الوطن
إجماع على أهمية" صون " الاستقرار ووضعه في خانة" الأولويات"
في الذكرى الثانية لاعتداء تقنتورين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 جانفي 2015
عاد في الساعات الـ 48 الماضية الحديث السياسي والأمني عن الأحداث التي جرت في تيقنتورين مطلع عام 2013، من قبل بعض المتابعين للشأن الجزائري في شقيه الأمني والسياسي، خاصة وأنّ العالم اليوم يشهد تنامي ظاهرة" الارهاب العابر للقارات" و" متعدد الجنسيات" الذي عانت منه الجزائر خلال العشرية السوداء في التسعينات ولا تزال بقاياه تنثر" اللا استقرار " في مختلف أنحاء الوطن وبدرجة أكبر على الحدود التي تشهد منذ فترة" حراكا أمنيا غير مسبوق "، ويتفق هؤلاء ممن تحدثت معهم" الرائد "، على طبيعة" التحديات الأمنية" المفروضة اليوم على الجزائر، كون الاستقرار أصبح يدرج في خانة الأولويات عند كل الجزائريين وبدرجة كبيرة عند الشعب الذي انسحب من الحياة السياسية والحراك الذي تنادي له قوى المعارضة وبدرجة أقل أطراف الموالاة، رافضين بذلك نداءات" التغيير"، من منطلق أنّ المحيط الإقليمي والدولي الحالي لا يشجع على ذلك، خاصة بعد ما وقع في العاصمة الفرنسية باريس مؤخرا، وما أفرزه من قلق أمني عام مسّ كل بقاع العالم.
يرى المراقبون بأنّ حادثة تيقنتورين التي وقعت منذ سنتين، أفرزت حذرا على المستوى الشعبي والرسمي لم تشهده الجزائر من قبل، لاعتبارات عديدة أهمها أن الواقعة التي شهدتها الجزائر جاءت من أقصى الحدود الجنوبية للوطن التي تعيش وضعا أمنيا مضطربا أفرزته الأوضاع السياسية والأمنية لدول الجوار، خاصة ليبيا ومالي، هذه الأوضاع دفعت بالكثير من الأطراف بما فيها الشعبية اليوم والجزائر تعيش الذكرى الثانية للاعتداء الجبان على منشأة "الحياة" إلى التأكيد على أهمية الاستعداد الدائم للتعامل مع أي تهديد قد يعترض أمن وسلامة التراب الوطني ومنشآته وشعبه، من خلل وحدة الصف والخطاب، كما يؤكد المتابعون للشأن الأمني والسياسي عندنا بأنّ الذي أيقظه اعتداء تيقنتورين الذي وقع قبل الـ 24 شهرا الماضية أدخل البلاد في سبات " التغيير"، حيث تحول خطاب الساسة يرافع" لانتقال سلمي وسلس للسلطة وللحكم" بأقل حدّة مما كان عليه في وقت سابق، فيما يرى البعض الآخر بأنّ السلطات الجزائرية التي ردّت من خلال تعاطيها الإيجابي مع العملية الإرهابية تلك أطراف داخلية قبل الأطراف الخارجية على أنها قادرة على التعاطي بصورة" إيجابية " مع كل ما يشوش على مؤسساتها لتحقيق الشرعية المشكوك فيها من قبل البعض.
ويؤكد هؤلاء على الأهمية التي يحققها الإجماع على " صون " الاستقرار وهو ما أكدت عليه التشكيلة السياسية لحزب تجمع أمل الجزائر، التي قالت بأن "الأمن مطلوب والاستقرار والحفاظ عليه مطلوب أكثر اليوم في الجزائر"، ويأتي هذا التشخيص من قبل القيادات الحزبية لـ"تاج " من منطلقات عديدة تتقاطع مع تلك التي تدعو لضرورة وضع هذا المطلب في خانة" الأولويات" مستقبلا سواء بالنسبة للشعب أو السلطة.
خولة . ب