الوطن

الأفافاس قاب قوسين أو أدنى من الإخفاق

بعد أن سخطت عليه المعارضة وتخلت عنه أحزاب السلطة

 

تتوقع الكثير من الأطراف بأن يكون "الإخفاق" هو ما ستجنيه تشكيلة جبهة القوى الاشتراكية، التي تحضر لندوة وطنية تهدف لتحقيق "الاجماع الوطني حولها"، على اعتبار أن الأطراف التي دعمت مبادرتها المتعلقة بفتح الحوار السياسي بين الموالاة والمعارضة تتجه نحو التخلي عنها تدريجيا، بعد أن وضعت المشاورات المتعلقة بالندوة أوزارها، ويرى مراقبون أن تشكيلة الأفافاس في صيغتها الحالية بقيادة السكرتير الأول محمد نبو، تكون قد فقدت أهم أدوات حراكها في المشهد السياسي ولم تنجح في كسب تأييد حلفاء لها من صف المعارضة الذين اصطفوا جميعا لإشهار ورقة الرفض في وجه "مبادرتهم" الرامية لبناء اجماع وطني، بينما أحزاب الموالاة التي تعاطت بصورة "ايجابية" مع المبادرة في مرحلتها الأولى سارعت مع بداية العدّ العكسي لتنظيم الندوة إلى الانسحاب وهو الأمر الذي من شأنه أن يسقط الحزب في حسابات ضيقة أخرى قد تعصف بحزب يقال بأنه متمرس في المعارضة قبل أن يكتوي بنار السلطة ومشاوراتها التي أفرزتها العهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة حين أقبل السكرتير الأول للحزب آنذاك أحمد بيطاطاش على مؤسسة الرئاسة وقدم لها مشروعه السياسي الذي رحبت به وغازلته حتى آخر لحظة قبل أن تنقلب عليه، ويرى سياسيون ممن تحدثت معهم " الرائد" بأن الأطراف المحسوبة على تيار الموالاة أو السلطة وإن كانت لا تمثل هذه الأخيرة حقيقة سواء التجمع الوطني الديمقراطي أو جبهة التحرير الوطني إلا أنّ أجندة عملها تتقاطع مع مشاريع السلطة وبرنامج الرئيس الذي يمثلها وهو ما أكد عليه قيادات الحزبين أكثر من مرّة.
ودافع السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية محمد نبو، عن أجندة عمل تشكيلته السياسية، خاصة تجاه ندوة الاجماع الوطني، وأكد المتحدث في سياق متصل عزم هؤلاء المضي قدما نحو إقرارها في تاريخ يتفق شركائهم السياسيين حوله، وأوضح المتحدث بأن التاريخ الذي وضع مبدئيا لعقد الندوة من المحتمل أن يتم تغييره وفق ما يقترح المشاركون في أشغال الندوة، حيث أوضح نبو بأن تشكيلة جبهة القوى الاشتراكية لن تشترط على الراغبين في المشاركة في الندوة أي شرط أو قيد وذلك من منطلق التأكيد على أن الورقة البيضاء التي تم تسليم نسخة منها للشركاء السياسيين المعنيين بالحوار والتشاور حول" الاجماع الوطني" لا تزال بيضاء وقابلة للإثراء مع كل من يرغب في المشاركة.
وقال خليفة أحمد بيطاطاش على رأس السكرتاريا العامة لجبهة القوى الاشتراكية، بأنّ الأنباء التي تقول بأن بعض الأطراف –يقصد عمار سعداني زعيم حزب الأفلان-، قد أملى شروطا حول الأطراف التي ستشارك في أشغال هذه الندوة لا أساس له من الصحة، وأوضح المتحدث يؤكد على أن الورقة البيضاء لا تزال بيضاء، ويمكن التأكد من ذلك.
وهون المتحدث، من مسألة الإخفاق أو"توسع دائرة الرافضين" للمشاركة في الندوة المرتقب تنظيم أشغالها قبل نهاية الشهر الجاري، داعيا الجميع إلى ضرورة انتظار ما ستسفر عنه باقي المشاورات التي يخوضها هؤلاء في جولة ثانية لحشد التأييد الفعلي للأطراف التي ستشارك في الندوة، ودعا بالمناسبة جميع الأطراف التي استهدفتها تشكيلته السياسية من أجل المشاركة في أشغال ندوة الاجماع الوطني إلى ضرورة تقديم "تنازلات" من أجل الوصول إلى مسعى "التوافق الوطني" والإجماع حوله.
من جهته، أكد رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان، أن جبهة القوى الاشتراكية تلقت صفعة قوية من كل من الافلان والأرندي بشكل ضرب مصداقيتها في الساحة السياسية مشيرا أن الأفافاس وقع ضحية لعملية مفبركة جعلت من الجبهة رهينة في يد زعيم تيار الأفلان الحالي عمار سعداني.
وقال جيلالي سفيان في السياق ذاته، نحن "نتساءل عن مصير حزب بحجم جبهة القوى الاشتراكية بعد الضربة القوية التي تلقاها من جبهة التحرير الوطني وكذا التجمع الوطني الديمقراطي بشكل جعله يظهر بوجه شاحب استعمله سعداني رهينة ولعب به كيفما شاء " مشيرا أن جبهة القوى الاشتراكية ضربت في مصداقيتها بعد عملية مفبركة شارك هو في إعدادها، وأضاف المتحدث يقول، أن السلطة كانت تظن أنها ستوجه ضربة للمعارضة عن طريق دعم توجه الأفافاس إلى صفها ودعم مشروعها السياسي، إلا أنها لم تجد فائدة من ذلك وقررت الآن" التضحية به"، واعتبر محدثنا هذه التضحية كانت عن طريق" مسح الموس في الأفافاس".
وأضاف القيادي في هيئة التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، يؤكد على أنّ مبادرة الأفافاس هي مبادرة بالاسم لا غير ولم تجسد بعد شيء من ادعاءاتها في أرض الواقع، ومسارها ليس توافقي كما تدعي، وأضاف يقول: " أنها مناورة من السلطة من أجل التخفيف من بعض الضغوطات"، وأشار جيلالي سفيان في السياق ذاته يشير إلى أنّ تشكيلته السياسية لم ولن تدخل في مثل هاته المغالطات كونه على دراية كاملة بحقيقتها وأهدافها، بالمقابل قال محدثنا أن الأفافاس أصبح اليوم يسير في فلك النظام وهو أداة في يده وهو دخل في مهمة محددة، كسر المعارضة وإعادة تقوية النظام وإحيائه، مشيرا أن توحّد المعارضة هو من أجل مساعدة النظام على الرحيل ومهمة الأفافاس اليوم هي مساعدة النظام على البقاء.
خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن