الوطن

المعارضة تنتقد تصريحات الرئيس وتطالبه بالملموس

وصفت قرارات بوتفليقة بـ" المتسرعة" واعتبر تشخيصه لمشاكل المنطقة " خاطئ"

 

  • الموالاة تستميت في الدفاع عن المشروع وعن أجندة بوتفليقة
  • سكان عين صالح يردون على بوتفليقة باحتجاجات منددة باستغلال الغاز الصخري
شتّت القرارات التي صدرت في الساعات الـ 48 الماضية، من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مواقف الطبقة السياسية، فانقسمت بين مؤيد ومعارض لما حمله بيان مؤسسة الرئاسة عقب نهاية اشغال الاجتماع الوزاري المصغر الذي ترأسه القاضي الأول للبلاد أمس أول، خصص للردّ على الرافضين لقرار الحكومة المتعلقة بالغاز الصخري، فبينما انخرطت قوى المعارضة ممن سألتهم "الرائد"، عن مواقفهم مما جاء به خطاب الرئيس الذي تمسك بمسألة استغلال الغاز الصخري وإن حاول فيه طمأنة سكان الجنوب وبالتحديد سكان منطقة عين صالح بولاية تمنراست بكونه لن يتم استغلاله في الوقت الراهن وهو غير وارد الآن، إلا أن " التمسك" بالمشروع في حدّ ذاته هو الأمر الذي يرفضه سكان المنطقة، اعتبرت أحزاب الموالاة بأن خطاب الرئيس كان" مطمئن" وأنه" حريص على مصلحة أمن واستقرار الأوضاع في الجنوب وهو ما حمله بيان الرئاسة الأخير، واعتبر هؤلاء بأن القرارات التي جاء بها الرئيس لصالح سكان الجنوب تؤكد حرصه على الدفع بعجلة التنمية هناك.
محسن بلعباس: قرارات بوتفليقة الأخيرة" متسرعة" وتشخيصه للمشاكل التي تتخبط فيها المنطقة" خاطئة" !
قال رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية اأن استحداث ولايات جديدة ليس حلا ولا مطلبا، لأن سكان الجنوب يعانون من اقصاء وتهميش في مجال المشاركة في عملية اتخاد القرار السياسي والاقتصادي" مشيرا إلى أن قرارات المجلس الوزاري المصغر القاضي باستحداث ولايات منتدبة، أمر متسرع والتشخيص خاطئ لمشاكل المنطقة، واستبعد بلعباس تهدئة الأوضاع في مناطق الجنوب، لأن المجتمع في المنطقة تغير كلية، فالشباب هو من يقود الحراك الاجتماعي المطالب بالتغيير، وهو شباب واع ومثقف ولن يقبل بحلول" ترقيعية".
جيلالي سفيان: بوتفليقة لم يقدم الملموس وقرار الاجتماع يتناقض مع تصريحات يوسفي
قال رئيس جيل جديد جيلالي سفيان، أن الاجتماع الأخير الذي ضم رئيس الجمهورية بعدد معين من وزرائه لم يأتي بجديد، حيث لم يحمل قرارا ملموسا حول ملف الغاز الصخري خاصة في المدة الزمنية التي تعتزم فيها الحكومة توقيف عملية الاستكشاف،  حيث أشار المتحدث إلى أن الرئيس قال أن العملية ستنتهي قريب دون أن يحدد التاريخ، كما أشار جيلالي سفيان الى وجود تناقض صريح بين نتائج الاجتماع وتصريح وزير الطاقة يوسف يوسفي الذي أكد في تصريحات سابقة أن الجزائر بدأت عملية الاستغلال منذ 2012
 وأضاف المتحدث يقول، أن قضية  الغاز الصخري فيها شقان، الأول سياسي والثاني تقني"، وجزم المتحدث بأن السلطة فشلت في الجانب السياسي، لكونها لم تنجح في إقناع سكان المنطقة بجدوى استغلال الغاز الصخري، قبل الذهاب إلى تجسيد مشروعها، واقترح الرجل الأول في حزب "جيل جديد": "على الحكومة التوقف عن استغلال الغاز الصخري لمدة عشرين سنة، طالما أن الوزير الأول عبد الملك سلال، أكد أن ما يجري بالقرب من عين صالح، لا يعدو أن يكون مجرد استكشاف وليس استغلالا، ومباشرة حوار مع سكان المنطقة لمعالجة الجانب التقني المتعلق بالتلوث، وما إلى ذلك".
محمد ذويبي: السلطة مترددة وغير قادرة على اتخاذ قرار جاد حول الغاز الصخري
تساءل  رئيس حركة النهضة محمد ذويبي  الاجتماع  عن السبب الذي  جعل رئيس الجمهورية يستدعي ثلاث أرباع وزرائه أول أمس بدل استدعاء كل الوزراء في مجلس الوزراء، وقال أنه لا يصح  من ناحية الشكل وأنه يمس بمصداقية مؤسسات الدولة كما انتقد ذويبي مضمون اللقاء الذي قال أنه جاء منقوصا وغير كامل ، حيث لم يقدم الرئيس قرار واضحا فيما يتعلق باعتصامات سكان الجنوب على خلفية عزم الحكومة استغلال الغاز الصخري مشيرا أن النتائج توحي بوجود حالة من التردد والضغط قائلا "السلطة تعيش تداعيات قراراتها العرجاء بعد أن دأبت على تسيير شؤون البلد بالرأي الواحد .
الموالاة تستميت في الدفاع عن المشروع وعن أجندة بوتفليقة
ويقف على النقيض أحزاب السلطة التي رحبت على لسان قيادات من أحزاب الموالاة وفي مقدمتها حزب جبهة التحرير الوطني بالنتائج التي جاء بها اجتماع مجلس الوزراء المصغر الذي ترأسه بوتفليقة في الساعات الماضية، حيث أشارت هذه التشكيلة السياسية إلى أن رئيس الجمهورية أكد على أن استغلال الغاز الصخري غير مطروح في أجندة الحكومة في الوقت الراهن، كما شدد على أن عمليات التنقيب التي تلقى رفضا شعبيا من قبل سكان عين صالح تشارف على الانتهاء لهذا على المحتجين أن ينتظروا نهاية الأشغال هناك ونتائج الأبحاث والدراسات التي تقوم بها المؤسسات الوصية، من جعته ثمن الناطق الرسمي باسم القيادة الموحدة للأفالان، قاسة عيسي، القرارات التي انبثقت عن اجتماع مجلس الوزراء المصغر المخصص للتنمية في ولايات الجنوب والهضاب العليا الذي ترأسه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مؤخرا، معتبرا إياها بالقرارات الهامة.
سكان عين صالح يردون على بوتفليقة باحتجاجات منددة باستغلال الغاز الصخري
ردّ سكان الجنوب الجزائري وفي مقدمتهم سكان عين صالح بولاية تمنراست، على القرارات التي خرج بها الاجتماع الوزاري المصغر الذي ترأسه بوتفليقة أمس أول، خصص للحديث عن حراكهم وانتفاضتهم ضدّ الغاز الصخري، مباشرة بعد اطلاعهم على محتوى القرارات التي صدرت عقب اللقاء، حيث خرج المئات من مواطني بلدية عين صالح في حركة احتجاجية جابت الشوارع الرئيسية وساحة الصمود، تنديدا بما وصفوه بـ" محاولة امتصاص غضب السكان"، حيث اعتبر عدد ممن تحدثنا معهم قرارات السلطة بـ" الترقيعية"، مؤكدين استمرارهم وعزمهم التصعيد مستقبلا ضدّ هذه السياسية التي تتمسك بها الحكومة وهو ما عبر عنه قرار الرئيس المتعلقة بمواصلة التنقيب ورفض اصدار تجميد المشروع، ورفع أمس في وقفة احتجاجية بساحة الصمود شعارات" الرفض لكل القرارات التي جاء بها اجتماع مجلس الوزراء".
خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن