الوطن

باريس تجمع الأعداء والأصدقاء

نتنياهو مع عباس وروسيا مع أوكرانيا جنبا إلى جنب في مسيرة "الجمهورية"

 

• داود أوغلو: مشاركتنا في مظاهرة باريس رسالة من المسلمين ضد الإرهاب

• رؤساء دول وحكومات ووزراء وسفراء ضمن 50 دولة مشاركة في المسيرة

 

شارك أمس زهاء 50 شخصية من قادة ورؤساء العالم من مختلف القارات الخمس، في مسيرة "الجمهورية" التي دعت إليها فرنسا تضامنا معها في الاعتداءات الإرهابية التي شنتها القاعدة وتنظيم داعش بباريس على متجر يهودي وأسبوعية شارلي ايبدو الساخرة. والمسيرة التي احتشد لها الآلاف من الفرنسيين وغير الفرنسيين من مختلف الأطياف بمن فيهم الجاليات المسلمة واليهودية، شهدت أمس انزالا دوليا على ساحة الجمهورية "وسط باريس، وكانت هذه الساحة مسرحا لمسيرة حاشدة سار فيها زعماء الاتحاد الاوروبي يتقدمهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وسط اجراءات أمنية مشددة، وقد سار هؤلاء جنبا إلى جنب مع الرئيس الأمريكي براك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائلي بن يامين نتنياهو، وجمعت هذه المسيرة التي تقدمها اسر الضحايا، قادة دول ووزراء خارجية وسفراء من مختلف الحساسيات الدولية، أبرزهم رئيس الوزراء التركي داوود أغلو ووزير الخارجية الروسي سرغي لافروف. كما شاركت الجزائر ممثلة بوزير الخارجية رمطان لعمامرة إلى جانب دول افريقية، وجمعت المسيرة الديانات الثلاث معا ( الاسلام، المسيحية واليهودية ) كتعبير عن توحدهم ضد الإرهاب الذي لا دين له على حد قول الرئيس فرانسوا هولاند، وما ميّز المسيرة، هو التقاء الأعداء والأصدقاء في مكان واحد، منهم نتنياهو ومحمود عباس، وروسيا نع اوكرانيا.

 

وقد انطلقت المسيرة في حدود الثالثة بعد الظهر حيث ارادتها فرنسا أن تكون "مليونية" للتنديد بالإرهاب والاعتداء على "حرية التعبير"، وكانت باريس أمس على مدار أكثر من ساعة، عاصمة دولية ضد الارهاب، جمعت في ظرف وجيز ما لم تستطع جمعه السياسة ولا الأمم المتحدة على طاولة واحدة، فالعديد من الجنسيات والديانات واللغات أبت إلا أن تحضر في ساحة " الجمهورية " بباريس لقول " لا للإرهاب..نعم أنا شارلي " تضامنا مع فرنسا والصحيفة الفرنسية،  مما اعتبر حسب هولاند، اعتداء ضد السامية نسبة لليهود، وقبل انطلاق المسيرة، تجمع آلاف الأشخاص في الساحة، رافعين لافتات كتب عليها "ارفعوا أقلامكم" و"حرية، مساواة، ارسموا، اكتبوا".

وسارت عائلات الضحايا الذين سقطوا خلال الهجمات الأخيرة، جنبا إلى جنب، ومشى خلفهم قادة الدول والحكومات ابرزهم الرئيس الفرنسي وزعماء الاتحاد الاوروبي ، وبقية ممثلي الدول من جميع أنحاء العالم، وكذا أحزاب ونقابات ومجموعات دينية يهودية ومسيحية ومسلمة وجمعيات وشخصيات في باريس لتحويل هذه "المسيرة الجمهورية" إلى يوم تاريخي. وكانت كل الأحزاب السياسية حاضرة باستثناء "الجبهة الوطنية" التي استبعدت رئيستها مارين لوبان مشاركة هذا الحزب اليميني المتطرف نظرا لاستبعاده من الاستعدادات للتجمع. وقد دعت إلى التظاهر في المناطق وليس في باريس.

محمود عباس ونتنياهو... روسيا وأوكرانيا 

من غرائب الصدف في هذه المسيرة، هو مشاركة كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي بن يامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس جنبا إلى جنب، يضاف إليهم الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. فهم أعداء لم ينهوا بعد الخلافات التي بينهم بسبب الحرب ( فلسطين- اسرائيل ) و( اوكرانيا – روسيا )، غير أن التنديد بالإرهاب جمعهم وجها لوجه، وشارك في هذا التجمع رؤساء ثماني دول أفريقية، وأهم القادة الأوروبيين من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى رئيسي الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والإسباني ماريانو راخوي، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. ورحبت الرئاسة الفرنسية بهذه "التعبئة الدولية الاستثنائية" و"الوحدة الوطنية"، وفي الوقت نفسه تأكيد على أنه "تجمع للشعب الفرنسي" قبل كل شيء.

إجراءات أمنية مشددة لتأمين المسيرة 

شددت السلطات الأمنية في فرنسا الاجراءات الامنية لتأمين المسيرة ، حيث نشر 2200 رجل، وتم إغلاق عشر محطات لقطار الأنفاق ومنع توقف السيارات. وتقرر أن يقوم ألفا شرطي و1350 عسكريا آخرين بحماية المواقع الحساسة في العاصمة الفرنسية ومحيطها من مقار لوسائل الإعلام إلى أماكن العبادة ومدارس ومبان عامة وممثليات دبلوماسية. وموازاة مع هذه المسيرة، وكان هولاند قد استقبل صباح امس ممثلي المجموعة اليهودية في فرنسا للبحث معهم في ما وصفه يوم الجمعة بأنه "عمل مروع معاد للسامية"، في إشارة إلى احتجاز الرهائن في محل بيع الأطعمة لليهود.

هولاند: باريس هي اليوم عاصمة العالم

قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاحد امام اعضاء الحكومة في اجتماعهم في قصر الاليزيه ان "باريس هي عاصمة العالم اليوم"، وذلك قبل التوجه للمشاركة في المسيرة الجمهورية ضد الارهاب. واضاف ان "البلد بأسره سيرتقي إلى افضل ما لديه" اثناء تطرقه إلى هذه المسيرة التي ترد على سلسلة هجمات ارهابية دامية اوقعت 17 قتيلا في فرنسا وتسببت بصدمة عالمية.

 داود أوغلو: مشاركتنا في مظاهرة باريس رسالة من المسلمين ضد الإرهاب

قال رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" قبيل مغادرته إلى باريس للمشاركة في مسيرة مناهضة للإرهاب "سنُظهر تضامننا ضد الإرهاب، كما سنوجه في هذا اليوم الذي يقف فيه الجميع مسلمون، ومسيحيون، أوروبيون، وأفارقة، وآسيويون، جنبًا إلى جنب، رسالة قوية ضد أية محاولة ممكنة لاستغلال ما حدث لإطلاق حملة ضد المسلمين".وأضاف داود أوغلو، في تصريحات صحفية أدلى بها، صباح أمس، في مطار إسانبوغا الدولي في أنقرة، قبيل مغاردته إلى باريس للمشاركة في "مسيرة الجمهورية"، المزمع تنظيمها اليوم لمناهضة الإرهاب، إن "تركيا من أكثر الدول التي اتخذت موقفًا واضحًا ضد جميع أنواع الإرهاب، وأظهرت تضامنًا قويًا ضده"، مذكّرًا بفقدان تركيا للعديد من مواطنيها في هجمات إرهابية. وأكد داود أوغلو أن "الإرهاب لا يحمل هوية دينية، ولاعرقية، وإنما هو جريمة ضد الإنسانية، أيًا كان مرتكبوه، وأيًا كانت دوافعه".

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن