الوطن

" الأفلان" و"حمس" من يريد كسب ودّ الآخر

سعداني حاول أن يستثمر في لقاء سابق ومقري استغل الخطوة لترسيم القطيعة

 

  • مقري يترصد السلطة من بوابة الوزير الأول !

عادّ النقاش في المشهد السياسي من جديد، حول حقيقة اللقاء الذي كان مبرمجا منذ أواخر السنة الفارطة بين تشكيلة جبهة التحرير الوطني ونظيرتها في حركة مجتمع السلم، بقيادة زعيمي الحزبين عمار سعداني وعبد الرزاق مقري، خاصة وأن القضية التي نفى خليفة أبو جرّة سلطاني على رأس حمس أن تكون صحيحة، قابلها تمسك نظيره عمار سعداني بصحة اللقاء الذي كان مبرمجا عقده يوم 8 نوفمبر الفارط، بمقر الجبهة بالعاصمة، وهي البرمجة التي قرأتها الطبقة السياسية بكون الأطراف التي بادرت بترتيب هذا اللقاء هي تشكيلة حمس لا تشكيلة الأفلان التي كانت ستستضيف الوفد برئاسة رئيس الحركة عبد الرزاق مقري، بمقرها بأعالي حيدرة، ومنذ تلك التجاذبات والتصريحات المضادة بين الطرفين رفض كل منهما" تصعيد الوقائع" كما تغضى كل طرف عن دعوة الطرف الآخر لإعادة برمجة اللقاء من جديد، ولكن رفض عمار سعداني التجاوب بصورة" ايجابية" مع مبادرة" مقري" التي أعلن عنها منذ أسابيع ألقت بضلالها مجددا في المشهد السياسي، حيث سارع رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى رفض مبادرة حمس حتى قبل أن يتلقى دعوة للمشاركة فيها من منطلق ما كشف عنه نهاية الأسبوع المنقضي لا يريد أن يشارك في لقاءات يكون فيها" مرؤوسا وهو يقود حزب الأغلبية".

وتساءل عدد من المتابعين للمشهد السياسي الوطني عن حقيقة ما كان يريده عبد الرزاق مقري من لقاءه مع حليف السلطة والمقرب من محيط رئيس الجمهورية، فهل كان اللقاء فرصة لردم هوة الخلاف بين حمس والسلطة أم لتجديد ترسيم القطيعة بين الطرفين، خاصة وأن عبد الرزاق مقري، استغل الترويج الإعلامي من قبل الأفلان للقاء الذي كان سيبرمج بين الطرفين ليكرس" القطيعة  العلنية"

 

ربط عدد من المراقبين، إعلان حركة مجتمع السلم، على لسان رئيس الحركة، عبد الرزاق مقري الشروع في إجراء مشاورات سياسية بين حمس وأطراف سياسية وأخرى وطنية ومؤسسات الجمهورية بما فيها مؤسستي الرئاسة والجيش، بأجندة اللقاء الذي كان مبرمجا أواخر السنة الماضية بين رئيس الحركة وزعيم الأفلان، خاصة وأن هذه الأجندة وبحسب التسريبات القادمة من قطب التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي وقيادات حركة مجتمع السلم لـ" الرائد"، تؤكد على أن هذا المشروع – أي المشاورات – ليست جديدة بالنسبة لأجندة عمل حمس، وأن الإعلان عنها تأخر لأسباب ارتبطت أساسا بتأجيل دورة مجلس شورى الحركة حتى بداية السنة الجارية، كما أن الظروف التي كانت تفرض نفسها آنذاك على مقري لم تكن لتساعده على المضي قدما نحو مبادرته التي ستضعف التنسيقية ولكنها ستقوي الجناح الذي يدعمه داخل حركة مجتمع السلم.

وبخصوص حراك التشكيلة السياسية لحركة مجتمع السلم والأطراف التي ستشرع في الحوار معها، نقلت مصادر مقربة من رئيس الحركة لـ" الرائد"، تأكيدات عن مساعي يقوم بها عبد الرزاق مقري لترتيب لقاء مع الوزير الأول عبد المالك سلال في قادم الأيام سيتم فيه التطرق لمشروع حركة مجتمع السلم الرامي لفتح حوار سياسي بينه وبين أطراف سياسية وأخرى من مؤسسات الدولة سواء الرئاسة أو الجيش لتوضيح محاور الانتقال الديمقراطي.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن