الوطن

المفكر فرانسوا بورغا يفضح النفاق الفرنسي

انتقد ازدواجية السلطات بخصوص حرية التعبير

 

انتقد المفكر الفرنسي فرانسوا بورغا سياسة السلطات الفرنسية ازاء حرية التعبير ووصفها بالانتقائية، قائلا إن هذه الحرية فقدت معناها لأنها أضحت "غير متوازنة"، منتقدا تعامل السلطات الفرنسية مع أحداث مجلة "شارلي إيبدو" إذ تضامنت السلطات بشكل "أعمى" مع المجلة التي تعرضت لهجوم الشهر الماضي.

 وحمّل هذا المفكر وهو أستاذ في العلوم السياسية، ومتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، في لقاء أقيم في إطار المعرض الدولي للكتاب المقام بمدينة الدار البيضاء بالمغرب، السياسة الفرنسية بالعالم العربي المسؤولية في التوترات التي تعيشها فرنسا، وأشار بورغا الذي كرّس جلّ أعماله لدراسة الدينامية السياسية، والحركات الإسلامية في العالم العربي، إلى "الازدواجية" التي تعرفها السياسة الفرنسية خاصة والغربية عموما في تعاملها مع أنظمة معينة بالعالم العربي من خلال مناصرتها ودعمها على البقاء أو من خلال تدخلها بإدارة أزمات معينة، واعتبر بورغا أن هناك "أخطاء كبرى تم تسجيلها في تعامل فرنسا مع أحداث السابع من جانفي الماضي" في إشارة إلى الهجوم الذي تعرض له مقر مجلة "شارلي إيبدو" في ذلك اليوم، والهجمات الأخرى التي وقعت بالعاصمة باريس في الأيام الثلاثة التالية، ما أسفر عن مقتل 17 شخصا، بينهم ثلاثة من منفذي الهجمات، وهم مسلمون فرنسيون. وأوضح بورغا أنه تم توظيف التضامن مع أسبوعية "شارلي إيبدو" لفرض نوع من القراءة الصارمة للأحداث، والانتقال من التعاطف مع ضحايا المجلة إلى التعاطف مع خطها التحريري، وهذا ما سماه "التضامن الأعمى". وفي إطار هذا التعامل من جانب فرنسا مع الهجوم على "شارلي إيبدو" لم يستغرب، المفكر الفرنسي، ظهور الحركات والأفراد الذين أعلنوا أنهم "ليسوا شارلي" في إشارة إلى وسم (هاشتاغ) ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "لست شارلي" إثر قيام المجلة بعد الهجوم عليها بنشر رسوم كاريكاتيرية جديدة لخاتم المرسلين النبي محمد صلى الله عليه وسلم. 

فرنسا توشح مسؤولا مغربيا متهما فيها بالتعذيب 

في سياق مشابه، تعتزم السلطات الفرنسية توشيح رئيس المخابرات الأسبق في المغرب عبد اللطيف حموشي بوسام جوقة الشرف حسبما أعلن عنه وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أمس، ونقلت "الجزيرة نت" عن الوزير قوله إن بلاده ستمنح قريبا أعلى جوائزها، وهو وسام جوقة الشرف، لرئيس جهاز المخابرات المغربية الذي استدعاه القضاء الفرنسي قبل عام بسبب ادعاءات بارتكابه التعذيب.وأثار الإعلان ردود فعل شاجبة في باريس من جانب المدعين على حموشي، وقال المحامي باتريك بودوان وكيل الدفاع عن أحد المدعين إن فرنسا "ستفقد روحها" إذا ما منحت حموشي وساما. وأشار بودوان إلى أن "أدنى درجات الحذر تفرض عدم منح مثل هذا الوسام" لشخص هو موضع تحقيق "بأفعال خطرة إلى هذه الدرجة"، مضيفا أن القرار الفرنسي "فضيحة حقيقية وعار على فرنسا". وقبل عام، سعت السلطات الفرنسية لاستجواب حموشي بشأن تلك المزاعم أثناء زيارته لباريس، وهو ما أثار خلافا بين فرنسا والمغرب، وأوقفت الحكومة المغربية بسببه اتفاقات للتعاون مع فرنسا.

م. ح

من نفس القسم الوطن