الوطن

"داعش" يسيطر على مدينة سيرت الليبية ويهدد بمزيد من التوسع

مخاوف من تمدده نحو الحدود الجنوبية مع الجزائر وتونس

 

التنظيم شرع بفرض تطبيق الشريعة على أهالي سيرت 

 

قالت تقارير اخبارية ليبية أن تنظيم ما يسمى بداعش (الدولة الاسلامية) سيطر على مواقع حيوية في مدينة سيرت الليبية بوسط البلاد، أهمها اذاعة سيرت التي بث منها خطب زعيم التنظيم أبو بكر البغداي، واستولى المسلحون على قاعة "واغادوغو" التي كانت تعقد فيها اجتماعات للاتحاد الأفريقي أثناء حكم العقيد الراحل معمر القذافي قبل العام 2011، وتتحدث تقارير غربية عن مخاطر تمدد داعش في المنطقة وتهديد دول الجوار بشمال افريقيا أهمها الجزائر التي شهدت مؤخرا بروز فرع مسلح يسمي نفسه جند الخلافة ويتحرك وفقا لأوامر التنظيم.

 وتشير المعلومات الواردة من ليبيا إن المسلحين المنضوون تحت لواء ( داعش ) الذي أعلن عن فرع له في درنا منذ قرابة شهر، أخذوا يتمددون في المنطقة منذ أشهر ويحتمل بسحب متابعين للشأن الليبي، أن يتم السيطرة على مدينة سيرت، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية، وقام عناصر التنظيم بعدة عمليات اغتيال استهدفت مسؤولين في أجهزة الأمن والحكم المحلي، وأفرادا من قوات تابعة لرئاسة أركان الجيش في طرابلس، وشهدت مناطق قريبة من سرت مؤخرا عمليات خطف واغتيال استهدفت أفرادا من القوة الثالثة التابعة لحكومة الإنقاذ بطرابلس، والمكلفة بتأمين الجنوب الليبي. وذكر موقع "الجزيرة نت" عن ناشطين ليبيين على الإنترنت قولهم إن قوات من مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) توجهت إلى المدينة لاستعادة السيطرة على المنشآت التي سيطر عليها المسلحون. وفي السياق ذاته، أفادت وسائل الاعلام الليبية أمس السبت، أن تنظيم داعش في ليبيا يتجه إلى اعلان مدينة سرت ولاية تابعة له عقب انتشاره في عدد من المناطق مستغلا الفراغ الامني الذي تعيشه المنطقة بسبب انشغال الجيش الليبي بعملية الكرامة في مناطق ومدن اخرى رغم تدخل الطيران الليبي في قصف عدد من المواقع موخرا. وقال موقع اخبرا ليبيا أن التنظيم الارهابي ( داعش ) سيطر على إذاعة سرت وقناة مكمداس في مدينة سرت الليبية وعلى مكتب قناة ليبيا الوطنية التابعة للحكومة، وحاليا تبث إذاعة سرت خطبا للمتحدث باسم داعش أبو محمد العدناني بينما تذيع قناة مكمداس الأناشيد الجهادية. وقناة مكمداس هي قناة تراثية ليبية كانت تبث الأغاني التراثية للفنانين الليبيين ولديها أيضا خدمة تعارف للمشاهدين. وكان مسلحو داعش قد طلبوا أمس الأول من موظفي مصلحة الجوازات ترك العمل وإعلان ما سموه التوبة أمام قياداته وقاموا بإغلاق مقر فرع جهاز جوازات سرت. وسيطر داعش على مجمع عيادات المدينة وفصل بين الجنسين من الأطباء والممرضين وأمهل التنظيم عبر إذاعة سرت المحلية قوات فجر ليبيا حتى غد الأحد لترك المدينة. وقال أهالي مدينة سرت الليبية إن داعش أذاع يوم أول أمس عبر إذاعة سرت المحلية خطبا لأبوبكر البغدادي زعيم التنظيم لساعات، وقالوا أن داعش يسيطر على المدينة بكاملها حيث بدأ ظهوره التدريجي قبل سنتين في المدينة. وأكدوا أن عناصر داعش يفرضون على الأهالي نظما وقوانين منها عدم مغادرة النساء لبيوتهن بعد صلاة المغرب ووجوب ارتداء الإناث للحجاب حتى في سنوات التعليم الابتدائي إضافة لفصل البنين عن البنات في المدارس وإغلاق محال العطور والمزينات النسائية ومنع أصحاب محال الحلاقة من حلق اللحي. ولا يوجد في المدينة أي مظهر من مظاهر الدولة منذ أكثر من سنة وأنها تدار بقوانين ولوائح الجماعات المتطرفة التابعة لداعش. وكان تنظيم داعش في ليبيا اعلن مدينة درنة الليبية ولاية اسلامية تابعة له في وقت سابق والتى يفرض الجيش الليبي طوقا أمنيا على مدينة درنة من كل جهاتها فيما تشهد منطقة عين مارة اشتباكات عنيفة منذ اشهر بين قوات الجيش وتشكيلات تابعة لما يعرف بمجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها. ويشكل تمدد فرع داعش في ليبيا بهذا الشكل، تهديدا لكامل المنطقة بما فيها تونس والجزائر الواقعتين بشمال افريقيا، خاصة مع اعلانه مدينة درنة ولاية داعشية، وتتخوف دول المنطقة من هذا التقدم الذي يحرزه مسلحو داعش منذ الأشهر الأخيرة التي أعلن فيها التنظيم بأنه متواجد في ليبيا، خاصة وأنه مدعوم من جماعات مسلحة أخرى، منها تنظيم «أنصار الشريعة»، و«كتيبة عقبة بن نافع» الجهادية اللتين تطاردهما السلطات التونسية فى مناطق جبلية على الحدود مع الجزائر، وتنشطان ضمن مناطق تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي، وكذا جماعة «جند الخلافة» فى الجزائر التي أعلنت مبكرا مبايعتها لتنظيم «داعش»، ويظهر تمدد داعش محاولتها اللعب في منطقة القاعدة وقيادة "الجهاد" بشمال افريقيا ونقله إلى جنوب الصحراء والساحل الذي تقول تقارير استخباراتية غربية، إنه اضحى ملاذا للجماعات الجهادية خاصة بالجنوب الليبي، مباشرة بعد سقوط نظام القذافي في ليبيا، وحذرت أيضا من أن مصير شمال أفريقيا مرتبط بمصير تنظيم «داعش» وفروع «القاعدة» فى المنطقة، وفي تقرير لها، سبق وأن حذرت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية من أن «داعش» يتمدد فى دول شمال أفريقيا، ونقلت عن مسؤولين فى الاستخبارات الأمريكية قولهم: «إن الجماعات المتشددة فى ليبيا والجزائر (جند الخلافة) تتبنى منهج (داعش)»، وحذر المسؤولون من خطورة مبايعة جماعة «أنصار بيت المقدس» فى مصر و«أنصار الشريعة» فى «درنة» تنظيم «داعش».

م. ح

من نفس القسم الوطن