الوطن

أسعار النفط لن تتجاوز 70 دولار للبرميل في أفق 2017

الخبير في الاستشراف، بشير مصيطفى لـ


 *قرار استغلال الغاز الصخري بالجنوب يستدعي إشراك المجتمع المدني

توقع كاتب الدولة السابق المكلف بالإحصاء والاستشراف، بشير مصيطفى، استمرار تذبذب أسعار النفط، على مدار السنتين المقبلتين في أقل تقدير، على أن لا يتعدى سعر البرميل الواحد -حسبه- 70 دولار كأعلى مستوى.
وأرجع كاتب الدولة المكلف بالإحصاء والاستشراف السابق، في حديث له مع "الرائد" التراجع الحاد الذي شهدته أسعار النفط خلال النصف الثاني من العام 2014، يعود إلى عدة عوامل هيكلية وليست ظرفية، وربطها أساسا بالتحول في الطلب العالمي على الطاقة من النفط إلى الغاز والغاز الصخري بصفة خاصة، من طرف أقوي اقتصاديات العالمية، أمريكا والصين، فضلا عن استمرار الركود في منطقة اليورو وتراجع مؤشر النمو في الصين إلى 6.5 بالمائة بدل التوقعات التي كانت 8 بالمائة، إضافة إلى تطور بدائل الطاقة الأحفورية أي الطاقات المتجددة في تكنولوجيا السيارات واستهلاك العائلات خاصة في أقطاب الصناعة العالمية مثل ألمانيا.
كما برر مصيطفى التوجه العالمي لاستغلال الطاقة النفطية، إلى قرب موعد استغلال خطوط الإمداد الجديدة للغاز بين بحر قزوين والاتحاد الأوروبي، مرورا بسوريا وتركيا وهي "ساوث ستريم"،" نابات"، "نوباكوف" والتي من شانها أن تزود الطلب العالمي على هذه المادة تمهيدا لاستقرار الأسعار في مستوى معين.
وتوقع الخبير الاقتصادي، أمام قلة الطلب العالمي على النفط ما سمح للعرض بالتفوق بمستوى لامس 1.5 مليون برميل يومي، وهو ما يحتم تراجع الأسعار، التي ستستمر حسبه "صعودا وهبوطا" لمدة سنتين على الأقل 2017، ليستقر سعر البرميل الواحد في حدود الـ70 دولار.
وعن قضية استغلال الغاز الصخري، والتي أسالت الكثير من الحبر، وخلفت موجة كبيرة من الاحتجاجات في جنوبنا الكبير، اقترح مصيطفى، تشكيل لجنة ثلاثية تتبع لرئاسة الجمهورية تضم من خبراء في المجال، ممثلون عن الحكومة، وبإشراك ممثلو المجتمع المدني، تعنى اللجنة بدراسة آثار استخراج الغاز، على السكان، ترفع توصياتها لرئيس الجمهورية للحسم في القرار الاستراتيجي الواجب اتخاذه في هذا الملف.
وأضاف أن الغاز الصخري رغم أنه طاقة بديلة منافسة للنفط، إلا أنه يملك آثارا كبيرة، بدايتها من البيئة التي يخلف استخراجه انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، كما تتضرر التربة المجاورة لمكان استخراج الغاز، فضلا عن الأثر الكبير على المياه الجوفية المجاورة، إضافة إلى تأثيره على صحة السكان، متوقعا أن تفصل قمة الأرض بباريس في ديسمبر 2015، في قرار استغلال هذا النوع من الطاقة في فرنسا، في الوقت الذي يضيف ان الجزائر تمتلك 4.5 ألف مليار قدم مكعب من الغاز الصخري ما يجعلها في الرتبة 4 عالميا ويوفر لها مداخيل هامة في حال قررت استغلاله.
منى.ب

من نفس القسم الوطن