الوطن

مليونية في عين صالح اليوم ردا على قرارات بوتفليقة

المعارضة تسأل عن أسباب تمسك السلطة باستغلاله وتتهمها بـ" خدمة" مصالح لوبيات دولية

 

الجالية الجزائرية تتضامن مع المحتجين في الجنوب في تجمع بباريس

يتواصل اليوم حراك الجنوب الرافض لاستغلال الغاز الصخري، ومواصلة عمليات التنقيب عنه بمنطقة عين صالح كمرحلة أولية، حيث يرتقب أن ينظم الناشطون في التنسيقية الرافضة للغاز الصخري في الجزائر " مليونية" اليوم بعدد من المدن الجنوبية المعنية بالقرار، خاصة تمنراست التي تشهد عمليات التنقيب عن الغاز في الوقت الراهن والتي ستنتهي في القريب العاجل بحسب ما جاء على لسان رئيس الدولة عبد العزيز بوتفليقة خلال اجتماع مصغر لمجلس الوزراء مؤخرا، ويأتي هذا الحراك بالدرجة الأولى ردا على القاضي الأول للبلاد الذي حاول أنّ يحتوي الاحتجاجات القائمة هناك منذ أربعة أسابيع بعد أن فشل وزير الطاقة، والوزير الأول واللواء عبد الغني هامل في إقناع هؤلاء بأن الخطوة لن تتعدى في الوقت الحالي التنقيب التي تعتبر هامة بالنسبة للجزائر لحصر موردها غير التقليدية وهي الفترة التي ربطت الحكومة مدّة آجالها حتى سنة 2022، وتتهم المعارضة السلطة بأنها تتمسك بهذه الأجندة لكونها تخدم مصالح لوبيات دولية بينما تتهم الموالاة الأطراف الرافضة للاستغلال بوجود قوى دولية تحركم وفي مقدمة هذه الدول فرنسا، أمريكا والسعودية، وبين هذه التهم المتبادلة بين الطرفين يواصل سكان المنطقة الدفاع عن قضية تعتبر مسألة حياة أو موت بالنسبة إليهم في ظل وجود تقارير لخبراء دوليين ومحليين بوجود خطورة على حياتهم وعلى البيئة تنتج عن استغلال واستخراج هذه الطاقات وهو الأمر الذي دفع بهم إلى الحراك السلمي ردا على قرارات السلطة المتعلقة بالمشروع.

 

أشار عدد من الناشطين في لجان تنسيق الاحتجاج في مدينة عين صالح، إلى أنه يرتقب أن يتم تنظيم مليونية بعدد من المدن الجنوبية للوطن، من أجل زيادة الضغط على الحكومة للتخلي عن قرار استغلال الغاز الصخري وقال هؤلاء في حديث لهم معنا أنّ الهدف من هذه الوقفة التي ستكون ساحات الجنوب مصرحا لها اليوم، هو الدفع بالحكومة نحو توقيع قرار التراجع عن المشروع، على صعيد آخر، يرتقب أن ينظم عدد من الناشطين من الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، وقفة إحتجاجية بالعاصمة الفرنسية باريس اليوم، تنديدا بقرار رئيس الجمهورية.

يوسفي: الحكومة مستعدة للحوار مع كل الجزائريين حول الغاز الصخري !

وسارع وزير الطاقة بدوره إلى التأكيد على أن الحكومة مستعدة للحوار مع كل الجزائريين وعبر كل ولايات الوطن حول كل ما يتعلق بالغاز الصخري بايجابياته وسلبياته، وأوضح المتحدث خلال ندوة صحفية نشطها أمس أول ببومرداس بأن الحكومة تقوم بدورها لطمأنة المواطنين المعنيين في المجال من خلال إجراء عدة اتصالات ميدانية مع المحتجين لتوعيتهم" مبديا "الاستعداد التام للاستمرار في ذلك عبر التراب الوطني"، وشدد المتحدث على دور الإعلام في نقل المعلومات الصحيحة للمحتجين، وأشار وزير الطاقة إلى أن الحكومة "تريد وتعمل على تعزيز" الاتصال مع كل المواطنين المعنيين بالأمر لتوعية وشرح كل الجوانب التي تخص صناعة الغاز الصخري، كما أكد على الحماية التي تحرص مؤسسة سوناطراك على توفيرها للمواطنين وللبيئة وهو ما يتماشى مع توجيهات رئيس الجمهورية.

قسنطيني يقترح استشارة الخبراء حول الغاز الصخري !

 اقترح بدوره فاروق قسنطيني، الذهاب نحو استشارة خبراء وطنيين ودوليين فيما يخص استغلال الغاز الصخري، وقال المتحدث بأنه أصبح من الضروري الآن ترجيح الرأي السديد الذي يجب أن يميز القرارات الكبرى لبلد ديمقراطي واستشارة الخبراء الوطنيين والدوليين الذين تعد آراؤهم السديدة والمعمقة حتى وإن كانت متناقضة الوحيدة والكفيلة باتخاذ القرار الأصح"، واعتبر المتحدث في بيان صدر عنه، أن "الاختلاف الحاد في الآراء" فيما يتعلق بالغاز الصخري "يشكل في حد ذاته ومن دون شك إشارة لرد فعل إيجابي إذ يظهر مدى اهتمام كلا الجبهتين بالموارد الطبيعية التي تمنح مزايا يمكن استغلالها وبالبيئة التي يجب احترامها طبقا للدستور"، ودعا رئيس اللجنة إلى "تفادي الخلافات التي تفضي إلى نقاشات عقيمة".

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن