الوطن

ولايات الجنوب منابع للبترول والغاز... تعيش أزمة وقود خانقة !!

طوابير لا متناهية من أجل الظفر بلتر واحد من الوقود.. والمواطنون يهدون بالخروج للشارع

 

 

لا تزال ولايات الجنوب ومنذ أكثر من 3 أسابيع تعيش أزمة وقود خانقة دون تدخل المسؤولين لحل هذه المعضلة، الأمر الذي خلق موجة من التذمر والاستياء عند سائقي السيارات والشاحنات، نتيجة الطوابير الطويلة التي تعدت مسافتها الكيلومترات وأصبحت جزءا من يوميات أبناء ولايات الجنوب وعلى رأسها ولاية ورقلة للظفر بلتر من الوقود في بلد البترول والغاز.

وتعيش عديد الولايات في الجنوب منذ حوالي 3 أسابيع أزمة وقود حادة، هي الأولى من نوعها، وهو الوضع الذي أثار حفيظة المواطنين الذين هددوا بالاحتجاج في حال عدم تدخل الوزارة المعنية لإيجاد حلول في أقرب الآجال، واصفين الوضع بـ "المزري وغير المقبول"، ومطالبين مسؤولي سوناطراك ونافطال خاصة والوزارة المعنية بصفة عامة، إلى إيجاد حلول في اقرب الأجال، هذا وقد بدأت أولى معالم الأزمة في ولاية إليزي حيث عكف خلالها سكان مختلف بلديات الولاية إلى الاصطفاف لساعات طويلة أمام محطات البنزين للتزوّد بهذه المادة الحيوية، ما خلق فوضى وشجارات، والوضع مازال على حاله لحد الساعة، وهو ما استفز المواطنين الذين تعطلت مصالحهم، في وقت لم يتلقوا مبررات عن سبب الأزمة من مسؤولي الولاية، لتتسع هوّة أزمة الوقود هذه بعدها وتشمل منذ الأسبوع المنصرم عدة ولايات أخرى في الجنوب على غرار ولاية بشار، وكذا تندوف وأدرار، إلى جانب الأغواط التي تجاوزت مسافة الطوابير أمام محطات البنزين فيها أكثر 2 كلم، ناهيك عن طوابير المواطنين الذين يصطفون لساعات طويلة مقابل لترات من الوقود لغرض الاستعمال المنزلي.

ولاية ورقلة هي الاخري عاشت نفس السيناريو الفترة الماضية ولا يزال الوضع على ما هو عليه حيث يعاني سائقو السيارات والشاحنات والحافلات أزمة خانقة بسبب نقص البنزين العادي والممتاز بمحطات الوقود، ما دفعهم إلى الاصطفاف في طوابير طويلة امتدت إلى عشرات الأمتار وسط انخفاض شديد ومحسوس في درجة الحرارة.

وقد خلقت هذه الوضعية بمحطات الوقود سلسلة من المشادات بين السائقين وأصحاب هذه المحطات ، كما نجم عن تواصل انعدام الوقود توقف حافلات نقل المسافرين عن العمل، الأمر الذي أدى إلى شل قطاع النقل البري بمختلف دوائر وبلديات الولاية حيث عرفت محطات نقل المسافرين أعدادا كبيرة من المواطنين الذين ظلوا عالقين منذ أيام، للتوجه إلى ولاياتهم خاصة البعيدة منها.

 في السياق ذاته أرجعت مصادر على علاقة بالملف أسباب الأزمة إلى إستفحال ظاهرة تهريب هذه المادة الحيوية على يد عصابة تهريب ضخمة ونشطة تحولها إلى عدة إفريقية على الحدود الجنوبية للجزائر فيما ربطت بعض المصادر الاخري الأزمة الحالية بالاضطرابات الجوية وغلق طرق وطنية تربط ولايات الشمال والشرق والغرب بالجنوب، وذلك على خلفية تساقط الثلوج بهذه المناطق.

وفي السياق ذاته ومع دخول أزمة الوقود أسبوعها الرابع برزت ظاهرة بيع الوقود من مازوت وبنزين من طرف سماسرة استغلوا الوضع الراهن لتحقيق الربح السريع، حيث بلغ سعر اللتر الواحد من البنزين في السوق السوداء بين 200 و300 دج، ورغم ارتفاع سعر هذه المادة الحيوية إلا أن بعض السائقين وجدوا أنفسهم مجبرين على اقتنائها لتفادي الطوابير الطويلة، كما عمد أصحاب الدراجات النارية إلى بيع لتر من هذه المادة الحيوية مقابل مبالغ مالية باهظة لأصحاب السيارات الذين يصطفون أمام هذه المحطات مشكلين طوابير لا متناهية.

سارة.ز

من نفس القسم الوطن