" تحريض ودعوة إلى النزول إلى الشارع التي من شأنها أن تؤدي إلى الفوضى وتهديد الاستقرار"، أما سكان الجنوب فقد وجه لهم رسائل طمأنة داعيا إليهم إلى ضرورة الحوار لتبديد أي مخاوف قد تنجر عن استغلال الغاز الصخري الذي أيده لكونه.
خولة بوشويشي