الوطن

مبادرة "مقري" احتواء أزمة داخلية أم تقارب مع السلطة

بعد أن أغضبت حمس حلفاءها السياسيين

 

  • النهضة: لا خطر على الانتقال الديمقراطي من مبادرة حمس !

 

طرحت مبادرة حركة مجتمع السلم، التي أعلن عنها رئيس الحركة عبد الرزاق مقري، مؤخرا، أكثر من تساؤل حول خلفيات هذه الخطوة وأهدافها، خاصة بعد ردود الفعل التي جاءت من حلفاءه السياسيين داخل قطب التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، التي أبدت بعض قياداتها وفي مقدمتها جبهة العدالة والتنمية، على لسان رئيسها الشيخ عبد الله جاب الله، رفضا لهذه الخطوة، وفي تعقيب له على هذه المبادرة وردّت فعل قادّة التنسيقية حول مشروع حمس الجديد، قال الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي بأنه لا خطر على مشروع الانتقال الديمقراطي من مبادرة حركة مجتمع السلم، ويتقاطع ردّ فعل النهضة مع عدد من التشكيلات السياسية الأخرى التي تشكل قطب المعارضة الذي يؤسس لهيئة التنسيقية، فيما يرى مراقبون بأن الحكم على مباردة حمس لن يكون في الوقت الراهن لكون معالمها وأسسها لم تتبلور بعد ولم تطرح للنقاش، وفي انتظار ذلك يتهم البعض حمس بكونها تسعى لصناعة تقارب بينها وبين السلطة وهو التقارب الذي عجزت عنه تشكيلة جبهة القوى الاشتراكية لحدّ الساعة بينما يرى البعض الآخر بأن الإعلان عن هذه المبادرة جاء كفرصة لاحتواء أزمة داخلية تعصف في بيت "حمس"، بسبب أجندة عمل التنسيقية وهو الأمر الذي عجل في الاعلان عن هذه المبادرة.

خلفت المشاورات التي أعلنت عن حركة مجتمع السلم انقساما في صفوف تنسيقية الحريات والتي ظهرت للعلن عقب التنبيه الذي وجهه جاب الله لمقري والذي دعاه إلى عدم الخوض في التفاوض مع السلطة بشكل منفرد الأمر الذي ينذر بحدوث خلافات داخلية لم تظهر ملامحها بعد، وأكدت التصريحات التي حملها بيان جبهة العدالة أول أمس والذي دعا حركة مجتمع السلم دون أن يذكرها إلى عدم الخوض في مسألة التفاوض مع السلطة بشكل منفرد وجود أزمة داخلية وحساسيات داخل تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي التي تعد الوجه العاكس للمعارضة في الجزائر، حيث أزعجت الخطوة التي أعلن عنها مقري والتي تضمنت الخوض في مشاورات سياسية مع مختلف الأطياف السياسية جاب الله الذي لم يجد عارض في إحراج مقري وتنبيهه بالعودة إلى أحضان التنسيقية عبر بيان رسمي، رغم أن أحزاب الموالاة تنتظر أي خطأ من التنسيقية لتظهر الوجه الشاحب للمعارضة في الجزائر، رغم أن حركة مجتمع السلم تلقت الضوء الأخضر من تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي لمباشرة سلسلة المشاورات مع جميع الفعاليات السياسية بما فيها أحزاب المعارضة والموالاة وذلك بعد أن تم الاتفاق على المواصلة في شرح أرضية مزفران وكسب حلفاء جدد.

الخلاف بين جاب الله ومقري حول يؤكد أيضا وجود حرب زعامات بين أعرق الأحزاب الإسلامية، رغم إدعائها بالولاء للتنسيقية التي تضم أحزاب معارضة، فجرتها نقطة التفاوض مع السلطة، فجاب الله ير أن هذه الخطوة تعد خطا أحمرا ومسألة في غاية الحساسية لا يجوز لأي تشكيلة سياسية خاصة أعضاء التنسيقية الخوض فيها أو الانفراد بها، رغم أن الاتفاق الأول المؤسس لتنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي هو العمل في إطارها التنسيقية على أن يكون لكل حزب الحرية في تناول المسائل السياسية.

ومن هذا يفهم من المشاورات التي أطلقتها حمس هي إزالة الغموض حول فكرة التفاوض مع السلطة وإزالة الفكرة التي تؤكد وجود معارضة متشددة في مطالبها ومواقفها، لا تترك مجالا للطرف الآخر من أجل التحرك والتفاوض. والمشهد الثاني لمعارضة موالية تعمل على ترجمة واقعها على شكل مبادرات يمكن أن تدفع السلطة بها لأن تكون مادة دسمة يلوكها الجميع من الموالاة إلى السلطة ذاتها مرورا بالمعارضة "الموالية، بالمقابل، وقف الأمين العام حركة النهضة محمد ذويبي موقفا وسطيا، حيث نفى في اتصال مع "الرائد"، وجود أزمة داخل "الإخوة الفرقاء" وقال أن جاب الله قصد من خلال البيان الدعوة إلى التماسك والالتفاف حول مبادئ التنسيقية وأرضية مزفران، مشيرا أن التشاور بين الأطياف السياسية على اختلاف توجهاتها وهو سلوك سياسي تشترك فيه مع أحزاب التنسيقية وهو مبدأ من المبادئ المنصوص عليها في أرضية مزافران يؤكد ذويبي.

آمال. ط

من نفس القسم الوطن