الوطن

بن فليس:تعاطي السلطة مع الأزمات أظهر استخفاف غير مبرر

بعد أنّ رهن تراجع أسعار النفط حسابات السلطة على المستويين السياسي والاقتصادي

 

  • بن بيتور: السلطة أثبت عجزا في التخطيط لمرحلة ما بعد البترول !
  • بحبوح: السلطة فشلت في وضع سيناريوهات رهانات المستقبل

اتفقت العديد من الأطراف السياسية على التأكيد على وجود" عجز" لدى السلطة الحاكمة أو صاحبة القرار والاستشراف للمستقبل - أي الحكومة - خاصة وأن غالبية حساباتها المتعلقة بالمستويين السياسي والاقتصادي كانت" خاطئة" بعد أن رهن تراجع أسعار النفط حسابات هذه الأخيرة على أكثر من صعيد، ويرى هؤلاء خلال مداخلات لهم حول موضوع" الاقتصاد الوطني بين العراقيل والمحدودية" الذي نظم أمس بتعاضدية عمال البناء بزرالدة بالعاصمة نظمها " اتحاد القوى الديمقراطية والاجتماعية" وعرفت مشاركة رؤساء حكومات سابقين وشخصيات سياسية من تيار المعارضة بأن القرارات الأخيرة التي صدرت عن السلطة سوءا رئيس الجمهورية أو وزراء الحكومة بعد الأزمة التي خلفها انهيار أسعار النفط في الأسواق العالمية كانت دليل على وجود" اللا حكامة" و" الاستخفاف" و"الارتجالية" التي أضعفت اقتصادنا واستقرارنا.
يرى علي بن فليس، رئيس حزب" طلائع الحريات" – قيد التأسيس -، أنّ السلطة تواجه مرحلة انهيار فعلي بفعل هشاشة الاقتصاد الوطني الذي كان قائما على تصدير المحروقات  مقابل تبذير المال العام بطرق عديدة، ما جعل الانهيار يأتي" سريعا" وبصورة" أشدّ وقعا من الأزمات السابقة"، ويرى المتحدث بأن مردّ هذه الأزمة يكمن في المواطنة المهمشة أو المقصية وفي الحوار الوطني المنقطع واستبدال الوساطات الشرعية والممثلة بوساطات سياسية واجتماعية والممارسات الانفرادية والتسلطية التي أضحت طريقة تسيير المجموعة الوطنية وضياع لمصداقية الحكومة وفقدانها لثقة المواطنين، ويؤكد رئيس الحكومة الأسبق على أنّ الأزمة التي تعيشها الجزائر اليوم بسبب انهيار أسعار النفط في الأسواق الدولية،  كانت فرصة كي نكتشف " الزيف" الذي كانت تمارسه السلطة على مدار عقود كاملة، خاصة وأن خطاب هذه الأخيرة خلال تلك المرحلة وقبلها كان يرافع لصالح" الهيكلة" والتطور التدريجي الذي اتضح فيما بعد بأنه غير موجود على أرض الواقع، كما أظهرت الأزمة ذاتها" وجود اللا تخطيط" واللا استشراف لدى الحكومة التي عجزت عن التحضير لمرحلة ما بعد البترول التي كانت تحضر لها منذ سنوات، ليتضح فيما بعد بأن هذه القرارات التي رافعت لها على مدار عقود لا أساس لها على أرض الواقع.
وانتقد المتحدث في السياق ذاته، الطريقة التي عالجت بها الحكومة الأزمة الحالية التي خلفها انهيار أسعار البترول، حيث تأخر موعد عقد اجتماع مجلس الوزراء لدراسة " الخطر" لأكثر من 7 أشهر، وأبرز بن فليس أن المجلس الوزاري بعد أن عقد لم يكن ليعبر  عن أي شيء آخر سوى حالة التردي المتقدمة والخطيرة التي وصل إليها تسيير شؤون الدولة وقطاعاتها الحساسة.
وعرج المتحدث بالمناسبة على الأسباب التي جعلت الاقتصاد الوطني يبقى في مراتب متدني الغش في التجارة الخارجية مثلا قد وصل أرقام قياسية، وقدره بـ 30 بالمائة وهي نسبة  وإلى جانب هذا مكتب خبرة أجنبي أكد خسائر الضرائب في الجرائد بلغت 4 ألف دينار.
بدوره أكد نور الدين بحبوح، الأمين العام لاتحاد القوى الديمقراطية، أنّ السلطة القائمة حاليا تكون قد عجزت بصورة كاملة عن ايجاد حلول أو احتواء للأزمة السياسية والاقتصادية التي عصفت بالجزائر في الآونة الأخيرة، وانتقد المتحدث في الصدد ذاته، طريقة تسيير الحكومة للوضع الراهن الذي أفرزته تداعيات انهيار أسعار النفط، ووصف المتحدث الوضعية الحالية للجزائر بـ" المتأزمة" و"الخطيرة"،  كما  لم يفوت المتحدث الفرصة ليردّ على المبادرة التي يقوم بها حزب الدا الحسين، الذي يسعى لتنظيم ندوة للإجماع الوطني، انتقد مبادرة الاجماع الوطني التي اطلقها الأفافاس وقال أن الورقة البيضاء التي جال بها عبر الأحزاب لم تعد كذلك بعد أن أقدم أمين عام الأفلان عمار سعداني بوضع شروط حول المشاركة فيها.
أما رئيس الحكومة الأسبق وعضو هيئة التنسيقية أحمد بن بيتور، فقد انتقد الطريقة التي تسير بها السلطة الأزمة الاقتصادية القائمة حاليا وتأثير هذه الطريقة على مجالات أخرى اجتماعية وسياسية، وأشار المتحدث في الصدد ذاته إلى أنّ الأزمة الاتي خلفها انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية كانت دليل على وجود" اللا تخطيط" لدى الحكومة واللا استشراف، وعرج المتحدث بالمناسبة إلى مسألة اتكال السلطة على الريع البترولي الذي أفرز نتائج سلبية على الجزائر.
خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن