الوطن

الموالاة تفتح النار على المعارضة وتحذرها من استغلال الشارع

بين خطاب التهليل والتحذير من حراك الشارع يوم 24 فيفري

 

 

 

  • الأرندي: المعارضة تريد إعطاء فرصة للمتربصين بالجزائر !
  • تاج: أطراف تسعى لإقحام الجزائر في خطر الربيع العربي !
  • الأفافاس: لا بديل عن الحوار لحلّ "الأزمة" !

 

 

وجهت، أحزاب الموالاة التي اصطفت تباعا للدفاع عن شرعية مؤسسات الدولة وفي مقدمتها أجندة عمل رئيس الجمهورية، التي كلفت الحكومة بتنفيذها وفق توصيات يكون قد قدمها لهم خلال اجتماعات مجلس الوزراء التي عكف على ترأسها منذ اعتلائه سدّة الحكم بعد استحقاقات أفريل 2014، تهما متعددة للأطراف التي تعارض هذه الأجندة والتي تتمحور في مجملها حول حسابات سياسية وإن جاءت بطابع اجتماعي أو اقتصادي، وهو ما سيفرزه الحراك الذي يدعو له تيار المعارضة المشكل للتنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي وكذا هيئة التشاور المنبثقة عن ندوة وزافران التي عقدت شهر جوان الماضي، والمرتقب تنظيمه في الشارع يوم 24 فيفري المقبل، وبين خطاب التهليل الذي انتهجته المعارضة وخطاب التحذير الذي تصدر محور تصريحات الأطراف السياسية المحسوبة على الموالاة وجناح السلطة، يرى مراقبون أن أهم ما سيفرزه حراك الذكرى الـ 44 لتأميم المحروقات الذي قررت فيه أطراف المعارضة الردّ على السلطة وإعلان الرفض القاطع لمشروع الغاز الصخري هو حقيقة مكانة المعارضة في الشارع الجزائري، واختبار حقيقي لقدرتها على التعبئة الجماهيرية وإن كان هذا الأمر يتعلق بأهداف غير سياسية. وقد حاولت "الرائد" أن تستقصي أطراف الموالاة والمعارضة وأطراف سياسية وحزبية أخرى تقف على الحياد ولم تفصل بعد في موقفها من مسألة الخروج للشارع في هذا الوقت الحرج الذي تعيشه الجزائرن خاصة على مستوى الجبهة الخارجية وبالتحديد الحدود المشتعلة وخطر التنظيمات الإرهابية المرابطة على الحدود فكانت "التراشق"  أهم خطاب ميزّ ردود فعل هذه الأطراف فحاولت أحزاب الموالاة إطلاق النار على المعارضة وتحذرها من استغلال الشارع لحسابات سياسية، بينما حذرت المعارضة من مغبة تفويت الموعد لإشهار الرفض القاطع على المستويين الشعبي والسياسي لمشروع الغاز الصخري في الجنوب الجزائري.

 

الأرندي : المعارضة تريد إعطاء فرصة للمتربصين بالجزائر !

أكد التجمع الوطني الديمقراطي على لسان الناطق الرسمي باسم الحزب، نوارة سعدية جعفر، عن رفض هذه التشكيلة السياسية للدعوات التي توجهها المعارضة للخروج إلى الشارع يوم 24 فيفري المقبل تنديدا ضدّ قرار السلطة الرامي لاستغلال الغاز الصخري، وقالت المتحدثة بأن تشكيلتها السياسية ترفض رفضا قاطعا تسييس حراك الشعب في الجنوب من قبل بعض الأطراف المحسوبة على المعارضة، ورأت المتحدثة بأن هؤلاء يريدون إعطاء فرصة للمتربصين بالجزائر من خلال هذا المطلب الرامي للخروج إلى الشارع. وتساءلت نوارة جعفر في سياق تطرقها لموضوع الوقفات الاحتجاجية وخروج الشعب إلى الشارع يوم 24 فيفري المقبل بالعاصمة ومختلف المدن الجزائرية للتنديد باستغلال الغاز الصخري عن أسباب هذه الدعوة وأهدافها، خاصة وأن سكان الجنوب وبالتحديد عين صالح بتمنراست أبدوا رفضا لتسييس حراكهم هناك، وأشهروا ورقة الرفض في وجه الأطراف التي استغلت الوضع هناك للضغط على الحكومة. كما أشارت المتحدثة في الصدد ذاته عمن سيتحمل مسؤولية "انزلاق الأوضاع في الشارع يوم 24 فيفري"، خاصة وأن الوضع الأمني بالجزائر أصبح "خطيرا" بالنظر لوجود تهديدات أجنبية تهدد أمن واستقرار البلاد خاصة بالنسبة للمناطق الحدودية للوطن.

وخاطب التجمع الوطني الديمقراطي عبر القيادية في الحزب المعارضة التي تدعو للخروج إلى الشارع والضغط على السلطة عن أسباب هذا التشويش والهدف من ورائه، قبل أن تتهم هؤلاء بمساعي منح فرصة لكل المتربصين بالجزائر وبأمنها من خلال هذا الحراك.

 

تاج : أطراف تسعى لإقحام الجزائر في خطر الربيع العربي !

حذرت التشكيلة السياسية لحزب تجمع أمل الجزائر، على لسان رئيس الحزب عمار غول، من الحراك الذي تدعو له المعارضة عبر قطبي التنسيقية وهيئة التشاور التي تشكلت للوقوف ضدّ أجندة عمل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، واتهم عمار غول الوزير في الحكومة الحالية وأحد الشخصيات السياسية التي تمثل السلطة القائمة حاليا المعارضة التي تدعو للخروج إلى الشارع، وقال بأن هذه الأطراف تسعى لإقحام الجزائر في خطر الربيع العربي، ودعا المتحدث في سياق تطرقه لسؤال حول رؤيته للدعوة التي وجهتها أطراف من المعارضة للخروج إلى الشارع يوم 24 فيفري المقبل للردّ على قرارات السلطة المتعلقة باستغلال الغاز الصخري في الجنوب الجزائري، الشعب إلى ضرورة عدم الانسياق وراء هذه الخطابات التي تهدف إلى "محاولة اقحام الجزائر في خطر الربيع العربي" على حدّ تعبيره، وحثّ غول في السياق ذاته على ضرورة إبعاد شبح السيف الذي هو على رقبة الجزائر والذي تحاول بعض الأطراف وضعه على رقبتها.

 

الأفافاس: لا بديل عن الحوار لحلّ "الأزمة" !

أكد السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، محمد نبو على أن الحزب وقياداته ومناضليه منشغلون بالتحضير للندوة المرتقب تنظيم أشغالها في وقت لاحق، وهو التصريح الذي يصب في مسألة رفض الحزب الانخراط في الدعوة التي توجهها التنسيقية وهيئة التشاور للخروج إلى الشارع يوم 24 فيفري المقبل للردّ على الحكومة فيما يتعلق بمسألة استغلال الغاز الصخري. ولمح المتحدث إلى أن أشغال ندوة الاجماع التي برمجت مبدئيا يومي 23 و24 فيفري الجاري، من المرتقب ان يتم تأجيل أشغالها وذلك ليس ردا منهم على قرار المعارضة التي تدعو لحراك الشارع بل متعلق بأجندة عمل الحزب وشركائه السياسيين.

 

وترى التشكيلة السياسية لجبهة القوى الاشتراكية أنّه لا بديل عن الحوار بين الأطراف السياسية سواء تلك المنضوية في جناح المعارضة أو تلك التي تشكل الموالاة أو السلطة، من أجل تحقيق اجماع وطني حول التغيير بصورة "توافقية".

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن