الوطن
الجزائر مطالبة بالاستعداد الدائم للتعامل مع أي تهديد قد يعترض مسعى" الاستقرار"
في الذكرى الثانية لاعتداءات تقنتورين المحلل الأمني بن جانة لـ" الرائد ":
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 جانفي 2015
- " سكان الجنوب واعون بالتهديدات التي تطال الجزائر "
أكد العقيد المتقاعد بن عمر بن جانة، على الأهمية التي توليها السلطة ومؤسسات الدولة خاصة الأمنية والعسكرية لمسألة الاستعداد الدائم والمتواصل للتعامل مع أي تهديد قد يعترض مسعى" الاستقرار"، وقال المتحدث وهو يتطرق إلى الأولويات الأمنية التي تفرضها" معطيات " الراهن الدولي والاقليمي خاصة بالنسبة للحدود الجنوبية للوطن، بالتزامن مع الذكرى الثانية لأحداث تيقنتورين التي وقعت صباح يوم 16 جانفي من سنة 2013، حين دخلت مجموعة مكونة من 32 إرهابيا من الحدود الجزائرية الليبية وتقدمت نحو المنشأة، مستهدفة حافلة متوجهة للقاعدة على متنها رعايا أجانب، وكانت الحصيلة وفاة 3 رعايا فرنسيين وبريطاني، ثم توجهت المجموعة على متن 3 سيارات رباعية الدفع والحافلة نحو القاعدة وفرضت طوقا أمنيا عليها قبل أن تتدخل وحدات الجيش الوطني الشعبي لتفكر الحصار على الرهائن بطريقة احترافية.
ونفى المحلل والخبير الأمن عمر بن جانة فرضية أن تكون حادثة تيقنتورين بمثابة التحول المفصلي في التحركات والبؤر الاجتماعية التي تعرفها ولايات الجنوب بعد أن اكتشف سكانها أن الغير يتحكمون في كل ما هو باطني ويسير من تحت أقدامهم، حيث أكد بن جانة أن العقيدة الأمنية التي يتشبع بها سكان الجنوب تجعلهم واعين بالمخاطر التي تحدق بالبلاد وأن الاحتجاجات الحالية اجتماعية محضة.
وقال بن جانة في اتصال مع " الرائد "، في الذكرى الثانية لاعتداءات تقنتورين أن العملية الإرهابية التي تعرضت لها منشأة تيقنتورين بعين أمناس قبل عامين ''كانت اختباراً حقيقيا للحكومة الجزائرية في التعامل مع الارهاب''، مشيرا أن ما حدث في عين أمناس كان مؤامرة إرهابية أريد بها النيل من أمن واستقرار الجزائر والتأثير على مواقفها الثابتة، وقد تصدت لها الجزائر لمعالجتها بكل صرامة وحكمة وبأقل خسائر ممكنة بفضل تجربتها وحنكتها وكفاءة الجيش الوطني الشعبي وعناصر الأمن المختلفة، وأضاف بن جانة أن الاعتداءات أكدت مرة أخرى أن العمليات الارهابية والاجرامية لا حدود لها مما يؤكد أن التهديدات الأمنية بالجنوب لا تزال قائمة مما بفرض المزيد من الحرض واليقظة في التصدي لأي محاولة مماثلة ''.
وفي رده حول سؤال متعلق بحالة ما إذا كانت الحادثة بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس وكشفت لسكان الجنوب الخيرات التي لا ينعمون بها والمستغلة من الغير قال بن جانة أن المشاكل الاجتماعية وحدها في الغالب من حركت سكان مناطق الجنوب، بما في ذلك الفارق في البنى التحتية وخدمات الصحة والتربية والتعليم والنقل مقارنة مع مدن الشمال التي تستفرد بالجزء الأكبر من هذه المزايا، وخصوصاً أن أغلب عائدات البلد من المال العام، تأتي من مبيعات النفط والغاز الذي يجري تحت رمال مدن الجنوب، من دون أن يستفيد سكان هذه المدن بالشكل الكافي من هذه العائدات، وفي هذا الإطار، قال المتحدث أن البؤر الاجتماعية الموجودة في الجنوب بما فيها الاحتجاجات ضد الغاز الصخري لن تتسبب في انزلاقات أمنية وذلك بسبب الوعي الأمني لسكان المنطقة ووحدتهم.
آمال. ط