الوطن

حرب الجزائر للتدرب على مواجهة "داعش" في فرنسا

الجيش الفرنسي قال إنه سيستعيد أساليب فائقة الحساسية منها


أعلنت الحكومة الفرنسية عن تشكيل خلية عسكرية رقمية قوامها أكثر من 50 رجلا لمواجهة تنظيم "داعش" على شبكة الانترنت. وكشفت وسائل إعلام فرنسية المخطط الفرنسي الذي أنشئها الجيش لمواجهة دعاية المنظمات الإرهابية على النت والمواقع الاجتماعية. وفي هذا السياق قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن "هذه الحملة تستهدف بالدرجة الأولى الشباب المنجذبين للخطاب الجهادي، والمرشحين المحتملين للمشاركة في القتال في سوريا والعراق، أو في أمكنة أخرى"، مضيفة أن الجيش الفرنسي "سيستعيد أساليب فائقة الحساسية من تجربته في حرب الجزائر، علما أنها كانت مؤلمة في هذا المجال".
ولم تفصح الصحيفة عن هاته الاساليب التي ستستعمل في حرب الجزائر، لكن "البنتاغون" سبقه لما ألزم مسؤولي وزارة الدفاع الامريكية في سبتمبر 2004 على مشاهدة فيلم "معركة الجزائر" بغرض فهم أفضل لمواجهة الحرب في العراق آنذاك، كما استجاب بعدها الرئيس الامريكي الاسبق لنصيحة وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري كيسنجر بقراءة كتاب للمؤرخ البريطاني اليستر هورن بعنوان تاريخ الحرب في الجزائر.‏ وأضافت "لوموند" أنه "إلى جانب العمليات النفسية التقليدية، فإن من ضمن الأساليب التي ربما تلجأ إليها هذه القوة، إنشاء صفحات خاصة بها لمواجهة تلك التي تروج لداعش، على غرار ما قام به الجيش الأميركي من خلال موقع (مغاربية دوت كوم) إضافة إلى كل الأساليب الأخرى التي يمكن تصورها في عالم الإنترنت". من جانبها وكالة فرنس برس الخميس نقلت عن إذاعة "أوروبا 1" وصحيفة "لوفيغارو"، الخبر، وقالت أن هذه الخلية تتمركز في مدينة ليون، وسيكمل عملها ما تقوم به الأجهزة الأمنية الفرنسية في تفنيد ادعاءات تنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث أطلقت موقع stop-djihadisme.gouv.fr لهذه الغاية بعد الاعتداءات الإرهابية التي هزت العاصمة الفرنسية، تقارع فيه الحجة بالحجة لما يروج له التنظيم. وذكرت إذاعة "أوروبا 1" أن هؤلاء العسكريين يعملون خاصة على موقعي فيس بوك وتويتر اللذين يستغلهما التنظيم في تجنيد جهاديين جدد. ويستعمل هؤلاء هوية غير حقيقية للتواصل مع الجهاديين الذين يسعون لاستقطاب الشباب أو لإقناع هؤلاء الشباب بالعدول عن الالتحاق بصفوفهم. وتعمل هذه الخلية، التي عرفتها صحيفة "لوفيغارو" بكونها "وحدة محاربة الدعاية الرقمية"، على استثمار تأثيرها على مستوى النت لمواجهة أعدائها. ويمكن أن تتواصل بوجه مكشوف أو العكس مع المدنيين.
وجاءت الخطوة الفرنسية على نسق نظيرتها البريطانية والأمريكية، حيث شعرت بالحاجة إلى تطوير أدواتها الرقمية في مواجهة الحملات الواسعة والخطيرة للجهاديين. ويملك تنظيم "الدولة الإسلامية" إذاعة تدعى "البيان" والعديد من المنشورات، واحدة منها باللغة الفرنسية أطلق عليها "دار الإسلام". وفيديوهاته التي عادة ما تكون دموية، تتسم بجودة عالية في الإنجاز لا تزيدها في حقيقة الأمر إلا أكثر بشاعة، كان آخرها الفيديو الذي صور فيه حرق الطيار الأردني حسب فرنس برس. اما السؤال العالق الذي تحدثت عنه صحيفة "لوفيغارو" هو ما هي الطرق التي ستعتمدها هذه الخلية في مواجهة دعاية الجهاديين. وهذه العملية، تضيف الصحيفة، يختلف حولها الكثيرون. وآخر مرة لجأت فيها فرنسا إلى عملية من هذا النوع تؤكد "لوفيغارو" كان خلال حرب الجزائر.
محمد.أ

من نفس القسم الوطن