الوطن

الإضراب المفتوح... هل سيعجل بنهاية عهد بن غبريط؟!

الأساتذة يلبون نداء الكناباست و80 بالمائة نسبة الاستجابة في الطور الثانوي

 

جبهتان ساخنتان تصارع ضد الوزيرة وتضع طريقة تسييرها على المحك 

 

يبدو أن وزيرة التربية نورية بن غبريط لن تتمكن من المكوث في منصبها طويلا ليتسنى لها حل مشاكل القطاع في غضون خمسة سنوات، حيث بدأ فصل جديد من التوتر في قطاع التربية بدخول أساتذة الأطوار الثلاثة ابتدائي، متوسط وثانوي في إضراب مفتوح أمس استجابة لدعوة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية (ابتدائي، متوسط، ثانوي) "الكنابست " لإجبار الوصاية للاستجابة لجملة من المطالب سبق للنقابة أن رفعتها في العديد من المناسبات، وقدرت نقابة الكناباست نسبة الإستجابة في الطور الثانوي بـ80 بالمائة بينما تراوحت بين 20 إلى 50 بالمائة في الطور المتوسط وبين 5 و35 بالمائة في الطور الإبتدائي.

 

لا يزال الاضطراب يميز قطاع التربية فرغم تطمينات الوزيرة بن غبريط شركائها الاجتماعيين وتأكيدها لهم أن قادرة على حل جميع المشاكل إذ توفر لها الوقت الكافي الذي حددته بخمس سنوات إلا أن النقابات وضعت تسيير الوزيرة لقطاعها على المحك، عندما فضلت خيار الاحتجاج بما أن المطالب المرفوعة هي بنود تم الإتفاق عليها في محاضر مشتركة بين الطرفين لكنها لم تجد طريق للتسوية وهو ما خلق وضع لا ينذر بالخير خاصة وأن "الكناباست" ليس وحده من دعا ودخل في إضراب، فالتكتل النقابي الذي يضم سبعة نقابات مستقلة في القطاع هو الاخر يهدد بالدخول في حركة احتجاجية طويلة المدي إذ بقي الوضع على حاله فيما يخض المطالب المرفوعة. كل هذا يذكر المتتبعين بسيناريوهات سابقة بدأت في ذات التوقيت الحالي للسنوات الدراسية الماضية وكادت أن تنتهي بسنة بيضاء وخروج التلاميذ للشارع في احتجاجات للمطالبة بالعتبة التي ألغيت هذه السنة لكن الإضراب قد يعيدها للساحة بما أن التلميذ ليس عنصر حيادي في القضية خاصة وأن الإضراب الذي دخل فيه الأساتذة أمس هو إضراب مفتوح سيتسبب إن طال في تضييع كم هائل من الدروس على التلاميذ خاصة طلبة "البيام" والبكالوريا، الذين قد يدخلون في إضراب بدورهم بعد انتهاء إضراب الأساتذة، كما حدث الموسم الماضي.

"الكناباست": لم نفصل في حضور اجتماع الغد بعد والإضراب متواصل 

وفي هذا الصدد أكد أمس المكلف بالإعلام على مستوى "الكناباست" في اتصال هاتفي مع الرائد أن الإضراب الذي دعت له النقابة عرف استجابة واسعة من طرف القواعد العمالية خاصة في الطور الثانوي حيث قدر نسبة الاستجابة في الطور الثانوي بـ80 بالمائة بينما تراوحت بين 20 إلى 50 بالمائة في الطور المتوسط وبين 5 و35 بالمائة في الطور الإبتدائي، كما أكد بوديبة بخصوص الدعوة التي تلقته نقابته لحضور اجتماع تشاوري مع وزيرة التربية غدا الاربعاء أن النقابة لم تفصل بعد في حضور الاجتماع من عدمه مضيفا أن الإضراب لن يتوقف إلا في حال الإستجابة الفورية والمضمونة لكل المطالب المرفوعة، هذا ويصف "الكناباست" تعامل وزارة التربية مع ملفهم بالفاشل وغير المجدي بسبب عدم تقديم ضمانات رسمية وإجابات جادة على انشغالات الأساتذة، حيث لم يسفر أخر اجتماع للنقابة المضربة مع مدير الديوان ومستشار وزارة التربية والمفتش العام على أي نتيجة، كما لم يتمكن الطرفان من الوصول إلى قرار ايجابي يمنع الحركات الاحتجاجية والإضرابات التي سيعرفها قطاع التربية، وهو ما جعل التنظيم النقابي يرفض دعوات الوزارة إلى تجميد الإضراب، بالنظر إلى انه لم يتم تقدم أية مستجدات بخصوص نقاط الخلاف، وبقيت في خانة الوعود لا أكثر، في ظل انتقاد شديد لمقترح تسوية ملف القانون الخاص الصادر عن وزيرة التربية نورية ببن غبريط، الذي يفيد ان الملف لن يعاد تعديله إلى بحلول 2020، على ان تخصص فترة الخمس سنوات للمناقشة واقتراح التعديلات التي ستدخل فيه، حيث رفض "الكنابست" ذلك، وترفضه مختلف الاسرة التربوية باعتبار ان هذه الفترة طويلة جدا وأغلبية المعنيين بالترقيات سيخرجون للتقاعد. وهي القطرة التي أفاضت الكأس، وجعلت الكناباست تتجاوز وزيرة التربية لتدعو بتدخل الحكومة وعلى رأسها الوزير الأول عبد المالك سلال من أجل إيجاد مخرج للصراع الطاحن بين الطرفين، كما تطالب "الكناباست" بـ" الترقية الآلية حتى تسوية الإختلالات الناجمة عن تطبيقات القانون الخاص إضافة إلى استرجاع مناصب الترقية المحولة واستحداث مناصب مالية جديدة للترقية وفق الاحتياج الميداني، ورد الاعتبار للموصوفين بالآيلين للزوال بإدماجهم بدون شروط في الرتب القاعدية والمستحدثة على أساس الأقدمية المكتسبة في الرتب الأصلية وبحصولهم على الأثر المالي الرجعي بداية من 3 جوان 2012 وحل الإشكالات التي رافقت المرسوم 12/240". وتمسكت "الكنابست" في المقابل بالمطالب المدونة في المحاضر السابقة (منحة تعويض المنطقة – تطبيق قوانين طب العمل – ملف السكن – التقاعد بعد 25 سنة خدمة فعلية - تنصيب اللجنة الحكومية المكلفة بجرد ممتلكات وأموال الخدمات الاجتماعية)، واحتساب سنوات الخدمة الوطنية في التقاعد وسنوات الدراسة في المدارس العليا والمعاهد التكنولوجية، إضافة إلى احتساب امتياز الجنوب في التقاعد.

سبع نقابات مجتمعة تدرس خيار الإضراب المفتوح

من جهة أخرى وعلى الجهة المقابلة من الصراع الدائر بقطاع التربية عقد النقابات السبعة المنضوية تحت لواء التكتل النقابي مجالس وطنية وولائية بداية من هذا الأسبوع لبحث سبل تصعيد الحركات الاحتجاجية قبل مناقشتها في اجتماع حدد ليوم الخميس 19 فيفري، بين أطراف التكتل، وفي المقابل سارعت وزيرة التربية نورية بن غبريط لاحتواء الوضع باستدعاء الشركاء للنقاش غدا الأربعاء لبحث الصلح خاصة وأن فتح جبهة ساخنة ثانية بالنسبة لبن غبريط في هذه الأثناء يعتبر بمثابة مجازفة حقيقة قد تطيح بالوزيرة خاصة في ظل الحديث عن تعديل وزاري في المرحلة المقبلة.

وأكد تكتل نقابات التربية نجاح الإضراب الذي نظم الأسبوع الماضي، 10 و11 فيفري رغم محاولات مصالح الوزير بن غبريط إفشاله وتقزيمه بكل السبل، ودعا الأسرة التربوية التجند والاستعداد لأي موقف مستجد الذي من المحتمل أن يكون الإضراب المفتوح.

بن غبريط تكتفي بالحوار والوعود 

موقف بن غبريط من جهتها كان استفزازي بالنسبة للكثير من النقابات حيث اكتفت الوزيرة بالتأكيد أن "المفاوضات مع الشركاء من نقابات قطاع التربية والموظفين مستمرة دون انقطاع ولن تنقطع أبدا"، وأضافت بن غبريط في هذا السياق أن "أبواب وزارة التربية الوطنية مفتوحة ونحاول بالحوار ايجاد حلول للمشاكل" لكن لابد كما قالت من "توفر نية صادقة لدى الطرفين لحل هذه المشاكل"، مضفية أنها تحتاج خمسة سنوات لحل مشاكل القطاع وانها لا تملك لا عصا سحرية ولا خاتم سليمان وهي التصريحات التي لم تهضمها النقابات وردت بالقول أن النية الصافية للوزيرة لا تسمن ولا تغني من جوع بالنسبة للأساتذة وأن الحوار والنقاش دون نتائج ملموسة على ارض الواقع لا جدوى منه، ليبقي الإضراب والإضراب والإضراب هو الحل الانجع حاليا بالنسبة للنقابات.

س.زموش

من نفس القسم الوطن