الوطن

تقدير مخاطر استغلال الغاز الصخري "مبالغ فيه"

رئيس شركة الإستراتيجية والسياسات الطاقوية فرنسيس بيران



أكد الخبير الفرنسي في مجال النفط فرنسيس بيران ان تقدير المخاطر المرتبطة باستغلال الغاز الصخري غالبا ما يكون "مبالغا فيه" في الوقت الذي تتوفر فيه الصناعة النفطية على الوسائل التي تمكنها من التحكم في هذه المخاطر بشرط اتخاذ الاحتياطات اللازمة بهذا الخصوص.
ويرى بيران -و هو رئيس شركة الإستراتيجية والسياسات الطاقوية التي تمتلك خمس نشريات طاقوية منها مجلة النفط والغاز العربيين- ان "تقدير المخاطر المتعلقة باستغلال الغاز الصخري غالبا ما يكون مبالغا فيه" مضيفا انه "توجد اليوم الإمكانيات التي تسمح بالعمل بشكل صحيح في مجال الغاز الصخري بالنظر إلى التقدم التقني إلى جانب التجربة المعتبرة في هذا المجال خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية".
وحسب هذا الخبير للاذاعة الجزائرية فانه "يتوجب النظر إلى الواقع الراهن وليس إلى فترة سنوات 2000 ذلك ان هناك الكثير من الأمور التي تطورت منذ ذلك الوقت".
وأوضح بيران ان مخاطر تلويث المياه الجوفية ترتبط أساسا بعدم احترام المقاييس الخاصة بسلامة عمليات الحفر.
و يقول في هذا الشأن ان "عدم احترام القواعد الخاصة بعمليات حفر الآبار تشكل بحد ذاتها خطرا على البيئة سواء تعلق الأمر بالمحروقات الصخرية أو التقليدية". وأشار في هذا الخصوص إلى إحدى اكبر الكوارث المرتبطة بالبقع النفطية في التاريخ والتي حصلت سنة 2010 بخليج المكسيك على مستوى بئر ماكوندو الذي تستغله شركة (بي بي) مذكرا ان هذه الكارثة حصلت خلال عملية حفر تقليدية ولا تخص المحروقات الصخرية.
في السياق ذاته ذكر بيران ان عملية التكسير الهيدروليكية التي تثير حاليا الكثير من المخاوف "تستخدم منذ عدة عشريات من طرف الشركات النفطية دون ان يتسبب ذلك في أي جدل قبل الحديث مؤخرا عن الغاز الصخري".
ويحدد الخبير ذاته أربعة شروط أساسية يجب توفرها من اجل الحد ولأقصى درجة من المخاطر البيئية لاستغلال الغاز الصخري. ويتعلق الأمر بضرورة وجود فاعلين نفطيين أكفاء ومسؤولين وكذا استعمال احدث التقنيات إلى جانب ضرورة وجود دولة تؤدي على أكمل وجه دورها في الضبط والإشراف على الصناعة النفطية بالإضافة إلى وجود مجتمع مدني يقظ.
 محمد.أ

من نفس القسم الوطن