الوطن

سلال قريبا في عين صالح لافتكاك "صك الغفران"

سكان الجنوب لن يرضوا بأي حل ما عدا وثيقة تؤكد تراجع الحكومة عن استغلاله

 

 

لم تشفع تحليلات الخبراء المحسوبين على السلطة ولا الزيارات المتكررة التي قادها وزراء ومسؤولين في الحكومة لكبح غضب سكان الجنوب الذين باشروا مسيرات سلمية لمطالبة الحكومة بالعدول عن قرار استغلال الغاز الصخري اخرها كانت الزيارة التي قادت المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل للمنطقة فيما تشير مصادر رسمية من الوزارة الأولى في حديث لها مع "الرائد"، أن الوزير الأول سيضطر خلال الساعات المقبلة للنزول لأبناء الجنوب.

لم يحض أي مسؤول في الحكومة طيلة 20 يوم من الاحتجاجات التي باشرها سكان عين صالح ومنها ولايات جنوبية على قرار الحكومة القاضي باستغلال الغاز الصخري بترحيب من سكان المنطقة وعودتهم إلى بيوتهم طيلة 20 يوم من الاحتجاج كان أولها الزيارة التي قادت وزير الطاقة يوسف يوسفي لعين صالح ومحاولاته لإقناع السكان بعدم وجود خطورة على صحة المواطنين الذين تمسكوا بمواقفهم بعد الشعارات التي حملوها والتي تؤكد أنهم لن يتراجعوا ولن يعودوا إلى بيوتهم إلا بقرار من رئيس الجمهورية يؤكد من خلاله تراجع الحكومة عن استغلال الغاز الصخري.

 

كما لم تشفع تطمينات الخبراء بعدم وجود أي أخطار أو تهديدات للغاز الصخري الذي تعتزم الحكومة استغلاله مستقبلا, حيث وطمأن الخبير الطاقوي والبيئي بوزيان مهماه سكان عين صالح والجنوب الجزائري بعدم وجود أي أخطار أو تهديدات للغاز الصخري الذي تعتزم الحكومة استغلاله مستقبلا، مؤكدا أن هذه المادة الحيوية ستكون بديلا وتشكل إضافة نوعية للاقتصاد الوطني من خلال استحداث الآلاف من مناصب الشغل، رؤية علمية في استغلال الغاز الصخري معتبرا أنه، من الناحية الكيميائية، مادة لا تختلف عن الغاز الطبيعي والغاز المنزلي لكنه موجود في الصخرة الأم على مسافة تزيد عن 1000 متر، موضحا أن "هذا الغاز موجود في تجويفات صخرية التي تتميز بكونها ذات مسمات ضيقة جدا ولا تسمح له بالانسياب بشكل جيد على عكس الغاز الطبيعي الموجود في الأحواض الموجودة في التجويفات الباطنية، لذلك ينبغي تكسير هذه الصخرة الأم التي يوجد في تجويفها الغاز الصخري لتمكينه من الانسياب بشكل جيد. وعندما اقول تكسير الصخرة فليس معناه تهشيمها بل إحداث بعض التشققات فيها لتمكين الغاز الصخري من الانسياب بأريحية" على حد قوله.

هذا ولاقت التصريحات التي أدلى بها المدير العام لشركة سوناطراك استفزاز سكان الولايات الجنوبية بعد أن أكد أن الحكومة لن تتراجع عن قرار الاستغلال وهو الأمر الذي أجج غضب السكان اجتاحت باقي الولايات، وهو الأمر الذي تطلب تنقل المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل الذي وسب سكان المنطقة اقترح اختيار ثلاثة من عقال المنطقة لمقابلة الرئيس في العاصمة إلا أنهم رفضوا وطلبوا منه تبليغ انشغالاتهم للرئيس وأنهم لن يرضوا بحل، ما عدا قرار مكتوب يؤكد إلغاء القرار.

بالمقابل، دخلت أطراف سياسية على الخط وحذرت الحكومة والسلطات عبر ندوات صحفية على غرار عبد الرزاق مقري عن حزب حمس الذي قال انه "استعملت فرنسا أرض الجزائر لتجاربها النووية وأصبحت بذلك قوة نووية على حسابنا وحساب الآلاف من القتلى والمرضى والمشوهين غير أننا لم نكن نقدر على منعها لأننا كنا تحت الاستعمار، واليوم تستعملنا فرنسا لتجاربها في استغلال الغاز الصخري على حساب صحتنا وبيئتنا وبموافقة من مسؤولينا ويتم عقد الاتفاقات تحت العلم الجزائري وبالأختام الجزائرية وبالمال الجزائري.، واعتبر مقري ان الحكومة ليس من حقها حفر الآبار دون موافقة المواطنين وسكان الجنوب عامة، لأن ذلك مرتبط أساسا بالبيئة والمحيط، وعبر عن دعم ومساندة الحركة لسكان عين صالح الذين انتفضوا ضد هذا المشروع، وقال "فرنسا جربت فيهم النووي والحكومة تجرب فيهم الغاز الصخري!".

بدوره انتقد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف أن استغلال الغاز الصخري واكد انها ستكون عواقبه وخيمة لما فيه من أضرار على البيئة، حيث سيعود بنا إلى تكرار تجربة فرنسا النووية في الصحراء الجزائرية، والتي ما تزال أثارها متراكمة إلى حد اليوم بعد أن قامت باستعمال الجزائريين كفئران تجارب، بالمقابل أشارت مصادر مطلعة عن زيارة ستقود الوزير الأول خلال الساعات القليلة المقبلة إلى عين صالح على الرغم من تطميناته التي حملها لسكان الولاية عبر صفحته الالكترونية والتي قال أن المرحلة المستقبلية ستشمل الاستكشاف فقط، إلا أن هذا الأمر لم يلقى تجاوبا من سكان الولاية الذين ينتظرون لفتة من الوزير الأول.

آمال. ط/ خولة. ب

من نفس القسم الوطن