الوطن

الجزائر تدعو لإرساء أسس جديدة لتعاون "طموح" بين إفريقيا وفرنسا

على هامش منتدى باريس- إفريقيا، عبد القادر مساهل يؤكد:


دعت الجزائر في منتدى فرنسا- افريقيا المنعقد الجمعة بالعاصمة الفرنسية باريس، إلى ضرورة ارساء أسس جديدة لتعاون طموح بين القارة الافريقية وفرنسا. وجاء في تصريح الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل الذي شارك في المنتدى على راس الوفد الجزائري، أن الجزائر ترى أن التعاون المثمر بين الطرفين يكون بوضع اسس جديدة لتعاون طموح يؤدي إلى رفاه مشترك.
وقال مساهل في كلمة له خلال المنتدى الذي نظم تحت شعار حول "التنمية المشتركة" أنه من الضروري إرساء أسس جديدة للتعاون الفرنسي الافريقي الذي يجب أن يكونا طموحا يؤول إلى نتائج الرفاه المشترك، وأوضح الوزير في السياق أن "شراكة قائمة على هذه الأسس باستغلال جميع المؤهلات وقدرات كلا الطرفين أضحت ضرورية للمصالح المشتركة على المدى الطويل". وتدعو الجزائر شركائها الأفارقة وفرنسا إلى العمل من أجل أن تكون شراكة افريقيا- فرنسا مبنية على رؤية شاملة على رهان الأمن والتنمية الذي تم التاكيد عليه في قمة الإليزيه المنعقدة مؤخرا، وقال مساهل أيضا أن " حضور الرئيس فرانسوا هولاند أشغال هذا المنتدى لهو دليل على استعداد فرنسا على العمل إلى جانب إفريقيا من أجل تطوير علاقات مثالية "، مشيرا إلى أن " العلاقات الإقتصادية الدولية المبنية على أساس المنفعة المتبادلة تشكل أحسن ضمان لدوام الأمن والرفاه لجميع الشعوب"، كما أكد بأن هناك ارادة مشتركة بين فرنسا وافريقيا لتحديد سياسيات جديدة للتعاون من شأنها تجسيد وتمتين هذا المسعى. ويعتبر الرهان الأكبر بالنسبة للجزائر حسب مساهل، هو " الوقوف جنبا إلى جنب لرفع التحديات التي تفرضها العولمة كما أن التكامل بين اقتصادي الفرنسي وإفريقيا يوفر في هذا الصدد فرصا للتوصل إلى حلول". وكشف في جانب مماثل، بأن افريقيا تشهد منذ أكثر من 10 سنوات انتعاشا اقتصاديا، لكن حسبه، عليها ان ترفع تحدي التحول الهيكلي لاقتصادياتها من أجل الحد من هشاشتها وتذبذب أسعار المواد الأولية لدى التصدير وزيادة في عروض التشغيل للاستجابة لطلب يقدر بحوالي 10 ملايين سنويا. وفرنسا التي تتفور على اقتصاد متنوع عليها حسب الوزير أن ترفع تحديات تراجع وتيرة نموها والحد من نسبة البطالة ضمن سياق عالمي يشهد تحولا سريعا، ومصلحتها مع افريقيا هو اتخاذ مبادرات طموحة مشتركة من أجل وضع تثمين قدراتهما الإقتصادية في خدمة التنمية المشتركة إذ أن فرنسا ستجد من خلال المساهمة في تنمية إفريقيا مصادر إضافية لتنميتها، كما ينبغي على الاستثمار يجب أن يشكل محورا لمثل هذه الشراكة في ظل اقتصاد عالمي تغلب عليه إعادة نشر النشاطات". وكشف مساهل أن" التقرير الفرنسي الجيد حول " الشراكة من اجل المستقبل " يقدم 15 اقتراحا سديدا للاستجابة لأولويات واحتياجات افريقيا ومرافقة جهودها". مذكرا بأهم عناصر التقرير من اجل شراكة مجددة "باعتبار أن الاستثمار يمكن تحقيقه بطرق عديدة سواء تعلق الامر بالامتياز أم بإنشاء فروع أم بإقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص أم بشراء سندات أم من خلال الانتاج المشترك أم من خلال اتفاقات للتعاون الصناعي".و استطرد قائلا "في السنوات الاخيرة تم تسجيل تحسين في نظام الاستثمارات الفرنسي على المستوى الخارجي وكذا في الانظمة الافريقية للاستثمارات الدولية وعليه يجب تكثيف الجهود من هنا وهناك من اجل ارساء حركية ارادية ومستديمة للاستثمارات"."كما يتطلب ذلك ان نجعل من المساعدة العمومية الفرنسية احد محركات ترقية الاستثمارات الخاصة وزيادة التسهيلات في حصول المؤسسات على القروض ليضمن لهم اوعية مالية كافية للاستثمار سيما بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذا لتسهيل مساهمة المؤسسات المالية العمومية والخاصة في المؤسسات بالخارج". ودعا مساهل إلى "تعزيز أدوات التمويل المتوفرة او انشاء اخرى سواء في فرنسا او في افريقيا حيث يمكن للخبرة المشهودة لفرنسا ان تساهم في تجنيد اكبر للموارد الافريقية من خلال آليات لراس المال الاستثماري وترقية القيم العقارية وضمان القروض".
•    مساهل وفابيوس يأملان أن تكلل جهود ليون بحكومة وفاق ليبية
أعربت الجزائر وباريس تأييدهما لجهود الوساطة الاممية الممهدة للتوصل إلى تشكيل حكومة وفاق وطني. وذكر الموقع الالكتروني الرسمي لوزارة الخارجية الفرنسية، أمس اللقاء الذي جمع وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية لوران فابيوس مع الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية عبد القادر مساهل في باريس والذي خص جانب منه للجولة الخامسة من الحوار المالي-المالي المرتقب في الجزائر.
و ابرزت الدبلوماسية الفرنسية عقب أشغال المنتدى الفرنسي - الإفريقي حول "النمو المتقاسم" بالعاصمة باريس، تبادل الوزيران في هذا اللقاء تحليلهما للمفاوضات الداخلية في مالي، وأعربا عن أمنيتهما في أن يبرم اتفاق سريعا بمناسبة جلسة المفاوضات القادمة التي ستعقد في الجزائر العاصمة.
كما أجرى الوزيران تقييما للوضع في ليبيا وأعربا عن دعمهما لدور الوساطة الذي يقوم به الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون، تمهيدا لتأليف حكومة وحدة وطنية. وتؤيد الجزائر حلا سياسيا لإنهاء الصراع في ليبيا حيث تقود جهودا لجمع اطراف الازمة بينما تتسمك باريس بالخيار العسكري.
م- ح/ محمد.أ

من نفس القسم الوطن