الوطن

بومدين قاد وساطة بين القذافي والسادات في 77

بعد هجوم السيسي على أراضي ليبية.. الوضع إلى التعفن.. والتاريخ يكشف

 

يعيد مشهد تنفيذ الجيش المصري غارات مركزة ومحددة على مواقع لتنظيم "داعش" على الاراضي المصرية سيناريو وقع عام 77 أدى إلى تأزم الاوضاع ولم ينتهي إلا بتدخل الرئيس الراحل هواري بومدين.

وشنت الطائرات المصرية ضرب مدينة درنة الليبية في مشاهد مناوشات الايام الاربعة التي هاجم فيها الجيش المصري القوات الليبية على الحدود مع مصر حيث يشير التاريخ إلى هجوم القذافي على الرئيس الاسبق انور السادات بسبب كامب ديفيد. وهاجمت 3 فرق مصرية الحدود الليبية وأسفرت الهجمات عن قتل 400 ليبي وما يقارب 100 مصري. تدخل ياسر عرفات والرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين وأوقفوا اشتعال الاوضاع بين البلدين العربيين. وكانت مناوشات حدودية قصيرة الأمد بين مصر وليبيا في جويلية 1977. حيث تزايدت التوترات بين البلدين في أبريل وماي من نفس العام. حيث هاجم متظاهرون الممثليات الدبلوماسية الليبية الحدود المصرية. وفي جوان 1977 أمر العقيد القذافي نحو 225000 مصري يعملون في ليبيا بمغادرة البلاد وذلك بحلول الأول من مارس وإلاَ واجهوا الاعتقال. في 21 جويلية 1977 بدأت معارك بأسلحة نارية بين القوات المتواجدة على الحدود بين البلدين، أتبعت بهجمات برية وجوية على الجانبين. وتم التوافق على وقف لإطلاق النار بين الجانبين في 24 جويلية نظمت من قبل الرئيس الجزائري الرّاحل هواري بومدين. وكانت شرارة المناوشات "مسيرة نحو القاهرة" قوامها آلاف المتظاهرين الليبيين تجاه الحدود المصرية يوم 20 جوان 1977، وذلك بإيعاز من حكومتهم التي لم يرق لها التقارب الدبلوماسي بين مصر وإسرائيل الذي بدت بوادره في ذلك الوقت، فكانت دعوى نظام الليبي السابق معمر القذافي إلى مسيرة لإسقاط الحدود التي يراها معيقة لنهضة الشعوب العربية واتحادها، وذلك بتحفيز وحدة شعبية عروبية بين البلدين على نهج جمال عبد الناصر الذي رأى القذافي أن الرئيس المصري أنور السادات قد فارقه، ظانا أن الشعب المصري سيستجيب بدوره بسبب ما رآه تذمرا شعبيا من عزم السادات على التصالح مع إسرائيل. عندما أوقف حرس الحدود المصريين مسيرة المتظاهرين بشكل سلمي أطلقت وحدات مدفعية ليبية قذائفها على مدينة السلوم الحدودية المصرية. وأثمرت وساطة الجزائر والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية عن وقف إطلاق النار يوم 24 جويلية 1977، ثم وقف القتال يوم 25 جويلية 1977. ورغم توقف القتال بين الدولتين إلا أن الخلاف بينهما ظل، ثم خفف تبادل الأسرى الذي جرى في أوت 1977 من تأزم الموقف بين مصر وليبيا. وكانت مواقف الدول العربية منقسمة ما بين الدول المحافظة المؤيدة لمصر في الدفاع عما رأته تجاوزا لسيادتها، والدول ذات النزعة القومية التقدمية التي أيدت موقف ليبيا ولم تتعاطف مع تحركات مصر نحو إسرائيل، وهو ما تبلور لاحقا في إعلان أغلب الدول العربية مقاطعة مصر، وتجميد عضويها في جامعة الدول العربية بعد زيارة السادات لإسرائيل وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بينهما.

محمد.أ

 

من نفس القسم الوطن