الوطن

تصاعد الاحتجاجات ضد استغلال الغاز الصخري بالجنوب

في الوقت الذي فضلت فيه الحكومة انتهاج سياسة "الهدنة"

 

  • خبراء: الجزائر مطالبة بتوفير الطاقة لمواطنيها وتنويع مصادرها المالية !

 

تدخل الاحتجاجات ضدّ استخراج الغاز الصخري بالجنوب الجزائري، أسبوعها الثاني، حيث أدت هذه الخطوة إلى استمرار شل مختلف القطاعات الاقتصادية والادارية هناك، بعد أن توسع الحراك من مدينة عين صالح إلى مدن أخرى الذين التحقوا بساحة" الصمود"، في الوقت الذي نشط فيه آلاف الشباب من الطلبة الجامعيين والبطالين مسيرات في عدّة مدن بالجنوب الكبير، ندد فيها هؤلاء ضدّ قرار الحكومة الرامي لاستغلال الغاز الصخري بمنطقة عين صالح، يحدث هذا في الوقت الذي عكفت فيه الحكومة على انتهاج سياسة" الهدنة " و" الصمت " تجاه ما يحدث هناك مفضلة بذلك ترك مهمة" جس النبض " لإدارات مؤسسة سوناطراك والخبراء المعتمدون منها ومن الحكومة وهو الأمر الذي أكد عدد من المحتجون في حديث لهم مع" الرائد "، رفضه مجددين طلبهم الذي سبق وأن رفعوه لوالي المدينة والرامي إلى نزول الوزير الأول عبد المالك سلال إلى ساحة الصمود والحديث مع المحتجين هناك.

قال أعضاء في لجنة تنسيق الاحتجاج، في حديث لهم معنا، أنّ المحتجون متمسكون بمطلب لقاء الوزير الأول عبد المالك سلال، ونقل انشغالاتهم إليه، وأشار هؤلاء إلى أنّ الوفود التي تم ايفادها إلى المنطقة منذ بداية الاحتجاجات هناك، أكدوا على أن لا سلطة لديهم لوقف الأشغال التي تعرفها 3 آبار للغاز الصخري المتواجدة بمنطقة عين صالح وعلى هذا الأساس فإن مطلب المحتجين هو التشاور والحوار مع من يملك سلطة القرار.

على صعيد آخر يواصل عدد من الخبراء وإطارات مؤسسة سوناطراك ووزارة الطاقة والمناجم، التأكيد على الأهمية التي توليها الدولة لهذا الاستثمار، حيث قال عدد من الخبراء الذين نزلوا أمس ضيوفا على فوروم الإذاعة للقناة الأولى بأن الجزائر مطالبة بتوفير الطاقة لمواطنيها وتنويع مصادرها المالية، وحاول هؤلاء أن يظهروا في مظهر المدافعين عن أجندة الحكومة الرامية إلى الاعتماد على الغاز الصخري كمصدر للدخل مستقبلا، في ظل انهيار أسعار النفط في الأسواق العالمية، وعلى هذا الأساس يقول الخبراء بات ضروري أن تبحث الجزائر عن بدائل للطاقة كاستغلال الغاز الصخري الموجود في الصحراء ولم يستغربوا تخوفات المواطن الصحراوي من الآثار السلبية التي قد تنجم من وراء هذه العملية ووصفوها بالمشروعة لهذا حاولوا طمأنتهم لأن الدولة الجزائرية حريصة على أمنهم.

وقال في هذا الصدد مستشار وزير الطاقة أحمد مشراوي بأنه لا توجد مخاطر من استغلال الغاز الصخري على صحة المواطنين مشيرا إلى أنّ " دراسات عديدة سبقت مرحلة الاستكشاف ولا داعي من الخوف"، من جهته مدير تقنيات الإنتاج بشركة سوناطراك خليل قرطبي قال نحن ملتزمون بكل الإجراءات الضرورية للحفاظ على المواطن والبيئة على حد سواء، وأكد على أن عملية الحفر تمر بعدة مراحل مرفوقة بالتقييم والمراقبة المستمرين، وشدد خليل على أن عملية البحث عن الغاز الصخري بالجزائر لا زالت في مرحلتها الأولى وهي الاستكشاف لمعرفة إن كان هذا النوع من الغاز موجود فعلا في باطن الأرض، لتليها بعد ذلك مرحلة الاستغلال التي من المتوقع لها أن تكون بعد 20 سنة بحسب التقديرات الأولية، بدوره مستشار وزير الطاقة كشف بأن الدراسات قدمت مؤشرات إيجابية حول احتمال وجود مخزون كبير من الغاز الصخري مضيفا " ننتظر الآن ما ستفضي به عملية الاستكشاف".

خولة. ب

من نفس القسم الوطن