الوطن

القوى السياسية تدعو الحكومة للتكفل السياسي والقانوني بالجالية

وسط غياب مواقف رسمية تجاه خطاب الكراهية تجاه المسلمين بأوروبا

 

 

تشهد الجالية الاسلامية في فرنسا خصوصا وفي أوروبا عموما موجة من الكراهية ومحاولة البعض الانتقام منها والتضييق عليها وعلى الرموز الدينية الاسلامية، وقد بدأت تتشكل حركات ضد الوجود الاسلامي في أوروبا مثل حركة" بيغيدا" في المانيا وغيرها من الحركات اليمينية المتطرفة، ورغم مأسوية الواقع إلا أن الدول العربية والاسلامية وخاصة التي لديها جاليات عددها بالملايين لم تتحرك في حماية أو الدفاع عن هوية رعاياها في الوقت الذي تبذل فيه دولة الكيان الصهيوني كل الجهود من أجل الدفاع عن اليهود وإظهارهم بأنهم الضحية الأولى، وأمام غياب مواقف رسمية مكافئة استطلعت " الرائد" أراء الطبقة السياسية في الجزائر أمام هذا الوضع الخطير والتي جاءت كلها متضامنة مع جالياتنا من جهة وداعية السلطات إلى مزيد من الجهد في التكفل السياسي والقانوني بما يؤمن حياة وحرية جالياتنا في الغرب.

 

حمس: على الممثليات أن تلعب دورها في حماية جاليتها بما فيها الجزائر

قال المكلف بالشؤون السياسية لحركة مجتمع السلم، فاروق طيفور، أن عمليات الاعتداء على الجالية المسلمة في فرنسا قد تأخذ ابعاد أخرى تتحول إلى كابوس في العلاقة بين الشرق والغرب حيث دعا في هذا الاطار إلى فتح نقاش بين الشرق والغرب كما دعا ممثلي الجالية المسلمة في فرنسا إلى لعب دور هام لإنقاذهم.

وقال طيفور في اتصال مع" الرائد"، أن حركة مجتمع السلم تدين اذا الاعتداءات التي طالت صحيفة شارلي إيبدو، كما تدين الارهاب الذي قال أن لا لون له ولا جنسية والذي لا يجب أن تستغله بعض الأطراف لتصفية الحسابات حيث دعا في هذا الإطار ممثليات الجاليات المسلمة في فرنسا ومنها الجزائر إلى لعب دورها على اعتبارها أنها تملك كل المعطيات الحقيقية عن أفراد الجالية الجزائرية في فرنسا، وأضاف طيفور يؤكد على أن حادثة شارلي قد تأخذ أبعادا أخرى قد تتحول إلى كابوس في لعلاقة بين الشرق والغرب مشيرا أن انتشار الارهاب قد ينسف بمصالح الجميع بحيث تصبح المصالح الجزائرية مهددة في الغرب والعكس، وقال في هذا الصدد "لا نعرف من يقف وراءها أعمال تشجع التطرف والارهاب الدولي الذي يستغل هذه الظروف"، وشدد المتحدث في سياق متصل على أهمية أن تدرك الحكومات المخاطر التي قد تنجر على مثل الفعل وخاصة الأعمال التي تمس بمقدساتها وعلى رأسها الاساء ة للرسول الذي يعتبر رمز من رموز المسلمين مطالبا بفتح نقاش بين الحضارات.

 

النهضة: الجزائر المستهدف الأول وفرنسا تحاول بالقضية أنّ تبتزنا اقتصاديا وماليا !

قال القيادي في حركة النهضة محمد حديبي في رده عن سؤال لـ" الرائد "، حول تداعيات موجة العنف التي تطال المسلمين في فرنسا أن الجزائر المستهدف الأكبر من حادثة الاعتداء على أسبوعية شارلي إيبدو سواء بسياسة التشهير في استعمال أسماء جزائريين من أصول جزائرية في العملية كمصدر أساسي لنشر التطرف والإرهاب العالمي عن الجزائر مشيرا أن العملية بفعل فاعل وبتدبير محكم، وأشار المتحدث إلى أن التطورات الدبلوماسية ومنها المسيرة عشية الحادث كانت فعل مدبر لأغراض ما قائلا " أعتقد أن الجزائر والجزائريين مستهدفين سواء كدولة أو كشعب للضغط عليها للابتزاز الاقتصادي والمالي وفتح قواعدها العسكرية في ما يسمى التحالف الجديد لضرب الارهاب المزعوم في الساحل الإفريقي أو في تغيير مواقفها من الملفات المطروحة اقليميا والتي تهدد أمن واستقرار الدولة الجزائرية في عمقها الاستراتيجي.

وأضاف حديبي أن الحادث الذي وقع في باريس مؤخرا، هو عمل جباني إجرامي مهما حدث لا يمكن أن يبرر هذا الفعل ويجب ينظر لهدا الفعل بعين الحكمة وتبصر من المستفيد منه اذا عرفنا تداعيات هذا الفعل نعرف من هو وراءه معتقدا أن الجهات التي قامت بهذا الفعل تريد اشعال الفتنة بين المسلمين الذين بدأوا يحصدون ثمار اندماج حياتهم في أوروبا وبدأوا يؤثرون على القرار السياسي الأوروبي ومشاركتهم القوية والفعلية في الحياة العامة وتقبل الأوروبيين للجالية المسلمة هناك.

بالمقابل قال المتحدث أن العمل يراد به التضييق على المسلمين بمزيد من الإجراءات العقابية القانونية في الهجرة والتحرك والرقابة والحد من الحريات والمعتقدات وإلزام حكومات عربية بتغيير مناهجها وأدوات عملها وتفكيرها بما يخدم توجه الغرب المعادي للمسلمين وفق النظرية الجديدة وسيمس الأمر المنظومة السياسية والأمنية والتربوية والدينية والمرتبطة بتحفيزات اقتصادية كرشوة غربية وسكوت على خرق قواعد الديمقراطية وحقوق الانسان في الوطن العربي ونشر الديكتاتورية.

 

الخبير في الشؤون الأمنية عمر بن جانة: حملة الاعتداء على الجالية المسلمة هي ردّ فعل ارتدادية لزلزال أمني لحق بالفرنسيين !

فسر المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمنية عمر بن جانة موجة الغضب التي تطال الجالية المسلمة منها الجزائرية بالهزات الارتدادية التي خلفتها الحادثة التي مثلت زلزالا عنيفا للفرنسيين مشيرا إلى أنّ حملة الاعتداءات كانت جد متوقعة، وأشار بن جانة في حديث له مع" الرائد"، إلى وجود عاملين مهمين للهجمة الشرسة التي تقوم بها فرنسا حيال الجالية المسلمة أولها ظاهرة الإسلاموفوبيا في ظل تنامي الخطاب التطرفي ضد الجالية المسلمة التي يزيد عددها عن خمسة ملايين نسمة من جهة، وفي ظل سكوت السلطات الفرنسية على التيارات المتطرفة التي تغذي هذا الاتجاه، بالإضافة إلى الهجوم الشرس ضد الجالية العربية المسلمة في فرنسا ناصحا السلطات الفرنسية بطرد كل مسلمي فرنسا إلى أوطانهم وهو المطلب الذي بلح عيه اليمين المتطرف.

 وبالمقابل، أكد المتحدث أن تخلف هذه العملية تداعيات خطيرة سيدفع ثمنها الجالية المسلمة في فرنسا ومختلف الدول الأوربية خاصة أمام تصاعد الدعاوى الغربية العنصرية ضد الجالية المسلمة في عدة دول أوروبية وسط جدل قوي بين تيارات معادية وأخرى منددة بمعاداة المهاجرين، حيث تنامى الشعور العنصري المعادي للأجانب وخاصة المسلمين في أوروبا، كما أن هذه الهجمة ستعطي اليمين المتطرف فرصة لتفعيل مطالبه المتعلقة بسحب الجنسية من ذوي الأصول العربية، وتشجع المعاداة للإسلام وتعزز الكراهية التي لا تخدم المصالح الفرنسية.

كما تحدث بن جانة عن مخاوف حقيقية بعد هذا الهجوم على الجالية العربية والمسلمة التي باتت اليوم عرضة لانتهاكات متكررة تسجل في حقها من قبل عنصريين وأكثر ما نتخوف منه هو أن يستغل هؤلاء العنصريون هذا الحدث لتنفيذ هجمات أو اعتداءات ضد المسلمين، وستكون المساجد والأحياء السكنية التي تضم أكبر جالية مسلمة هي الهدف الأول لهم.

خولة. ب/ آمال. ط

من نفس القسم الوطن